صفحة الكاتب : كمال الموسوي

وقفة مع مسافرة أنيقة .
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين دخول وخروج وعائدون ومسافرون. هنالك حركة مستمرة دون انقطاع كحركة "سربس" الحقائب المغادرة والعائدة الى بلادها.. كنت جالس هناك اترقب مجيء من كنت بأنتظار عودتهم من السفر.. جاءت لتجلس قريبة مني جداً.. حتى شغلني جلوسها عن كل ما حولي.. كنت استرق النظر اليها كثيراً لشدة اناقتها وهدوئها..

كلمتني بهدوء صمتت له كل فوضى المكان.. ودار بيننا حديث توقفت معه اللحظات وخفق له القلب وكادت الايادي تلامس بعضها لولا الحرمة وزحمة العيون وكاميرات المراقبة..

كان حديثنا عن فوضى البلد وحربها وما حل بنا وما سيكون.. خالفتني بعدة طروحات واراء. ووافقتها على كل مخالف لقناعاتي.. ! حتى سألتني..

من أين انت؟؟

قلت لها.. انا اخوتي يقفون اليوم على سواتر الصد . يدافعون عن ارض العراق وكرامته ومقدساته. رخصوا دماءهم من اجل الدفاع عن هذا البلد وحفظ سيادته..

اطرقت برأسها وتناثر شعرها حولها . ثم رفعته بكل ثقة وقالت..!

انت (شروگي)؟؟!

تبسمت وتبسمت وقلت لها.. نعم انا هو ومن ذلك القصب البعيد نسج كياني. ومن دفىء اهواره كانت عقيدتي.. ومن عذوبة ملحه كانت والدتي.. انا ابن الملحة كما يقولون عني..

ولكن كيف عرفتي انني شروگي يا مسافرة..!

قالت يا رفيق جلستي الأخيرة في بلادي الكبت.. من يستطيع الوقوف هناك غيرهم..؟!

ونهضت من مكانها. ولملمت ما كان لها.. حقائبها جوالها . جواز سفرها تذكرتها.. وقلبي ..!

ودعتني وذهبت بعيداً.. عبرت منطقة الترانزيت وعيني تراقبها.. وأصبحت في منطقة اللاعودة وانا في منطقة اللاعبور.. التفتت نظرت الي من بعيد تبسمت إشارة بيدها لي.. وكأنها تقول وداعاً الى الأبد .. ودعتها وعدت مع قلبي الى مكان جلوسي ولازال صوتها يرن في مسامعي..

انت شروگي..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/18



كتابة تعليق لموضوع : وقفة مع مسافرة أنيقة .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net