صفحة الكاتب : سجاد العسكري

مجتمعنا والهوية الضائعة
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ان الحياة الطويلة لابد ان تلحق بها مشاكل تتناسب مع امتداد الحياة وتعقيداتها التي قد تهيء الفرص لنجاحات متتابعة , او قد نتعرض لظروف تمنع من تحقيق اهدافنا او تحقيق شيء له قيمة وفائدة مثمرة لأنفسنا والمجتمع , وهنا ستاتي على راس هذا الفشل الظروف التي تعرض علينا ,لتكون عائقا تمنعنا من العيش بشكل طبيعي ,وقد تتحول في حالات الى عقد نفسية لا مفر منها .
   فالظروف هي التي تجعل التفاوت بين الناس , او المجتمع او الدول , فالظروف السيئة السلبية في بعض الاحيان تشعر الافراد بالعجز عن القيام بابسط الامور ومنها حركية وحيوية المجتمع وتجدده وتغيره لأنه يصل الى حالة من الاحباط بأن ماعاد ينفع شيء لنفعله ليتغير واقعنا المزري , وفي مثل هذه الحالة فناقوص ينذر بالخطر فالمجتمع يسير نحو الضياع , ولعل اول هذا الضياع هو ان يكره هويته الوطنية التي يسمع الكثيرين يتكلمون عنها ويمجدوها كاقوال ,اما في افعالهم ترى العجب العجاب لتقول ياليتني لم اسمع او اعرف او ارى.
    هنالك حالة اخرى هو استثمار هذه الظروف لصنع الانجازات وبالتالي ترتقي امكانياتهم بفعل ماتعرضوا اليه من ظروف قاسية ادت الى استثمار الموارد والامكانيات البشرية لكسر قيود ضغط الظروف مما حدى بهم هذه الظروف الى التصدي لها والقدرة على ادارتها وتفعل الجوانب الايجابية رغم كونها سلبية ,فتحقيق النجاح والانجازات امر ممكن وغير مستحليل لمن توفرت فيه الارادة والعقيدة .
   اينشتاين اتهمه الجميع بالغباء طوال حياته فماذا صنعت الظروف منه؟ اديسون 999 محاولة فاشلة بعدها اخترع المصباح الكهربائي؟وغيرهم ..., كذلك النهضة الماليزية وظروف التخلف لتكون احدى الدول المتقدمة , والارجنتين كان يعم فيها الفقر ,البطالة انهيار البنية التحتية ,...عبرت هذه الظروف بنجاح , وكذلك الجمهورية الاسلامية الايرانية فمنذ تاسيسها وقيام الثورة واجهت ظروف قاسية يمكن تكون الاقسى في العالم  من قبل المهيمنين على القرار السياسي العالمي فاخذ ظروفها من حصار عقوبات ضغوطات دولية لم تؤثر على عزيمتها لتنهض ضد الاستبداد وتأميم نفطها لتشهد انطلاق حركة تغييرية شارك فيها الشعب كافة بالاضافة الى المفكرون والمثقفون والعلماء .
  في ظل كل هذا اين هوية مجتمعنا , القيم والاخلاق والعادات والممارسات ونظم مجتمع من معتقدات التي يؤمن بها الافراد , فالهوية الوطنية موجودة مما لاشك فيه لكنها ضائعة مابين التخبط السياسي للقوى السياسية التي هيمنت على اغلب مناحي الحياة حتى باتت تتبع الولاءات والانتماءات وقيم معينة تتحكم فيها العلاقات المحيطة وهذه العلاقات مقفاوتة منها علاقة الفرد بالدين وخالقة ,علاقة الافراد داخل الاسرة والمجتمع , والقبيلة , والظروف السياسية اوجدت لنا علاقات جديدة منها علاقة الفرد بحزبه او الجهة التي توفر الفائدة له والتي غيرت الكثير من طبيعة مجتمعنا .
   واعتقد بأن هذا النوع من العلاقات اوجد شرخ كبير في المجتمع ادى الى ضياع المكتسبات المؤروثة من هوية الافراد او المجتمع والدين , لتحل في الاولويات الانتماء الحزبي والمنافع الشخصية , ولا يخلوا الاستهداف من تدخل خارجي وخصوصا بعد 2003م والتواجد الامريكي في العراق , التي على مايبدوا استهداف الى ضياع الهوية الوطنية للمجتمع بسبب الظروف وهو مايستدعي الى التفكك عن الاصل وابدالها بعناوين ثانوية مرتبطة سياسيا او تستفز طائفيا لتتصدع وتتشرذم , في ظل ان يسود الاخر المستفاد من عدم الاستقرار هذا.
      لكن حقيقة الواقع رغم كل هذا الاستهداف والتدمير , وادخال عناصر اخرى للضغط من نقص للخدمات  وعدم الاستقرار والظروف السيئة اخرى ,فانه لايصمد وهذا يثبت لنا شيء وحقيقة ثابتة بأن الاجندة مهما كان عمقها وغاياتها لكنها ستبقى غريبة عن مجتمعنا , كما ان الوحدة الوطنية افشلت الاحتلال البريطاني في تنفيذسياسة فرق تسد , فهي ايضا قادرة على صنع مستقبل افضل وخصوصا بعد التفاف الشعب حول فتوى المرجعية للجهاد الكفائي. 
  فمن يذكرنا بالوحدة الوطنية والهوية الحقيقية لمجتمعنا هي المرجعية وماعلينا الا ان نخطو كخطواتها فهي من اسست للانتخابات وجعلت القرار بيد الشعب , وهي من دافعت عن الشعب عندما تعرض للاخطار , وهي من تصلح المجتمع بعد سلسلة الاحباطات ,لأجل ان تعلو هويتنا وانتمائاتنا فوق كل الانتماءات الضيقة.    

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/20



كتابة تعليق لموضوع : مجتمعنا والهوية الضائعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net