من كربلاء ..الحجامة تاريخ يمتد الى 3300 قبل الميلاد
علاء الباشق

ان العلاج باستخدام الحجامة من أكثر الطرق العلاجية القديمة حيث استخدمت من قبل مختلف الشعوب القديمة وعلى نطاق واسع. فقد استخدمها الآشوريون منذ عام 3300 ق.م . وتدل النقوش الموجودة على المقابر الفرعونية على ان الفراعنة استخدموا (الحجامة –cupping) لعلاج بعض أمراضهم منذ عام 2200 ق.م. أما في الصين فإن الحجامة مع الإبر الصينية تعتبران أهم ركائز الطب الصيني حتى الآن. وكذلك استخدمها الأطباء
الإغريق ووصفوا طرق استخداماتها واستطباباتها . وبعد ان جائت الرسالة المحمدية فقد اقرها الرسول الكريم ( ص) حيث قال ( خير ما تداويتم به الحجامة ) وقد كان الأطباء العرب هم ممن استخدموا هذه الطرق العلاجية أيضا فقد تحدث الرازي بالتفصيل عن الحجامة وخصص فصلاً كاملا في احد كتبه .تحدث فيه عن هذا الموضوع وبين فوائده وطرق تطبيقه. أما ابن سينا فقد أوضح ان الحجامة بالتشريط لها فوائد ثلاثاً. أولها الاستفراغ من نفس العضو , وثانيها استنقاء جوهرة الروح من غير استفراغ تابع (لا تستفرغ ما يستفرغ من الأخلاط) وهذه المصطلحات القديمة يقصد بها انها تستفرغ السوائل المضرة من الجسد وتحافظ على السوائل المفيدة التي تنفع الجسم فهي بذالك تنفع لا تظر , وثالثها تركها التعرض للإستفراغ من الأعضاء الرئيسية. وقد بين ابن سينا في نهاية الفصل انه لا يجوز تطبيق الحجامة على من هم دون السنتين من العمر. وفي حين ان الزهراوي قسم الحجامة الى قسمين أساسين.(الحجامة بالتشريط, و الحجامة الجافة) والأخيرة تستخدم بالأعضاء التي لا تتحمل بالتشريط عليها : كالكبد والطحال والثديين والبطن والسرة وموضع الكلى وحق الورك , وان الغاية من إجرائها جذب الدم من عضو إلى سائر البدن ليتم استخراجه فيما بعد من اي مكان او اقرب مكان .
( خير ما تداويتم به الحجامة )
وان الحجامة هي من وجهة نظر الحجامين مدرسة طبية جامعة فهي من الوسائل العلاجية الفذة التي استخدمت تقريباً في علاج كل الأمراض ابتداءً بمرض الصداع وامراض الروماتيزم ومروراً بالسكري والضغط , وانتهاءً بالسرطان والايدز . وكان لنا بالتعرف على معلومات أكثر دقة من خلال لقائنا بذوي الاختصاص .
لذالك أجرينا لقاءً مع الحجام رياض جاسم حياوي الذي مارس الحجامة عملا ودراسة منذ اكثر من عشرة سنين والذي يعمل بصفة معاون طبي في مجمع السفير التخصصي .
هل هناك أطباء يؤيدون الحجامة؟
نعم . هناك العديد من الأطباء يرون انه من الضروري لكل شخص ان يجري عملية الحجامة.
وقد ثبت طبياً ان الحجامة من أسهل وأنجع وسائل التخفيف والقضاء على الخثرة واللزوجة للدم
هل من الممكن أن تذكر لنا بعض من الأطباء ؟
نعم ومنهم
الدكتور علي عبد الرسول: أخصائي أورام من الجامعة المستنصرية
حيث يقول ما نصه: تعتبر الحجامة من الوسائل المستخدمة لعلاج بعض الأمراض وهي وسيلة مشابهة للمرضى الذين يقومون بالتبرع بالدم حيث يؤدي ذلك الى تجديد خلايا الدم وزيادة الأنشطة والحيوية في الجسم ولقد أوصى بها الرسول محمد(ص) كما أوصى بها أهل البيت (ع) لما لها من فائدة للبدن.
الدكتور علي طه الياسين: طبيب استشاري للأمراض الباطنية والقلبية .جامعة بون.
حيث قال عن الحجامة: ثبت طبياً من أسهل وأنجع وسائل التخفيف والقضاء على الخثرة واللزوجة للدم وخاصة للمرضى وآكلي اللحوم الحمراء هي الحجامة . وهي تاريخ طبي نبوي حيث كان الرسول محمد(ص) وآله وسلم يوصي أصحابه بالحجامة.
ما هي الكتب والمصادر التي اطلعت عليها؟
هناك العديد من الكتب والمصادر التي اطلعت عليها طيلة الـ (10) عام التي كانت فيها ممارستي لعملية الحجامة وقد يضيق المجال هنا بذكرها ولكن اذكر منها:
القرآن الكريم مع الطب في القرآن-للدكتور عبد الحميد دياب.
الطب النبوي واستخدام الحجامة- لأسامة نعيم.
النظام الصحي عند الإمام الصادق- للدكتور إبراهيم كسروان.
طب الأئمة – لأبي عتاب عبد الله بن سابور.
معجزة القرن العشرين الدواء العجيب – لمحمد أمين شيخو.
طب الإمام الرضا – لمحسن عقيل.
الكافي –للشيخ محمد الكليني.
الحجامة الحديثة – للدكتورة هيلينا عبد الله.
الحجامة في الشرع والطب – لمحمد الحسيني البقاعي .
الحجامة شفاء لكل داء – لمحمد شراد الانصاري.
اضافة الى مجموعة اخرى من الكتب الحديثة
ــــ ماهي الامور التي اثارتك في الحجامة دون غيرها فجعلتك تتخصص بها دون غيرها فكان من الممكن ان تتخصص في مجال الابر الصينية مثلا .
ـ ما شدني ان هنالك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا على الحجامه وايضا هنالك الكثير من الاحاديث عن ال البيت (ع) التي تحثنا على نفس هذا الموضوع
الكثير من المرضى قد حرموا فوائد هذا العلاج الذي يغنيهم عن الكثير من الادوية
اضافة الى ان ابي كان من الحجامين القدماء حيث اني كنت اراقبة وهو يقوم بهذا العمل ولذالك ملئني الاصرار على ان ادخل هذا المجال ولا سيما ان اختصاصي طبي اي في صلب هذا العمل وبعد ان قرات وسمعت من الاطباء واطلعت على فوائد الحجامة ازددت اصرارا على هذا الموضوع ولما رايت عدد كبيرمن حالات التي تم شفائها باذن الله وبركات ال البيت ( ع) بواسطة الحجامه كل هذه الامور دعتني الى ان اتمسك بهذا الموضوع وازداد بحثا عنه وكلما بحثت اكثر اتفاجئ اكثر لأهمية الحجامه والاهمية هذا الطب النبوي الشريف والذي لا يسلط عليه الضوء وبراي انه لم يأخذ حقه وان الكثير من المرضى قد حرموا فوائد هذا العلاج الذي يغنيهم عن الكثير من الادوية التي قد تسبب لهم مضاعفات جانبية او قد تكون تكلفتها مرتفعة علما ان معظم الدول المجاورة للعراق لديها مستشفيات متخصصة في هذا المجال وقد زرت بعضها في ايران وسوريا وتركيا والسعودية وضافة الى عدد من الدول الاخرى التي نقل لي الاخوة انها تتواجد فيها مثل لبنان والكويت .
ما هي الحالات المرضية التي شفيت بعد الحجامة؟
الأمراض القلبية : هناك العديد من الناس الذي يشكون من أمراض القلب ومنهم (جمال الدين السلمو) هو احد الذين يشكون من مرض القلب وكان مصاب قبل الحجامة باحتشاء عضلة القلب . وأما بعد الحجامة شعر بتحسن ملحوظ بالأعراض السريرية وانخفاض مستوى المعاناة وبشكل ملحوظ.
الأمراض الكبدية:(علي إبراهيم) هو احد الذين كانوا يشكون من أمراض الكبد وتحديدا التهاب كبد مصلي قبل الحجامة . وعندما أجريت له الحجامة لاحظ تحسن في وظائف الكبد وهو دليل على تحسن شفائي في الكبد. الأمراض التناسلية : حيث كان المريض( زكريا صالخي) يشكو من تضخم بروستات واكزيما مدمرة مزمنة شديدة قبل الحجامة . وأما بعد الحجامة تم شفائه وعادت البروستات إلى حجمها الطبيعي وذهبت الاكزيما نهائياً. وهنالك الكثير ممن كانوا يعانون من الأمراض العضلية والأمراض الرئوية والأمراض الدموية والعديد من الامراض الاخرى واذا اردت ان اذكر لك وللسادة القراء هنا عدد الذيين تم شفائهم او تخفيف الاعراض المرضية لهم بسبب الحجامة وبعض التفصيل البسيط عن حالتهم لطال بنا بالوقت والمقال ولكن يكفي ان اخبر كان كل شخص قمت باجراء الحجامة له او استمر على عملية الحجامه لا بد ان يلاحظ فرق كبير وتحسن يشعر به باذن الله تعالى واكيد هذا التحسن قد لا يأتي من اول مرة بالنسبة للبعض ولكن الجميع يستفادون من الحجامة ولم اسمع باي شخص تاذى من عملية حجامة صحيحة اجريت له .
ـــ قبل الحجامه هل تراعي الفروق الفردية بين المرضى اي كمية الدم الخارجة من شخص الاخر او عمرة او جنسة ؟
ــ اكيد ان هنالك فروقات بين الناس نعرفها من شكل الجسم وتدفق الدم وايضا تختلف بالنسبة للنساء علما ان هنالك امراة تقوم بالحجامة للنساء ولكن نحن نتحدث عن الموضوع بشكل عام كعلم والاطفال نحن لا نحجم الا لمن هم اعلى من عمر العشرة سنوات او لمن يعانون من امراض دون ذالك العمر ولكن لا نحجم نهائيا لمن هم دون العامين .
ـــــ هل هنالك اضوابط محددة للحجامه ولماذا ؟
ــ في مجمل عملية الحجامه هنالك ضوابط محدد ة بالنسبة للوقت ولعملية الجرح في اي مكان وبالنسبة لكمية الدم المستخرج وللادوات المستخدمة . فمن ناحية الوقت حدد لنا ال البيت (ع) وقت الحجامه ويكون افضلها هو في شهر الربيع لتدفق الدم الى جدار الجلد بصورة جيدة وطبيعية ولا يفضل الحجامه في الاوقات الباردة . اما بالنسبة للجرح فتكون بمشرط معقم وهي عبارة عن خدوش بسيطة في الجلد لا تترك اثر وليس كما يتصورها البعض بانها جروح عميقة تسبب النزف هي جروح لا يخرج منها الا نزر قليل من الدم ولكن مايجذب الدم للخروج هو الاكواب المفرغة من الهواء التي نضعها على الجرح اي العملية لا تستغرق سوى ثواني معدودة . ولا تترك اي اثر في الجسم . اما من ناحية الدم المستخرج فيحددة لون الدم اي اذا تغير لون الدم نكتفي من العملية والدم المسخرج ليس بالكمية الكبيرة . اما الادوات المستخدمة فهي معقمة ويعقم مكان الجرح قبل وبعد العملية .
كلمة أخيرة تقدمها للقارئ الكريم؟
على كل شخص يرغب بإجراء عملية الحجامة أن يستعمل الجهاز الخاص بالاستعمال لمرة واحدة وذلك لمنع انتقال العدوى والأمراض من شخص لآخر لسلامة الناس متمنياً للجميع الصحة والعافية بإذن الله تعالى.
ملاحظة:- أحب أن أشير إلى أن المرضى الذين نالوا الشفاء من الباري عز وجل ببركة الأئمة الأطهار سلام الله عليهم والذين ذكرت أسمائهم في هذا اللقاء ينتمون إلى بلدان عديدة
تحقيق/علاء الباشق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الباشق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/28



كتابة تعليق لموضوع : من كربلاء ..الحجامة تاريخ يمتد الى 3300 قبل الميلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net