صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

اعترافات ثعلب بريءِ
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس مطلوباً من الثعلب أن يغير تصرفاته، فهو هكذا بطبيعته ماكر، لكن المطلوب من صاحب البيت أن يشدد الحراسة على مزرعتة، وإذا كان الثعلب يأتي إلى المزرعة بين الحين والآخر ليفترس منها، بحيلة أو بأخرى، فإن العتب على صاحب المزرعة، الذي لم يتعلم بعد أنه مثلما أن عين الثعالب على الدواجن، فإن عين السياسي على كعكة السلطة.

لويس الرابع عشر لديه مقولة شهيرة «أنا الدولة والدولة أنا» فهو بذلك اختزل الدولة بما فيها من عناصر بشخصه فقط، متناسيا كل مؤسسات الدولة وضاربا عرض الحائط أنظمتها الدستورية والديمقراطية فصار رأسا لكل الفساد.

يتساءل البعض عن الفساد من أين يبدأ؟ ومن السبب في جعله يستشري في كافة مفاصل الدولة بل ويتعدى ذلك إلى المجتمع؟ وكيف يمكن القضاء عليه؟ وهل نحن جزء من منظومة الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية؟

الفساد السياسي رأس الهرم ..هكذا يمكن تلخيص الأمر.. فعندما يكون في الدولة فساد سياسي، هذا كفيل بأن يجعله يمتد وبكافة أنواعه.

هناك حكمة تنقل عن أحد الفلاسفة تبين أنه «إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد؟» وهي جاءت مؤكدة لما ذكرناه من أن الفساد السياسي يبدأ بالرأس نزولًا إلى الأسفل وهنا نقول الأغلب ولا نعمم.

اللجان الأقتصادية للأحزاب هل هي بديل عن مؤسسات الدولة؟ أم هي بوابة للسرقات والفساد المالي الذي أنتزع كل ماتبقى من ورق يغطي جسد البلاد؟!

كلنا يعلم أنه لا يمكن لأي مشروع أن ينفذ في أي مدينة الأ بموافقة اللجان الأقتصادية لبعض الأحزاب التي تتمتلك عصابات مسلحة، أو عن طريقها يمر العطاء، وقادة بعض الكتل السياسية هم من يعطي الغطاء القانوني لتلك الثعالب بالحركة.

في كل يوم نسمع بفضائح تلك اللجان وسرقاتها كثيرا من أراضي الدولة، وقطاعتها المختلفة حتى وصل الأمر الى طباعة الكتب المدرسية، ومحطات الطاقة الكهربائية وشركات التنظيف ، ومشاريع الماء والمجاري..

متى سيفيق صاحب المزرعة وينصب الكمين للثعالب الماكرة التي أستوطنت في البلاد، وأكلت كل ماموجد في المزرعة حتى وصلت الى داخل الدار؟!

الثعالب الماكرة ترتدي ثوب حمل وديع ضعيف، رافعة شعارات الأصلاح في تويتر وفيس بوك منادية : كلا للفساد، نعم لاحترام حقوق الإنسان ، كلا للسرقة ، كلا ، للمحسوبية… كلا ،كلا ،كلا.. ومعها ترتفع بنفس ردة الفعل أبواق المطبلين والمشاهدين لهذه الخزعبلات الزائفة من السذج من عوام الشعب..

من يصلح من.. أذا كان القائد فاسد؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/31



كتابة تعليق لموضوع : اعترافات ثعلب بريءِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net