صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

من المستفيد من إشعال الحرب بين أمريكا وإيران؟!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تناقلت وسائل الإعلام حديثاً لرئيس تحالف الإصلاح السيد عمار الحكيم عن وجود طرف ثالث يريد الحرب أن تشتعل بين الطرفين ، وأكد الأخير في لقاءات جمعته مع مسؤوليين أميريكان أن بلاده لن تخوض حرباً بالنيابة عن احد ، وسيكون للعراق موقفاً من هذا الصراع الذي بدأت ملامح تصاعده مع دخول البوارج الأمريكية إلى المنطقة ، وسحب الكوادر والموظفين من السفارة الأمريكية في بغداد ، الأمر الذي ربما يكون إعلان مواجهة بين الطرفين ستبدأ في العراق،وان إسرائيل لعبت دوراً محورياً في هذا التصعيد ، ولكنها في نفس الوقت ترغب أن يكون محصوراً على الأرض العراقية ،وان لا يتسع ليشمل عموم المنطقة العربية ، وذلك تفادياً لاقتراب نار الصراع إلى حدود الصهاينة، حيث تؤكد التقارير أن الاستخبارات الإسرائيلية عقدت اجتماعات مهمة مع الاميركان في دفعهم للصدام مع طهران ، الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات سريعة في الشرق الأوسط وإرسال سفن حربية إلى الخليج ما استدعى طهران إلى اتخاذ إجراءات مشابهة ونشر صواريخ باتريوت باتجاه تل أبيب، وتحريك قطعها الحربية باتجاه مضيق هرمز والتهديد بغلقه أمام الملاحة الدولية ، حيث يعتبر المضيق المتنفس الوحيد لنفط دول الخليج وتجارتها الاقتصادية مع العالم .

إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهما أهم حلفاء الإدارة الأمريكية في المنطقة، تقفان موقف المرحب بالخطوة في دخول البارجة الأمريكية وتأجيج الموقف ، إلا أن شركاء الإدارة الأمريكية في أوروبا يشعرون بعدم الارتياح إزاء ما ستؤول إليه الأمور، فقد اتخذت كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا خطوات من شأنها وقف أي أنشطة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط مشاركة مع الأمريكيين، نظرا لتصاعد التوترات في المنطقة، وهذا ليس الوقت المناسب لتجربة كيف سيكون النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، أضف على ذلك أن مقارنة هذا النزاع بغزو العراق عام 2003 لن يكون مفيدا،لان الظروف ليست كالسابقة ، والنظام البعثي ليس كالقيادة في طهران ، ولا الظروف كسابقتها أبان غزو صدام للكويت ، ودخول واشنطن على خط المواجهة ، إذ أن إيران تعتبر مثالا مختلفا عما كان عليه الوضع في العراق إبان حكم البعث ، ففكرة شن غزو شامل على إيران لن يكون ضمن الخيارات المطروحة، بل قد ينشأ صراع عسكري جوا وبحرا تختلف طريقة إيران في التعامل معه، مما قد يشعل المنطقة بأسرها.

الحكيم في حديثة إلى الاميركان عبر عن موقف العراق الرسمي ، في ضرورة إبعاد البلاد عن أي مواجهة أو حرب بالوكالة ، ويمكن أن تكون بغداد طاولة الحوار لا ساحة حرب ، وجلوس الفرقاء إلى الحوار ، والخروج بتفاهمات من شانها التهدئة بالمنطقة ، وتفويت الفرصة على العدو الصهيوني الذي يتحين الفرص لإشعال المنطقة من جديد،   لذلك فأن أي تصعيد أمريكي يأتي من خلال سياسة العصا الغليظة يستهدف إجبار النظام الإيراني على الدخول في حوار مع الولايات المتحدة ولكن إدارة ترامب تريد هذا الحوار على طريقتها ووفق شروطها الاثني عشر التي أعلنها مايك بومبيو من قبل وتشمل الملفات الثلاثة وهى وقف برنامج إيران النووي وبرنامجها الصاروخي الباليستي ودعمها الإرهاب, وليس الحوار على طريقة أوباما, الذي ركز على إبرام اتفاق نووي والتغاضي عن الملفات الأخرى ، ولطن وكما يرى بعض المحللون أن خيار المواجهة العسكرية الشاملة مستبعد إلا إذا أدت سياسة حافة الهاوية الإيرانية إلى الصدام مع الولايات المتحدة عبر إغلاق مضيق هرمز، أو استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/22



كتابة تعليق لموضوع : من المستفيد من إشعال الحرب بين أمريكا وإيران؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net