صفحة الكاتب : د . اكرم جلال

ألثَّبات في زَمَنِ الفِتَن
د . اكرم جلال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 1-3].
 

الفِتْنةُ كما عرّفها أهل اللغة أنها الِابْتِلَاءُ والامْتِحانُ وَالِاخْتِبَارُ، وأَصلها مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ فتَنْتُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ إِذا أَذبتهما بِالنَّارِ لِتُمَيِّزَ الرَّدِيءَ مِنَ الجيِّدِ 1. والفِتَن مِنَ السُنن الإلهية القَطعيّة الحُدوث والتي تَجتاح الفِكر البَشري أينما حلّ طيلة وجوده في الحياة الدنيا، فَلَن تَستثني أحداً دون آخر ولن تَقتَصر على زمانٍ مُحدّد ولا مكانٍ دون آخر، غَيرَ أنّ الروايات الشّريفة أشارت الى أن فِتَن آخر الزمان هيَ الأشَد وقعاً والأمضى أثراً في تَساقط المسلمين وتَشَضّي وحدَتَهُم، فأغلب تلكَ الروايات هي مما أتُّفِقَ عليه بين عامة المسلمين، فَعَن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ، ... يَكُونُ فِيهَا حَرْبٌ وَهَرَبٌ، ثُمَّ بَعْدَهَا فِتَنٌ أَشَدُّ مِنْهَا، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ، كُلَّمَا قِيلَ : انْقَطَعَتْ، تَمَادَتْ، حَتَّى لا يَبْقَى بَيْتٌ إِلا دَخَلَتْهُ، وَلا مُسْلِمٌ إِلا صَكَّتْهُ، حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي 2).
لَقَد بَدأت رِياحُ الفِتَن تَعصِف بالأمة لِتَخلِطَ الحَقّ بالباطل، والخَير بالشّر، وَبَدأت بُذور الفِتَن تزرع بَين المُسلمين لتَستَميل من أصَمّ الشَيطان أسماعَهم وأعمى أبصارَهم وَخَدَعهُم بمُسَمّيات وشعارات تَستَبطِنُ الفُرْقَة في مَضمُونها كالإنفتاح والحَدَاثة وما شاكل ذلك. لقد استيقضت فِتَنُ الشهوات والشُّبُهات من وَحْل الغَفلَة والجَهل، وَهَبّت رياحُها لِتَعصِف بأصحاب القلوب الضعيفة والعقول الفارغة، وستطرق ابواب المسلمين باباً باباً وسَيهتَزَّ ويَسقط كُلُّ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ وسينْهار بِهِم في مُستَنقعاتٍ من افكارٍ مُنحَرِفة، فعن الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: (أمَا واللهِ لا يكون الذي تَمُدّون إليه أعينكم حتّى تُميَّزوا، أو تُمحَّصوا، حتّى لا يبقى منكم إلاّ الأندَر، ثمّ تلا قوله تعالى: أَم حَسِبتُم أن تَدخُلوا الجنّةَ ولَمّا يَعلمِ اللهُ الذينَ جاهَدُوا منكم ويَعلَمَ الصابرين 3) .
لَقَد بَدأت المُكْفَهرّاتُ مِنَ الأيامِ تَتَوالی والحَوالكُ مِنَ الخُطوب تَتَنادى والفِتَن تَتَلوّن فَيَكْثُر المُتَساقِطون جهلاً وخَوفاً وَجَزَعاً وَطَمَعاً. لَقَد أقبَلَتِ الدُنيا بِخَيْلها وَعَبيدِها لِتَغْزُو القُلُوب وتُغْري النُفُوس ولن يَنْجُوَ مِنْ حَبائِلِها الاّ الثابِتُون، وما أقلهم، قال الله تعالی: ﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود: 120].
إِنّ للفِتَن صُوَرٌ وأشكالٌ عدّة، لكنّنا نُجْمِلُها في نوعين اساسيين: الاول، فِتَنٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ سُبحانهُ وتعالی كما جاءَ في الآية التي تَمّ ذِكْرُها في مطلع هذا البحث، والتي تُؤَكِّد أنّ الهَدَفَ منها هُوَ الأختِبارُ والتَمْحيص لِيَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطَيّب وليَنكَشِفَ أمرُ المنافِقِ والمُخادع، فَتُنَقّى صُفُوفُ المؤمنينَ مِنهُم. أمّا النَوعُ الآخَرُ مِنَ الفِتن والذي هو مَورِدُ حَديثَنا في هذا البَحث فهي الفِتَن التي تَصدُرُ مِنَ البَشَرِ أنْفُسِهِم لقوله تعالی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج: 10]. إِنّ هذا النوع مِنَ الفِتَن مَصْدَرُه البشر أنفسهم وغايَتُهُ صَدُّ المؤمنينَ عَن جادّةِ الحَقّ وتَحَريْفِ دينِهم وعقائدهم عمّا أنْزَلَهُ اللّه وما وصّی به المُصْطَفی وآلٰه الأطهار٬ من أجل أن تَتَحوّل هذه الامة الی عبيد تُسُوقُهُم الطَواغيت نحو الذُل الأستعباد.
أن الذي يَتَصَفّح التاريخ الإسلامي بِتَمعُّنٍ وإنْصاف يَجِدُ بين الفَيْنة والأُخرى ظهور أفكارٍ ونظريات من رَحِمِ تَيّارات وأحزاب ثَبُتَ أنحرافها، فَقَد كانَت تَغْرُزُ أنْيابها لِتَشُلّ العُقُول بِشِعاراتٍ ظاهِرُها مُقَدّس وباطِنُه سُمٌّ زُعاف وَلِتَسير بالأمّة نَحو المَزيد من التَشَظّي والإنقسام والأبتعاد عَن جَوْهَر الدّين، وعَن حَقيقتة الإلهية التي أمَرَ اللهُ به، وَهذا لَعُمْري أعْظَم أنواع الفِتَن وأشَدُّها فَتْكاً بِجَسَدِ الأمة. فعن أبي عَبد الله عليه السلام أنه قال: (قالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَليه وآله وَسَلّم: سَيأتي على أُمّتي زَمانٌ لا يَبْقى مِنَ القُرآن إلا رَسْمُه، ولا مِنَ الإسلام إلا إسْمُه، يُسمَّون بِهِ وَهُم أبْعَد الناسِ مِنه، مَساجِدهم عامرة وهيَ خَراب مِنَ الهدى، فُقَهاء ذلك الزَمان شَرُّ فُقَهاء تَحت ظل السَماء، مِنهُم خَرَجَت الفِتْنَة وإليهم تَعود 4). والرواياتُ بهذا الشأن جاءت مُسْتَفيضة مُوَضّحَةً لحال الأمّة وحقيقة ما سَيَصيبُها مِنَ التَرَدّي والإنحطاط٬ وَتَشْرَحُ الخُذلانَ والسُقوط الذي سَيُمْنى بِهِ بَعضُ المُسلمين جَرّاء ما سَيُصيبهم مِن فِتَنٍ خَرَجَت منهم لِتَرتَدّ اليهم٬ عِنْدَها سَيُمْسي الأسلام غَريبا كما بَدأ غَريبا، وَعِندها سَتُحَرّفُ المَفاهيم وَتُبَدّل الأقوال وليَكون الزُور والكَذب والغِشّ والخداع ممارسات لا يَمْلِكها الّا أهلُ الفِطْنَة والذَكاء والدَهاء لِتَتَحوّل الی مَظاهِرٍ مَحمُودة يَتَسابَقُ عليها الجُهّالُ طَمَعاً في حُطامٍ زائِل.
لَقَد خَطَب أميرُ المؤمنين ومولی المُوحّدين عَلي عليه السلام فذكر [بعض] المَلاحِمِ فَقال: (سلُوني قبل أن تفقدوني أَما والله لَتَسعَرن الفِتْنَة الصَمأ برجلها، وتطأ في خطامها يا لها من فتنة شَبّت نارها بالحطب الجزل مقبلة من شرق الأرض رافعة ذيلها، داعية ويلها بدجلة أو حولها. ذاك ذا استدار الفلك، وقلتم مات أو هلك بأي واد سلك5). وفِتْنة المَذهب هِي الأعظم والأدهى لأنّها تَصيب قَلب دين الله وَجَوهره، فَلا غَرابَة أن تَرى وحُوش الارض وشياطينها تتسابق للنّيل من هذا المنهج، فَنَرى الفِتَن تَتعاظَم وتَتَفاقَم خلال الغيبة الكبرى لصاحب الامر عَجّل اللهُ تعالى فَرجه فَيَسقط بسببها الكَثير من أولئك الذين لا يَحملون مِنَ التشيُّع الّا رَسْمَه فَيتعلّقون بقشور الدين، ما يَنْفَعهم ويَجْتَزؤن مِنه ما يَضُرّ مصالحم. قال الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ): (النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون 6). ان مُجرَّد الانتماء الشَكلي للمذهب لا يَعصِم المُسلم الشيعي مِنَ السُقوط في أحضان الفِتنة، فَهي مُحيِّرةٌ مُضلَّةٌ، ولكن الادراك الحَقيقي لِمَعنى الولاية، والمعرفة والاتباع المُطلق لمنهج مُحمد وآل مُحمد عليهم السلام، هُو الحِصن والسَبيل نَحو النَّجاة والخَلاص مِن الفِتن وأبتلاءاتها. أن هذه المِحنة تُحَتّم على المُسلم الفَطِن أن لا يَؤول جُهداً في البَحث عن العلماء الربّانيين مِمّن لَم يَستَضلّوا بِسلطان ولَم يَمدَحوا ظالم ولَم يعينوه بكلمةٍ او فِعل، فعلى المؤمنين أن يَتَمَسّكوا بهم٬ منهجاً وفعلاً، فهم الأدلّاء الى الله وعلى الامة اتّباعَهَم في زمن الغَيبة٬ فقد رُوي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (سيأتي زمانٌ على أُمتي يَفرّون من العلماء كما يفرُّ الغنمُ عن الذئب، فإذا كان كذلك ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء: الأول: يرفعُ البركةَ من أموالهم، والثاني: سلَّطَ اللهُ عليهم سُلطاناً جائراً، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان 7).


أسبابُ الفِتَن ومناشئها
أنّ للفِتَن اسبابٌ ومناشئ نُجْملها بالاتي:
1. إِتّباعُ الهَوى
أنّ القرانَ الكريمَ والروايات الواردة عن المُصْطَفى وأهل بَيتِه الأطهار أكّدَت بصورة واضحة جَليّة لا لَبْسَ فيها، أنّ مَنبَع الفِتنة هُوَ اتّباع الهَوى والابتعاد عَنِ الاوامر الالهيّة وَعَدم الانسِياق للحُدود والشَرائِع التي أمَرَ اللّه بها، فَكان البَديل أن أتُّبِعَتِ الأهواء وابْتُدِعَت نُصوصٌ تَخدِم مَصالِح مَن عَبَدَ الهوى واتّخَذه الهاً, لقول الله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [ الجاثية: 23].
لَقَد عَبّر الإمام علي عليه السلام عن كَيفيّة نُشوء الفِتْنة فقال: (إنّما بدء وقوع الفتن، أهواء تُتَّبع وأحكام تُبتدع، يُخالَفُ فيها كتاب الله، ويتولّى عليها رجال على غير دين الله. فلو أنّ الباطل خلُص من مزاج الحقّ، لم يخف على المرتادين، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل، لانقطعت عنه ألسن المعاندين. ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث، فيمزجان، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى 8).

إن لِأَهْل الفِتَن اهدافٌ تَتَفاوت وَغايات تَتَباين ولكنّهم جَميعاً يَشتَركون في عبادة الهوی وانّ الدنيا التي هِيَ الغايَةُ والمَقْصَد، وأنّ السُلطَةَ واسْتِعباد الناس هوَ مَنْهَجهم للوصول نَحوَ اهدافهم. ولأن الدّينَ والشَّرائع والاحكامُ التي امَر بها الباري انما جاءت لِمَنع عَبَدَةَ الطاغوت من نَيْل مُرادهم وبُلُوغ مَقاصدهم والحَوول دون الوصول الى مُبتَغاهم، فاللّه يَأبى لعباده ان يُسْتَعْبَدوا وأن يُتاجَر بِعُقُولهم ومشاعرهم من اجل استِعبادهم. مِن هنا سارَعَ أهلُ الفتن لِلَيِّ اعناق الآيات وَتَحريفها وإيجاد أحكامٍ مُبْتَدَعة ما انْزَلَ اللهُ بها مِن سلطان لأغواءِ الناس وَحَرْفِهِم عن جادّة الحَق، وبذلك يَسْهل استعبادهم واستغلالهم باسم الدين من أجل الوصول الى غاياتهم وهي المال والسلطة. لَقد دَأب صُنّاعُ الفِتَن في اللّعب على المنطقة الرَّمادية التي تَفصِلُ بَيْن الحَقّ والباطل، فَيَقْتَطِعُوا شيئاً مِنَ الحَق وشيئاً مِن الباطل فَيَمزِجوا بَينهما، فَيُلبِسوا علی الناسِ دينَهم لِيَسْهُل استِدْراجهم بشعارات فيها من الحقّ شيئاً وهي باطل وزور فَيتّبعوها وتضيع عليهم ما تَحمِلُه من اباطيل، فَتَخرُج الفتنة من جُحْرها رافعة راسها، واهل الدنيا على العمى خَلفَها يَلهَثُون، فقولُ الإمام عليه السلام واضِح جَلّي في هذا الشأن حينما أشار في الخطبة الشقشقيّة قائلاً : (فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا الله سُبْحَانَهُ يَقُولُ: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، بَلَى وَالله لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا9). إنّ اشارة الامام عليه السلام صريحة واضحة على أن رؤوس الفِتَن هُم مِمّن عَبدوا الهَوى فَخالفوا أوامر الله تعالى وتَجاوَزوا على النُصوص الإلهيّة فَبَرزت نار الفتن وسارَعَ اليها المُفْتَنُون ليَزيدُوها اشتعالاً وسَعيراً، لتَبدأ البِدَع وتتوالى الأحكام كلٌّ على ذَوقه الخاصّ وضِمنَ اهدافِهِ وخدمةً لِمَصالحِهِ وأطماعه.

2. الجهل
الفِتنَة في الدّين والعقيدة هي من أشَدّ وأعظم الفِتن التي شَهِدها المسلمون ومازالت تَتَوالى عليهم بين الحين والاخر، فَرأسُها وَعِمادُها هُو الجَهل، وأكثر الساقِطُون في شَرَكها هُمُ الجُهّال.
الجَهل داءٌ خَطير وَشَرٌ مُستَطير وهُو البَوّابَة لِمَحو اليَقين والمَدخَلُ لتَطويع الآيات والنُصوص لتكون مُنسَجِمةً مع المَصالح والمَنافِع والاهواء. قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179]. ولا صِفَة تُودِي بصاحِبَها الى التَهْلُكة كالجهل، ولا مَنْقَبة يُثْنى بها صاحبها كالمَعْرفة. العلمُ خَير رَفيق وأحسن صَديق، والجاهل يَفْعَل بِنَفسه ما يَعجَز عن فِعْلِه الأعداء. قال الإمام الصادق عليه السّلام: (لا مُصيبَةَ أعظَمُ مِنَ الجَهلِ 10). إِن الجَهْل والغَفلَة والطَمع قد تكون اسباباً لصناعَة نِظامٍ مُعوَج يَستَعينُ بهِ اصحاب الفِتَن من أجل اقتِناص الفُرَص لِتَثبيت أسسٍ مَغلُوطة تُغَلّف بغلافٍ شَرعي دَخيل لَيَسهُلَ تمريرها فَتَتحوّل بمرور الزمن الى حَقائِق ومُسَلّمات، بل الادهی أن البَعضَ منها يَتَحوّل الى نظريات لها جُمهورها ومأيِّدُوها٬ فَتَنشأ كيانات وتَبرز رُموز، مُسْتَنِدةً ومتكأةً على مَسنَدي الجَهل والغَفلَة. وحينما تَهُبّ رياحُ الفِتن على أمّة يَسُودها الجَّهل وتَطفُو علی سَطحها الأمية تَبْرُزُ أسئلةً ثلاث لتَكشِف حَقيقة المُواجهة، أوّلها هَل أن هذه الأمة على وَعي ودِراية مِن أنّها تَعيشُ الفِتْنَة؟ وَهَل أنّ هناك ارادةً ورغبةً حقيقية في المواجهة من اجل وَأدِها؟ ثُمّ يأتي السؤال الأهم وهو هَل الأمةُ تَمتَلك مِنَ الوَعي والمَعرفة ما يُمكّنها من تَطويق الفِتْنَة واخمادِها ؟ هذه الاسئلة الثَلاث بمعانيها الشُمولية تَبرزُ لتُبيّن أهميّة المَعرفَة والوَعي في مواجهة الفِتَن بِكُلّ اصنافها واشكالها. وبالمُقابل، حينما يكون الجَهل والعَمى هوَ الاساس والمحور في الاجابة على تلك الاسئلة ، وعندما يَغيبُ العقل والمنطق في التَّخطيط لوضع البرامج وأختيار ادوات التصدي وتحديد الفترة الزمنية اللازمة، ودراسة التكلفة الحقيقية لحلول واقعية، فالأمة تَسير نحو سقوط محتم.
والجَهْل بالمشاكل والفِتن التي تَعْصف بالامة أمرٌ خطير، لكن الاخْطرُ أنْ يَجهَل الانسانُ أنّهُ جاهِل بما يدور حوله، فَتِلك هي الطامّة والمصيبةُ العُظمی، فَعَن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال (تَعَجُّب الجاهِل من العاقل أكثر مِن تَعجّب العاقل من الجاهل 11). وروى نصر بن مزاحم، قال: حدّثني يحيى بن يعلى، قال: حدّثني صباح المزني، عن الحارث بن حصن، عن زيد بن أبي رجاء، عن أسماء بن حكيم الفزاري، قال: كنّا بصفّين مع عليّ عليه السلام، تحت راية عمّار بن ياسر، ارتفاع الضحى، وقد استظللنا برداء أحمر، إذ أقبل رجل يستقري الصفّ حتّى انتهى إلينا، فقال: أيّكم عمّار بن ياسر.فقال عمّار: أنا عمّار.قال: أبو اليقظان؟ قال: نعم.قال: إنّ لي إليك حاجة أفأنطق بها سرّاً أو علانية؟قال: اختر لنفسك، أيّهما شئت. قال: لا بل علانية. قال: فانطق.قال: إنّي خرجت من أهلي مستبصراً في الحقّ الّذي نحن عليه، لا أشكّ في ضلالة هؤلاء القوم، وأنّهم على الباطل، فلم أزل على ذلك مستبصراً، حتّى ليلتي هذه، فإنّي رأيت في منامي منادياً تقدّم، فأذّن وشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونادى بالصلاة، ونادى مناديهم مثل ذلك، ثمّ أقيمت الصلاة، فصلّينا صلاة واحدة، وتلونا كتاباً واحداً، ودعونا دعوة واحدة، فأدركني الشكّ في ليلتي هذه، فبتّ بليلة لا يعلمها إلّا الله تعالى، حتّى أصبحت، فأتيت أمير المؤمنين عليه السلام، فذكرت ذلك له فقال: هل لقيت عمّار بن ياسر! قلت: لا، قال: فالقه، فانظر ماذا يقول لك عمّار، فاتبعه، فجئتك لذلك.فقال عمّار: تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي! فإنّها راية عمرو ابن العاص، قاتلتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرّات، وهذه الرابعة فما هي بخيرهنّ، ولا أبرّهنّ، بل هي شرّهنّ وأفجرهنّ. أشهدت بدراً وأُحُداً ويوم حنين، أو شهدها أبٌ لك فيُخبرك عنها؟قال: لا.قال: فإنّ مراكزنا اليوم على مراكز رايات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومبدر، ويوم أُحُد ويوم حنين، وإنّ مراكز رايات هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب، فهل ترى هذا العسكر ومن فيه! والله لوددّت أنّ جميع من فيه ممّن أقبل مع معاوية يُريد قتالنا، مفارقاً للّذي نحن عليه، كانوا خلقاً واحداً، فقطعته وذبحته. والله لدماؤهم جميعاً أحلّ من دم عصفور، أفترى دم عصفور حراماً؟ قال: لا بل حلال.قال: فإنّهم حلال كذلك، أتراني بيّنت لك؟قال: قد بيّنت لي.قال: فاختر أيّ ذلك أحببت. فانصرف الرجل، فدعاه عمّار ثمّ قال: أما إنّهم سيضربونكم بأسيافهم حتّى يرتاب المبطلون منكم، فيقولوا: لو لم يكونوا على حقّ ما أظهروا علينا، والله ما هم من الحقّ على ما يقذى عين ذباب، والله لو ضربونا بأسيافهم، حتّى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنّا على حقّ، وأنّهم على باطل 12). وهنا لا بُدّ من الاشارة الى أن الجهل والريبة والشك قد لا تَعني أن المَرء لم يَستَحصِلَ بعضَ اشكال المَعارف كما يَظُنّ بَعض الناس، فالمُتأمّل للواقع يَجد انّ أهل الفِتَن في هذا الزمان، قَدْ دَرَسوا وتفقهوا لكنهم لم يَنَهلوا العِلْمَ من منابِعه الحقيقية، ولم يَمزجوه بالعِبادة الحَقّة٬ فَنَبُت الطَمَع في قُلُوبهم واحْلَوّت الدنيا باعيُنِهِم٬ وهو لَعُمري الجهلُ بِعَينه٬ فبادَروا غَيرَ مُتَرددين في نَشْرِ الفِتَن وتَفتيت الأمة٬ واكثرهم يحسب انّه يُحسِنُ صُنْعا.

الوقاية من الفتن
فَكَما حذّرَ أهلُ بيتِ المُصطفى صَلواتُ الله وسَلامُهُ عَليهم أجمعين شيعَتَهُم ومُحبّيهم من الفِتَن واخبَروا بما سَيجري عَليهم من مصائبٍ وشدائدٍ ومِحَن وَوَصَفوا بدِقّة مُتَناهية اسبابَها واثارَها، فقد جاءت الروايات مُستَفيضةً في بَيان كَيفيّة الوقايَة منها وسُبل النَّجاة منها والموقف الشرعي الذي من خلاله يمكن للفرد الموالي أن يُبرىء ذِمّتَه وَليَنجُو بِنفسه ودِينِه من هَلَكَة الفِتَن وشرورها. وهنا نُوجز أهَمّ طُرُق ووسائل النّجاة من الفتن كما اوصى بها اهلُ البيت عليهم السلام:
1. الدعاء: أن الشريعة الإسلامية السَّمحاء، آخِرُ الشّرائع السّماوية، اتّصَفَت بالتَّكامل وامتازَت بالشُمولية والاستيعاب لكلِّ جَوانب الحَياة ، فلا يوجد دُستور أو قَوانينَ قَد سَبَرت أغوار النَفسَ البشريّة وتأصّلَت بأعماقه وأحاطَت بتَفاصيلِهِ كالشريعة الإسلامية، فَجاءَت مُلبّيةً لجميعِ احتياجاته. أن الدُعاء أمْضى الأسلحة وأشَدّها فَتْكاً وَهُو أهَمّ ما استَحوَذَ على اهتمام الشّريعة. فالدُعاء جاءَ مِن أجْلِ تَعميقِ الارتباط والتَّواصل معَ اللّه سُبحانه وتعالى، والسؤال من أجل الاستغاثة وطلب العون ، فالله جل جلاله قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [ غافر: 60]. وعندما يَتَوجّه الداعي بانقطاعٍ مُطلق نَحو الباري سَيَسْتَشعرُ قدرة اللّه وعظمته ورحمته، فَهُو مَنْبَعُ الرحمة ومُطلَقُ الفَيض والبركات، وبيَده العَطاء الوَفير بلا مِنّة ولا تَقصير، وَسَيجد الله قريب يجيب دعوته ويأخُذ بيده ويُنَجّيه من كل فِتنَة وبلاء. قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (ادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ عَنْكُمْ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ وُرُودِ الْبَلَاءِ، فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ الْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ مِنِ انْحِدَارِ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى التَّلْعَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا، وَ مِنْ رَكْضِ الْبَرَاذِينِ 13).
2. الفِطْنَةُ واليَقَظَة: الفِطْنَةُ تَعني الفَهمَ العَميق للاشياء بِحِنكَةٍ وذَكاء، وهي الطريق نَحو المَعرفة واليَقين وسلاحُ المُؤمن ودِرعُهُ الحَصين في مُواجهة الفِتَن، فَعَن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انّه قال : (الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ14). والغَفْلة تُشير الى العَكس، فَهي البَلادة والجَهل والرّيبة والشّك وكُلّها مُقَدّماتُ السُقوط في احضان الفِتَن. وقد بيّن أمير المؤمنين عليه السلام هذه الحقيقة وكيف إنّ كثيراً من الناس لَيَغفَلون عن نُشوء الفِتَن، فإذا هَدَأ غُبارها وانطَفَأ أوارُها تنبّهوا إليها وعَرَفوها :(إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ يُنْكَرْنَ مُقْبِلَاتٍ وَيُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ يُصِبْنَ بَلَداً وَيُخْطِئْنَ بَلَداً 15). إنّ الفتن حينما تُقبل يَسقط في غمراتها الغافِلون واللّاهون، وحينما تُدبر يُدرك الناسَ شرّها ومصائبها. هذه هي حقيقة الفتن، فإذا لم يَتسَلّح المُسلِمون باليقظة والفطنة والبصيرة سَقَط منهم الكثير ونجى القليل، ويبقی الرابِحُ بَين أمواجها المُتَلاطمة ذُو الفَهم والإدراك واليَقظة والذّكاء.
3. التمسُّك بالقرآن الكريم وعترة المصطفى عليهم السلام: لقد جاءَت الدَّلائل واضِحات بيّنات جلية لا لبس فيهنّ ولا تأويل مِنْ أنّ حَبْلَ النَجاة من شُرور الفِتَن والهَلَكات انّما هُوَ بالتّمَسّك بِكتابِ اللّه المَجيد وعترة المصطفى صلواتُ اللّه عَليهم اجمعين. فحديث الثَقلين المَشهور بصدُوره عِندَ الفَريقين هو اوضح بيان في هذا المضمار, فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انه قال: (إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتابُ الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض, وعترتي أهل بيتي, وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض). وهذا الحديث نَقله جَمْهَرة من الصّحابة٬ لا يقلّون عن ثلاثين٬ عن رسول الله صلى الله عليه وآله مُباشرة 16). وهنا لا بُدّ مِنَ الاشارة الى أن معنى التَمَسُّك هو الطّاعَة والانصياع والاتّباع والعَمل بأوامرهم واجتناب نَواهيهِم، والاقْتِداء بسراجهم والاهتداء بِهَديهم إلى الله تعالى، وهذا ما أكدته العَديد من الروايات. فعظمة القران الكريم تَكمُن في كَونه الحِصنُ الحَصين والمَلجأ الامين من اهوالِ الفِتَنِ وكهف المؤمنين من الهَلَكة والضَلال، فَعَن اللإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: القرآن هُدىً من الضلالة، وتبيانٌ من العمى، واستقالةٌ من العثرة، ونورٌ من الظُّلْمة، وضياءٌ من الأحزان، وعصمةٌ من الهَلَكة، ورشدٌ من الغواية، وبيانٌ من الفتن، وبلاغٌ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم. فهذه صفةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقرآن، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار 17). إنّ علاقَة العِترَة المُطهّرة بالقرآن الكريم هِي مِن أهَمّ الثَوابت في الفكر الاسلامي، لأنّ المُصطفى والأئمّة صَلواتُ الله عليهم اجمعين هُم عِدْلُ القرآن وَحَبلُ اللّه المَتين وصراطه المستقيم الذي يَنجُو من تَمسّك به من مُضلّات الفِتن وجميع الانحراف الفكرية منها والسلوكية.وقد وُرد كثيراً في زياراتهم عليهم السلام قَولُ: (وَعَصَمكم من الزّلَل، وآمنكم من الفِتَن)، فهي اشارة واضحة الى انه إضافةً إلى كونِهِم سلامُ اللّه عَليهم مَعصُومُون من الزّلل مُنَزّهون عَن الخطأ وآمنون من الفتن، فأنّ مَن تَمَسّك بِهِم ولاذَ بِهم وأتّبَعهم وسارَ على نَهجِهم فَهو في أمانٍ مِنَ الفِتَن.
4. تقوى الله (عزّ وجل): إنّ محور سعادة الانسان في الدُّنيا والآخِرة هو نَيل مَرتَبَة التّقوَى ؛ إذ بِها يَصِل المؤمن الى اسْمى الدّرجات وأرفَع المنازِلَ وأطْهَر المناقِب وأشْرَفَ المَراتِب ، فعن النّبيّ المُصطفى صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: (مَنْ رُزِقَ تُقَىً فَقَدْ رُزِقَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ  18). والتَقوى حَسَب المُرتكَزات الشّرعيّة تَعني الحَذَر مِن كلّ ما يَجلِب غضب الله وسخطة والسّير على النّهج الذي يُرضيه جلّ جَلاله. وهنا لا بُدّ مِن الاشارة الى أنّ التقوى بمعناها الحقيقي لا تعني الأنزواءَ والاعتِزال بَل المُواجهة مَع حِفْظ النّفس من خلال اجتناب كُل ما حرّم اللّه ونَهى عنه. فعن الإمام الباقر عليه السلام انّهُ قال مخاطبا أبان بن تغلب وهو من أعاظم أصحاب الإمام: (إجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس، فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك، وعندما توفّي أبان قال الإمام الصادق عليه السلام: (أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان 19).
والتقوى بذلك هي الدّرع ُالحَصين والكّهف الامين مِنَ الوُقوع بالفِتَن، وروى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج في التوقيع الشريف الذي خرج للشيخ المفيد أنه (عجّل الله تعالى فرجه) قال: (إنه مَن اتقى ربَّه من إخوانك في الدين، وأخرج ما عليه إلى مستحقيه كانَ آمناً من الفتنة المُبطلة ومِحَنها المُظلمة المُظِلَّة 20).

 

 

  1. لسان العرب لابن منظور.
  2. الفتن 1: 57 ـ 58/95، وعنه كنز العمال 14: 269/38685.
  3. الغَيبة للطوسي: 336/ح283، قرب الإسناد لِلحميَري: 369/ح1321. وفي: الغيبة للنعماني: 216/ح15.
  4. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ـ الصدوق: ص301.
  5. كتاب صفين للمدائني كما في شرح المختار: (69) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ص 50 ط 1، من ط مصر.
  6. بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ع)): 44/382، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي.
  7. جامع الأخبار: ص356/ 995 ـ ج4.
  8. نهج البلاغة، خطب الإمام علي، ج1، ص99.
  9. نهج البلاغة، الخطبة  3.
  10. الاختصاص: 246، غرر الحكم : 10673 وفيه «أشدّ» بدل «أعظم».
  11. البحار: 78 / 326 / 33.
  12. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، ج 5، ص 256.
  13. عيون الحكم والمواعظ: 93، لعلي بن محمد الليثي الواسطي.
  14. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء ـ بيروت، 1404هـ، ج64 ص307.
  15. نهج البلاغة، الخطبة: 93.
  16. السيرة الحلبية، ج 33، ص 308.
  17. تفسير العياشي: ج1، ص5، ح8.
  18. ميزان الحكمة، 4: 3624 .
  19. رجال النجاشي، ص10.
  20. الاحتجاج الطبرسي: ج2، ص325.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اكرم جلال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/10



كتابة تعليق لموضوع : ألثَّبات في زَمَنِ الفِتَن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net