آل خليفة تواصل حفلات الإعدامات تحت غطاء غربي بظل تنديد دولي وتحذيرات من التصعيد

أقدم نظام أل خليفة في البحرين، فجر السبت، على ارتكاب جريمة جديدة ضد الشعب البحريني المظلوم، باعدامه ثلاثة مواطنين بينهم احمد الملالي وعلي العرب، بتهمة تتعلق بالارهاب، و جميع المحافل الحقوقيه في العالم، وخاصة الاوروبية، كانت قد طالبت بعدم تنفيذ احكام الاعدام، ليقين هذه الجهات ان الاعترفات انتزعت منهم تحت التعذيب، بالاضافة الى معرفة تلك المحافل، بالسجل الاسود لحقوق الانسان في البحرين.

واكدت الوفاق ان النظام يمنع تشييع الناشطين الذين اعدمهم ويرفض تسليم جثامين الشهداء لاهاليهم لدفنهم مشيرة الى ان النظام يحدد بالاجبار كل حيثيات الدفن بعد اعدام الناشطين على خلفية قضايا سياسية تم انتزاع اعترافاتهم تحت العذيب الوحشي.

ولفتت الوفاق الى ان منظمة العفو الدولية اكدت ان الناشط علي العرب تم اقتلاع أظافر قدميه وصعقه بالصدمات الكهربائية وضربه وإرغامه على توقيع اعترافه وهو معصوب العينين.

وكان علي العرب يبلغ من العمر 25 عاماً حين تم اعتقاله في 9 فبراير 2018 عندما قام رجال الأمن بوزارة الداخلية باعتقاله في منزل أحد معارفه دون تقديم مذكرة توقيف. تم احتجازه في مديرية التحقيقات الجنائية حتى 7 مارس، وخلال هذا الوقت أجبره المسؤولون على التوقيع على اعتراف بينما كان معصوب العينين. حين نقلوا علي إلى سجن الحوض الجاف في 7 مارس، بانت على جسده علامات تعذيب واضحة، حُكم عليه بالإعدام في محاكمة جماعية في 31 يناير 2018 بتهمة مزعومة في المساعدة في فرار معتقلين من سجن جو في 1 يناير 2017. كما اتُهم بقتل ضابط أمن في 29 يناير 2017. وكجزء من عقوبته، تم انتزاع جنسيته التي أعيدت إليها فيما بعد.

وكان أحمد الملالي يبلغ من العمر 23 عاماً عندما اعتقلته القوات التابعة لوزارة الداخلية في 9 فبراير 2017، في عملية مشتركة مع مديرية التحقيقات الجنائية وقيادة قوات الأمن الخاصة وجهاز الأمن الوطني. وفي الوقت الذي احتُجز فيه في الحبس الانفرادي لمدة شهر، عَذّب الضباط أحمد، عن طريق الصدمة الكهربائية، ووجهت إليه تهمة حيازة الأسلحة، والتدريب على استخدام الأسلحة، والعضوية في خلية إرهابية، وفي 31 يناير 2018، حُكم عليه بالإعدام وأسقطت عنه الجنسية، على الرغم من إعادة جنسيته في وقت لاحق.

استنكار بحريني واسع

بدوره تيار الوفاء الإسلامي اعتبر ان الجريمة قد كتبت حكم الاعدام والثار والملاحقة على رموز النظام ومرتزقته؛ وأن دماء الشهيدين عززت إرادة المقاومة.

كما اصدر ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيانًا نعى فيه الشهيدين المجاهدين “علي العرب وأحمد الملالي”.

واضاف البيان: نعلن الحداد العام في البحرين المحتلّة الجريحة، ونهيب بجماهير ثورة فبراير المجيدة للمشاركة الكثيفة والكبيرة في مراسم عزاء هذين الشهيدين المجاهدين، والانخراط في كافة التحرّكات الثوريّة المندّدة بهذه الجريمة الكبرى التي فجعت وطننا فجر اليوم.

من جهته حمّل عالم الدين البحريني الشيخ “عبد الله الدقاق” النظام مسؤولية اعدام الشابين احمد الملالي وعلي العرب، مشیرا أن الاعترافات أخذتْ تحت التعذيب الشديد لاسيما علي العرب الذي اقتلعتْ اظافر قدميْه، مشددا ان “النظام البحريني يرتكب هذه الحماقات تجاه شعبه ليغطي جرائمه التي سيحاسب عليها بالمستقبل القريب العاجل”.

هذا وأدانت حركة الحريات والديمقراطية (حق) الجريمة البشعة التي اقترفتها أجهزة النظام البحريني وذلك بإعدام الشابين أحمد الملالي وعلي العرب، مضیفة: ان ” إعدامها جريمة نكراء ممهورة بغطاء أخضر انجلوأمريكي فلحكم عليهما كان جائراً عبر محاكم جائرة تفتقد لأبسط معايير المحاكمة العادلة”

الادانات الدولية

دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قيام السلطات البحرينية بإعدام معارضين، مؤكدا أن تصعيد الممارسات الأمنية لن يساعد على حل الأزمة في البحرين، مبينا إن “الخطوة الطائفية التي أقدمت عليها سلطات البحرين أثبتت أنها بدلا من اختيار طريق العقلانية والعمل لحل الأزمة التي اختلقتها هي نفسها، عبر المصالحة مع الشعب، ما زالت تصر على سياستها الخاطئة في قمع المعارضين”.

وأشار موسوي إلى وثائق وسوابق السلطة البحرينية في استخدام الجماعات المتطرفة وعناصر “القاعدة” لاغتيال الشخصيات المعارضة لها، مبينا أن إعدام المعارضين بمختلف الذرائع هو استمرار لنفس النهج السابق، مع فارق أن السلطة هذه المرة تولت هي نفسها سياسة القضاء على المعارضين بدلا عن القيام بذلك عبر التعاون مع الجماعات الإرهابية.

بصعيد متصل استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان، “اعدام السلطات البحرينية لاثنين من المعارضة البحرينية نحتسبهما في عداد الشهداء المظلومين الذين اسقطهم النظام بفعل تعنته واصراره على ظلم الشعب البحريني المسالم المطالب بحقوقه المشروعة بالطرق السلمية”.

وتساءل: “أين الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي، إزاء ما يجري في البحرين من ظلم واضهاد ينافي تعاليمنا الدينية وقيمنا الانسانية ولا يخدم استقرار البحرين ومصلحة شعبه؟”.

فيما انتقد الامين العام لحركة النجباء العراقية اكرم الكعبي، قيام الحكومة البحرينية بإعدام شابين، معتبرا ان البحرين “سلب” ابسط حقوق وحريات الشعب.

في غضون ذلك قال الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي:”على النظام الخليفي ان يعلم ان إعدام الشهيدين علي العرب واحمد الملالي لن يزيد المقاومين الا صمودا ولن يعجل الا بنهايته المحتومة، وان يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم”، مضيفا:”‏تحية إجلال وإكرام الى شعب البحرين المجاهد ومواساتنا الى ذوي الشهيدين بالصبر والسلوان”.

ماذا قال الشهيد البحريني أحمد الملالي لأمه قبل ساعات من اعدامه؟

تصف والدة الشهيد أحمد الملالي اللحظات الأخيرة التي جمعتها بابنها أمس وتقول : إبني كان بطلا واستمدينا صلابتنا وقوتنا منه قال لي “أنا أسير على درب الحسين (ع)”.

وفي سياق متصل اكدت والدة الشهيد : قال لي ابني “أماه لا تخافي دم الشهيد سينمو” كان مبتسما وأوصاني “كوني قوية كالسيدة زينب (ع)”.

وصية الشهيد “علي العرب”

“بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا وقائد مسيرتنا المُسمّى في السماء بأحمد، وفي الأرض بأبي القاسم محمد (ص).

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. صدق الله العلي العظيم.

إن لله رجالًا إذا أرادوا أراد، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، لو حُملوا على الجبال لأزالوها.

إلى جميع من عرفتهم في محبسي، ألتمس منكم العذر والسماح على أي خطأ بدر مني أو أي تقصير معكم أرجو العذر والسماح. قرأت قصصًا عن الشهداء أن [الشهيد] في وقت استشهاده لا يتألم، بالأحرى لا تكون الروح في الجسد، ويرى كيفية استشهاده. وإن جروح الشهيد تكون له نورًا في الآخرة.

كان الشهيد القائد أخي وصديقي رضا الغسرة يقول: “كونوا على العهد وقووا أنفسكم بالتقرب إلى الله وأهل البيت وليس هناك نجاح إلا بالتقرب لهم وكل ما فعله من بطولات ووو… كان يتوكل على الله وعلى أهل البيت.

صادفني موقف لا أستطيع ذكره، لكن كنت في حيرة، فتكلمت مع الشهيد، أخبرني في مشيك توكل على الله، عند وصولك المكان الصعب، قل السلام على فاطمة الزهراء (ع)، والعن ظالميها، واقبض على يدك وافتحها وانفخ في وجهه، وفعلت ما قاله، ما إن وصلت إلى النقطة والمكان الذي أريده، فعلت ما قال، انفتح لي الطريق وعبرت بدون سؤال ولا كلام، وغيرها من مواقف بركات أهل البيت (ع).

وفي قصة أخرى كان من بركات أهل البيت (ع) مفتاح العزل (مبنى 1). توصل الشهيد إلى طريقة لنسخ المفتاح، لكن حدث خطأ في النسخ ولم يفتح القفل، بعد محاولات عديدة، لم ينجح. وصل إلى يوم وفاة سيد المرسلين (ص)، وضع المفتاح في جيبه، وقبل دخول المجلس، وضع يده على جيبه وقال (بأمانتك يا رسول الله وببركاتك ساعدني). انتهى مجلس القراءة، وخرج وأخذ المفتاح، وقال بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى على النبي وآله ثلاث مرات، وفتح القفل، وانفتح ببركات النبي وآله. وغيرها من المواقف التي حصلت معي وكنت أستعين بأهل البيت (ع) وأصل للمطلب الذي أريده.

أسأل نفسي ما هو التكليف، أو ما هو تكليفي، أو هل أدّيت تكليفي؟ هل هذا التكليف؟

وصلت إلى نقطة عرفتها في نفسي، والقراءة ومحاضرات سمعتها من علماء وغيره. فوق كل هذا كان عملي، ومتأكد [أنه] لم يتجاوز قطرة في البحر في سبيل الله ، ونحن مقصرون في كل شيء.

أودعكم إخوتي وأحبائي، وليس هناك ألم أشد من فراق الأحبة، عسى أن نلتقي مرة أخرى.

خُطَّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على يد الفتاة وخير لي مصرع أنا ملاقيه، ألا من لحق بي استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح. كلمات نرددها خلف سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، ونحن اخترنا ملاقاة مصارعنا والالتحاق بالركب وبلوغ الفتح. تعلمنا أنك إن لم تشهر سلاحك من جرحك الدامي، صرت رقيقًا في سوق نخاسة لا تعرف الرحمة.

أنا أواجه حكم الإعدام في أي وقت، وأسأل الله عز أن يرزقني الشهادة في سبيله، وما أحلى الشهادة في سبيله. أوصي إخوة الدرب والشعب الأبيّ أن يسيروا على نهج سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) والشهداء.

وصية الوداع كما قالها الإمام الخميني قدس سره، وأنا أرددها كما قال:

بفؤاد هادئ وقلب مطمئن وروح مسرورة وضمير آمل بفضل الله أستأذن الشعب وأسافر نحو المقر الأبدي.

طغمة آل خليفة تواصل حفلات الأعدامات

جميع المحافل الحقوقيه في العالم ، وخاصة الاوروبية، كانت قد طالبت بعدم تنفيذ احكام الاعدام، ليقين هذه الجهات ان الاعترفات انتزعت منهم تحت التعذيب، بالاضافة الى معرفة تلك المحافل، بالسجل الاسود لحقوق الانسان في البحرين.

تقارير دولية ذكرت تفاصيل تعرض الشابين للتعذيب الفظيع، كالصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، وحرمانهما من النوم، واحتجازهما في زنانين انفرادية، حتى اُطلق عليهما سجناء التعذيب.

ما يثير السخرية المرة في رواية ال خليفة، هو اتهام المعارضين السلميين، بالارهاب، بينما كشفت تقارير اممية بالصوت والصورة، عن تورط ال خليفة في استخدام ارهابيي القاعدة، لتنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات معارضة “شيعية”، بهدف اشعال فتنة طائفية في البحرين، وحرف الحراك السلمي الحضاري للشعب البحريني.

يتفق جميع المراقبين للمشهد البحريني، على سلمية حراك الشعب البحريني، وهي السلمية التي اغاضت ال خليفة وافقدتهم صوابهم، ودفعتهم الى الكذب ، وهو ما كشف عنه ياسر الجلاهمة، قائد الكتيبة الأمنيّة التي فضّت اعتصام اللؤلؤة في المنامة في مارس/ آذار 2011، عندما اكد في اعترافات نقلتها قناة “الجزيرة” ، ان المتظاهرين كانوا سلميين، ولم يكن معهم أسلحة، ولم يقاوموا الأجهزة الأمنيّة، كما زعمت السلطات البحرينيّة ووسائل الاعلام الرسميّة، وأن الأسلحة التي عرضتها القنوات البحرينية تم وضعها أمامه في مكان الاحتجاج بعد فضّه، وقد سُحبت بعد تصويرها.

ان ما تشهده البحرين من ظلم واستبداد وتمييز طائفي وعرقي، كان قد اكده تقرير مستشار وزير شؤون مجلس الوزراء البحريني صلاح البندر، الذي كتبه بأمر من السلطات البحرينية!! عام 2006 ، حيث كشف عن تورط كبار المسؤولين في نظام ال خليفة في مؤامرة هدفها إثارة فتنة طائفية، وتهميش الغالبية الشيعية، ومحاولات لتغيير التركيبة السكانية، وبدلا من ان تاخد سلطات البحرين بنتائج التقرير، لتجنيب البحرين الاسوأ، قامت بطرد البندر من البحرين.

اخيرا، ليس مستبعدا من نظام، يحمل هذا السجل الموبوء بالانتهاكات ضد ابسط حقوق الانسان، اضيف اليه لاحقا سياسته المخزية والعار، المتمثلة برفع لواء التطبيع مع العدو الصهيوني، بهدف ايجاد مظلة امنية له، بعد ان فقد شعبيته، ان يقدم على حفلات الاعدام الجماعية الطائفية، ما دام الغرب المنافق يغطي عليها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/28



كتابة تعليق لموضوع : آل خليفة تواصل حفلات الإعدامات تحت غطاء غربي بظل تنديد دولي وتحذيرات من التصعيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net