صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

حزب بارزاني أقرب الى العشائرية أم الديمقراطية !؟
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    [ مقالة نقدية مقارنة ]
 { من أخص خصائص الديمقراطية هي ؛ تداول الرئاسة والسلطة والحكم والثروات الوطنية في المجتمع ، وعدم إحتكارها وحصرها بيد شخص ، أو جماعة ، أو أسرة معينة مهما كانت الأسباب والأعذار } ! 
تعريف موجز عن الديمقراطية : الديمقراطية هي حكم الشعب وحكومته وسلطاته وإرادته وسيادته التي تتمثّل في حق إنتخاب الرؤساء والبرلمانيين ومساءلتهم ، أو حتى خلعهم من سدة الرئاسة اذا ماحادوا عن مباديء القانون والديمقراطية ومفاهيم العدالة الاجتماعية ! .
من سمات الحاكم ، أو الحزب ، أو الحكومة الديمقراطية :
1-/ في النظام الديمقراطي يتم إنتخاب الرئيس إنتخابا حرا ونزيها وشفّافا لمدة معينة ومحدودة .
2-/ لاوراثة ولاتوريث للمسؤوليات والمناصب الرئاسية في الحزب الديمقراطي ، أو في الحكومة الديمقراطية .
3-/ في الحزب الديمقراطي ، أو في الحكومة الديمقراطية ، أو عند الرئيس والحاكم العادل تختفي ، بل تنعدم الوسائل البطشية والقهرية والقمعية والعنفية والارهابية والأمنية الارعابية تجاه الخصوم والمناوئين والمنتقدين والمعارضين ، حيث بديل كل ذلك يكون الحوار الحضاري والاقناع والاقتناع والنقاش الاستدلالي .
4-/ يطلب الحاكم والرئيس في الحزب الديمقراطي ، وفي الحكم الديمقراطي من المواطنين إسداء النصائح وتقديم الاقتراحات والارشادات والانتقادات الجريئة خدمة للشعب والوطن ومصالحهما القومية والوطنية والانسانية .
5-/ في الحكم الديمقراطي ، وفي الحزب الديمقراطي لايشعر المواطن على الاطلاق بأيّة حسّاسية ، أو خوف ، أو رهاب من السلطة وحكومتها ، أو من أجهزتها مثل البوليس والأمن والاستخبارات وغيرها .
6-/ في الحزب الديمقراطي ، وفي الحكومة الديمقراطية لاأحد فوق المساءلة والقانون والنقد والاعتراض والمحاكمة سواء كان الرئيس بعينه ، أو مَنْ هم دونه ، لأنه في هكذا نظام لاأحد فوق العدالة والشعب وكرامته وحقوقه وثرواته ومصائره .
7-/ في النظام الديمقراطي يتساوى المواطنين في الحقوق والواجبات والمسؤوليات وغيرها ، وذلك بغض النظرعن الديانة والجنس والمذهب والقومية والعقيدة والقبيلة والعشيرة والأسرة والحسب والنسب والموقع الاجتماعي  ، حيث في هذا النظام لايوجد مواطن ضعيف وآخر قوي ، فكل المواطنين أقوياء بقوة القانون والعدل .
8-/ في النظام الديمقراطي إستقلالية تامة بين الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وبخاصة الجهاز القضائي الذي يمثِّلُ العدل والقسط والضمير الحي للأمة والبلد ، حيث في هذا النظام لايستطيع أيّ شخص مهما علا مركزه السياسي أن يؤثِّر ويُخِلّ بمهامه القضائية .
9-/ الحاكم العادل ، أو الحزب العادل ، أو الحكم العادل بعيد عن الانتقام ، أو الروح الثأرية تجاه معارضيه ومنتقديه وخصومه .
10-/ لايعتقد الحاكم العادل في النظام الديمقراطي بأنه أشرف المواطنين وأفضلهم وأرقاهم وأنبلهم ، بل يعتقد العكس انه يقف معهم في صعيد واحد ، وفي صف واحد ، وانه منهم لاهم منه ، وانه خادمهم ، وان مهمّته مكمّلة لمهامهم .
11-/ في الحكم الديمقراطي رقابة مؤسسية رسمية على الخلفيات المالية للرئيس والوزراء وبقية المسؤولين في البلد حين إستلامهم للمناصب وبعدها  . لذا إن ثبت أن رئيسا ، أو مسؤولا ، أو وزيرا ، أو أحد أبنائهم وأقاربهم وحواشيهم قد زاد ثراءهم وأصبحوا مليونيرية ، فإن القضاء سوف يلاحقهم ويقدمهم للمحاكمة العادلة ، مع مصادرة جميع الثروات التي نهبوها من خلال مسؤولياتهم .
12-/ في الحكم الديمقراطي يعطي الرئيس معظم صلاحياته ومسؤولياته الى المستشارين والمساعدين والمدراء ، لأنه يعتقد بأن ممارسته للحكومة والحكم ليست بأفضل منهم . للتوسع في هذا الموضوع يرجى مراجعة كتاب ( موسوعة علم الإجتماع ) لمؤلفه الأستاذ الدكتور إحسان محمد الحسن ، ص 284 .
أما الحزب والحاكم والحكم غير الديمقراطي ، وغير العادل فإنه يتّصف بعكس المواصفات تماما التي وردت . وبشأن مفاهيم الرئاسة والسلطة في النظام القبلي والعشائري فإنها تتمحور فيما يلي :
1-/ إن الرئيس في عرف القبائل والعشائر هو أن يفرض نفسه على قبيلته ، أو عشيرته عبر منطق ( القوة والسلطان والرئاسة لمن غلب ) ، أو انه يصبح رئيسها عن طريق الوراثة والتوريث .
2-/ الرئاسة في القبيلة والعشيرة هي حكرية وحصرية حصرا في عائلة واحدة فقط ، وهي عائلة رئيس وشيخ القبيلة والعشيرة .
3-/ لايستطيع أيّ فرد من أفراد القبيلة والعشيرة نقد رئيسها وشيخها ، أو مخالفته ومعارضته ، فضلا عن مخاصمته ودحض آرائه . وإن حصل شيء كهذا سيتم حذفه من الوجود حذفا ، أو عليه ، في هذه الحال الفرار والخلاص بجلده الى أقصى نقطة نائية قبل أن يكون من المرحومين الى يوم الدين .
4-/ لرئيس القبيلة والعشيرة حقوق إستثنائية ومافوقية ، مثل قرارات الأمر والنهي والنفض والحل والعقد والغزو والصلح وغيرها . قد يكون لرئيس القبيلة والعشيرة مجلس مكوّن من بعض الشيوخ والوجهاء ، لكنه بالحقيقة أداة بيد الشيخ الرئيس ، أو انه عاجز من إتّخاذ قرار سليم ومستقل ، أو نقض آرائه وأوامره ، حتى إن كانت متناقضة مع المصالح العامة .
5-/ رئيس القبيلة والعشيرة هو أثرى أثريائها كلهم ، بل انه المصدر المالي لها . مضافا الى الى أعمال السخرة والضريبة التي ينبغي على أفراد القبيلة أن يدفعوها للشيخ الرئيس على ماشيتهم وزراعتهم ، وهم كارهون .
6-/ أفراد عائلة الشيخ الرئيس مستثنون من القانون والعقاب والجزاء والمساءلة والمحاكمة ، حتى في أبشع الحالات وأشنعها ، لأنهم يرون انهم فوق كل ذلك ، ولأنهم يعتقدون أنهم الأفضل والأحسن والأنبل .
7-/ لرئيس القبيلة والعشيرة عصابة خاصة للتجسس على أفرادها والتحسس منهم ، وذلك من أجل تقوية وتعزيز سلطته وبث الخوف والرعب في نفوس أبناء مجتمعه .
بعد هذا العرض الموجز والسريع لتعريف الديمقراطية وسمات النظام والحكومة المؤسسة على مفاهيمها ومبادئها ، وبعد إستعراضنا مواصفات السلطة والرئاسة في العرف القبائلي والعشائري نصل الى النقطة المركزية للمقالة ، وهي عقد المقارنة بين النظام والحزب والحاكم والحكم الديمقراطي والسلطة في العرف القبلي – العشائري من جهة ، وبين السلطة والحكم في حزب السيد مسعود بارزاني من جهة ثانية . وذلك لكي نتمكّن من تقييمه تقييما صحيحا وعادلا ، ولكي نستنتج انه أقرب الى حزب ونظام ديمقراطي ، أم الى سلطة العرف القبلي والعشائري !؟ .
أبرز سمات حزب مسعود بارزاني ومواصفاته تتلخّص بالشكل التالي :
1-/ مُذ [ 66 ] عاما فإن الرئاسة وعصب المسؤوليات والمناصب الحساسة والمحورية في الحزب المنعوت ب ( الديمقراطي ) الكوردستاني حكرية ومحصورة حصرا في عشيرة واحدة ( عشيرة بارزان ) ، وفي عائلة واحدة فقط ، وهي المرحوم مصطفى البارزاني ! .
2-/ الرئيس الحالي للحزب هو السيد مسعود بارزاني منذ السبعينيات من القرن الماضي ، والى إمتداد اليوم كما هو معلوم . بالاضافة الى رئاسته لإقليم كوردستان ! .
3-/ نجله مسرور الرئيس العام لجهاز الأمن والاستخبارات ( آسايس وباراستن كما باللغة الكوردية ) في إقليم كوردستان + عضو قيادى في الحزب + عضويته في المكتب السياسي لهذا الحزب أيضا .
4-/ نجله الآخر منصور هو قائد عام وأعلى لِفِرَقٍ أمنية خاصة .
5-/ إبن شقيقه السيد نيجيرفان بارزاني نائبه في الحزب ، مع ترشيحه لرئاسة الوزراء في حكومة الاقليم للمرة الثالثة ! .
6-/ إبن شقيقه الآخر يوسف بارزاني عضو المكتب السياسي للحزب .
7-/ إبن عمه الشيخ أدهم بارزاني : عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب ، + العضوية في البرلمان .
8-/ سيروان صابر بارزاني : العضوية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب .
9-/ عبدالمهيمن بارزاني : العضوية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب .
إنني أكتفي بهذا القدر من التدليل والبرهنة على السلطة ومفهومها في عرف الحزب الموصوف ب( الديمقراطي الكوردستاني ) ، حيث انها سلطة أقرب تماما الى القبلية والعشائرية منها الى الديمقراطية ونظامها ومفاهيمها . وفي هذا الأمر لاأعتقد اني منساقا أكثر لتكلّف عتاء البحث لاقامة الأدلة والبراهين على ماتميّز ويتميّز به هذا الحزب من سمات القبلية والعشائرية والأسرية الوراثية ، لأن الأمر – كما أوضحنا الصورة بأبرز الأمثلة أيضا – هو واضح وبين كل الوضوح والبييان ، بل انه لشدة وضوحه وبيانه أنه كالشمس الساطعة في رابعة النهار إذن ، فإن عشائرية وأسرية الحزب المذكور هي في غنى عن إقامة الحجج والبراهين عليها ، لأن القضية أصبحت في حكم البديهيات ، والبديهيات في المنطق والفلسفة ليست بحاجة الى دليل ، أو برهان ! .
وعليه يمكن إهداء درجة ( إمتياز ) للحزب ( الديمقراطي ) الكوردستاني على تكوين السلطة والرئاسة العشائرية والأسرية فيه ، وعلى ضربها بالحائط كل مباديء العدالة الاجتماعية والمفاهيم الديمقراطية ، ثم مع إعتذارنا للحرم الجامعي لاستعارتنا لفظة ( الامتياز) التي تخصها ، حيث في نظامها وعرفها تصاحب درجة الدكتوراه لمن تميزت وفازت أطروحته الجامعية ، لأجل خصائصها العلمية والمعرفية والتحقيقية الأكاديمية ! .



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/22



كتابة تعليق لموضوع : حزب بارزاني أقرب الى العشائرية أم الديمقراطية !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net