صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

الطغاة يتناسلون !
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يختتم مؤلف كتاب ( الدكتور فنانا ) الكاتب رياض رمزي بعد تحليله لنموذجه الدكتاتور ليست الا تنويعات لرجل واحد عندما يختفي عن المسرح يكتشف النظارة انه كان يمثل دورا واحداً بأزياء متعددة ما ان تنتهي المسرحية حتى لا تعود لاحد الرغبة في تذكرها وان من قبيل الفضول !
على ان السياق يسمح لنا ان نقترح اكثر من خاتمة منها ان تلك النماذج الاستثنائية من هانيبال الى الإسكندر الكبير ومن نيرون الى نابليون ومن بسمارك الى هتلر .. الخ وللعرب في القرن الأخير اشباح شواهد تماثل تلك الشخصيات النادرة وغير القابلة للنسيان حتى بعد اختفائها من المسرح لا لانها محملة بدوافع بالغة التعقيد او لانها جزء لا يتجزء من بنية تاريخ الطبيعة البشرية وجزء من انظمتها او لانها تركت اثارا تدميرية فحسب بل لانها تعيد استنساخ أدوارها مرة بعد أخرى بأثارة وفضول ودهشة تضعها في المقدمة .
ولانها تتميز بحجم تأثيرها على ملايين الأرواح وتغير الخرائط والاتجاهات والثقافات والانساق الاجتماعية ولانها تخص مادة التاريخ بالسلب او ببعض المنافع فأن ظهورها على المسرح لا يستدعي حظور النظارة فحسب بل يمثل دعامة وليس واجهة للمسرح .
ولننظر الى الخاتمة لا كما تجري في تسلسلها الواقعي او بالنهايات الحتمية لزوال الطغاة بل لانها ستستدعي الجمهور للمشاركة في صياغة مكونات هذا المسرح والمشاركة في احتفالاته .
فالتاريخ لم يخضع لفلسفة واحدة او اخيرة لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا نفسية ولا خاصة بمذهب من المذاهب ... الخ
فهو يتقدم ويرتد ويمضي بجميع المحركات المنظورة وباليات مازالت مشرعة الأبواب فلا الرأسمالية ولا الاشتراكية ولا الأنظمة الاستبدادية ولا الديمقراطية خلال القرن الأخير لم تتعرض للنقد والدحض او التعديل .
لكن ظهور عدد من النماذج الاستثنائية في قسوتها وبطشها وحنكتها.. الخ وقدرتها على التدمير وجد الملايين وبصلاحيات تصبح فوق القانون لا تتوارى تلك الشخصيات حتى بعد انتهاء أدوارها او بعد زوال المسرح بل تبقى علامة معتمدة لها ومضاتها في الذاكرة .
فكيف يحدث لعدد منها ان يحرق المراحل ويستحوذ على المصائر وكأنها وحدها تمتلك فك ملغزات التاريخ واسرار الطبيعة البشرية .
هل للشعوب بتنوع مذاهبها و فلسفاتها وجغرافيتها وتاريخها وخصائصها المختلفة اثر لا يقاوم لظهور الطاغية الدكتاتور والترحيب بقدومه من ثم الإطاحة به .
أين هي القوانين والأعراف واين هم الحكماء والخبراء في الحضارة والعلماء والعقلاء كي لايسمحو لصدام القوى والأطماع والهوى وقوع فوضى تستدعي ضرورة بزوغ نجم ما ان يمسك بغصن الزيتون ويلهب المشاعر بأوهام التفوق حتى تجد انه دمر الذاكرة وافسد في الأرض ولكن بعد فوات الأوان في الغالب وبعد خراب روما كما يقال !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الطغاة يتناسلون !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net