العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة: الأسرةُ تشكيلٌ مجتمعيّ يحفظ للإنسان وتحتفي بمشروع رحماء بينهم

خلال كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة في الاحتفاليّة الخاصّة بالذكرى السنويّة الثانية لانطلاق مشروع (رحماء بينهم)، التي ألقاها عضو مجلس إدارة العتبة المقدّسة الدكتور عبّاس الموسويّ عصر اليوم الجمعة (10شوّال 1440هـ) الموافق لـ(14 حزيران 2019م) قال ..لأسرة تشكيلٌ مجتمعيّ يحفظ للإنسان إنسانيّته ويصونه، من خلال قيامها على توزيع الأدوار والمهامّ وتقسيم الحقوق والواجبات، وحين منّ الله على الإنسان القديم بنعمة الرسالات السماويّة ركّزت بدءً على مكانة الأسرة . 

وأضاف: "منذ أن وُجد الإنسان على ظهر البسيطة وُجدت عنده الحاجة الى الإنسان الآخر، الإنسان الذي يشاركه في الحياة، حيناً يشاوره وحيناً يعينه وحيناً يواسيه ويشدّ أزره فكانت الأسرة، وزمناً بعد آخر أدرك الإنسان أنّ الأسرة هي عمود حياته المجتمعيّة وأساسها المتين".

وتابع: "وحين خُتِمت الرسالات السماويّة بالإسلام الحنيف رسم الإسلام للأسرة مكاناً بهيّاً في نفس المسلم، وأحاطها بالهيبة والقداسة لما لها من دورٍ فاعل، فهي حاضنة طيّبة للتنشئة الأولى للفرد وهي المعلّم الأوّل في تعلّم أبجديّة الحياة والمعرفة، بل هي الإطار الذي يأخذ فيه الفرد قالبه وشكله وصورته، بل هي اللّوحة التي ترسم شخصيّة الإنسان وتخطّ هويّته".

وأوضح الموسوي: "ولم يكن الإنسان المعاصر ليُدير لهذه القناعة ظهره ويضيّع قناعته بالأسرة ومكانتها لولا أنّ ظروفاً ضاغطة أحاطت به وأجبرته، فكان أن تلاشت بعضُ القيم المجتمعيّة وساعد على ذلك شيوعُ الفقر والمرض والحاجة والفاقة والعوز، وكلّ هذا ترك آثاره السلبيّة على الأسرة فتفكّكت بعض الأُسر، وكان أفراد تلك الأُسر ضحيّة ذلك وبالأخصّ الأطفال".

وأكّد الموسوي: "لهذا شرعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة بتأسيس مركزٍ نوعيّ فريدٍ من نوعه، أُسّس بنيانُه على نواةٍ طيّبة زاكية تشكّلت بنوايا طيّبة من مجموعةٍ طيّبة من الشباب، فأصبحوا بذرة صالحة لخدمة الطفل العراقيّ وتعويضه عمّا فقده من شتّى الخدمات المجتمعيّة التي لاشكّ أنّكم ستتعرّفون عليها".

واختتم: نشكر كلّ من حضر لدعم هذا المركز المتميّز ونشكر كادره فرداً فرداً، كما نشكر جميع الأطفال الذين نجح بهم هذا المشروع داعين للجميع بالمزيد من الخدمة والقبول".

احتضنت قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة عصر اليوم الجمعة (10 شوال 1440هـ) الموافق لـ(14 حزيران 2019م)، الاحتفاليّة الخاصّة بالذكرى السنويّة الثانية لانطلاق مشروع (رحماء بينهم) الذي ترعاه العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وسط حضورٍ أكاديميّ وإعلاميّ كبير فضلاً عن حضور مسؤولين من الحكومة المحلّية في كربلاء المقدّسة.


استُهِلَّ الحفل بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم تلتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، أعقبها الاستماع للنشيد الوطنيّ العراقيّ ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء).


بعد ذلك جاءت كلمةُ الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الموقّر الدكتور عبّاس الموسوي، للاطّلاع على الكلمة اضغط هنا.
بعدها كانت هناك كلمةٌ لمدير مركز (رحماء بينهم) الأستاذ أمير حسن عبّاس جاء فيها: "نتقدّم بالشكر الجزيل الى العتبة العبّاسية المقدّسة على كلّ ما قدّمته وما ستُقدّمه من دعمٍ ومساهمة ومشاركة لإنجاح هذا المشروع العراقيّ الوطنيّ الإنسانيّ الإصلاحيّ".

وأضاف: "نحن اليوم أبناء كربلاء من أرض الحسين(عليه السلام) أرض الإصلاح والتضحيات، نجدّد العهد لأوّل من أسّس نهجاً لم يكن كالبرق يخطف وينطفئ إنّما سراجاً منيراً، وهو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(سلام الله عليه) الذي بدأ بالطفل وكان نهجاً لرعايته".

وتضمّن الحفل كذلك عرضاً لفيلمٍ وثائقيّ دراميّ خاصّ بمشروع (رحماء بينهم)، بيّن الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها أعضاءُ فريق (رحماء بينهم) في سبيل احتواء أكبر عددٍ ممكن من الأطفال المتسوّلين، فضلاً عن إيوائهم وإعادة تأهيلهم نفسيّاً وتعليميّاً".

كما تخلّل الحفل عرضٌ إحصائيّ قدّمه الأستاذ علي جبار جودة وهو أحد مؤسّسي المشروع، بيّن من خلاله إنجازات مركز (رحماء بينهم) وما قدّمه خلال العامين المنصرمين، وذلك عن طريق الرسوم البيانيّة والمعلومات الدقيقة، كما بيّن خطط المركز للمستقبل القريب وما تنطوي عليه من توسّعٍ في العمل الإنسانيّ المعنيّ بالأطفال المتسوّلين في مدينة كربلاء المقدّسة.

بعد ذلك تمّ تقديم أطفال مشروع (رحماء بينهم) الى الحضور مع تكريمهم، ليُختتم الحفل بتكريم كلّ من ساهم في إنجاح هذا المشروع الإنسانيّ المبارك.

الجديرُ بالذكر أنّ مشروع (رحماء بينهم) هو مشروعٌ إنسانيّ متكامل لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الإنسانيّة -فاقدي الرعاية الأسريّة-، وتحتضنه وترعاه العتبةُ العبّاسية المقدّسة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/15



كتابة تعليق لموضوع : العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة: الأسرةُ تشكيلٌ مجتمعيّ يحفظ للإنسان وتحتفي بمشروع رحماء بينهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net