صفحة الكاتب : سجاد العسكري

تساؤلات هل من مجيب ؟
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تختلف الخطيئة في فلسفة كل دين او حضارة وثقافة فمنهم من يعدها ذنب واثم يحاسب عليه الانسان مالم يتوب ويستغفر , ومنهم من يعتقد ان الخطيئة مجبر على فعلها , ومنهم من يعتقد ان الانسان خاطئا منذ ولادته لأن اباه ادم ارتكب الخطيئة واكل من الشجرة المنهي عنها ثم فيما بعد يرسل المسيح عليه السلام فيصلب ليكفر عن خطايا البشر , واعتقد ان الفلسفة الاخيرة في صلب المسيح هي التي يؤمن بها الكثير من المسؤولين والاحزاب وشرائح منتفعة في العراق وحكومته.
فعندما تشخص مكامن الفساد عبر صفقات ضخمة ومقاولات رنانة واستثمارات كبيرة , واموال طائلة تختفي واخرى تغرق واخرى ليس لدينا علم بها – ما خفي اعظم – وافراد متهمة بالارهاب والقتل الطائفي اليوم اصبحت داخل الحكومة وتبرء ساحتها , فلماذا الميل الى طمس او تغيب الحقائق والتستر على الفساد وبؤره , اين دولة المؤسسات ؟ لماذا اصبحت مرتعا خصبا لظاهرة الفساد ومافيات مسيطرة اصبح ليس من السهل التصدي لها لأنها اصبح احد اعمدة الدولة والمتحكمة في ملفات هامة منها ما هو ضروري في حياة المواطن كالكهرباء والماء وباقي الخدمات المسلوبة التي هي حق طبيعي حتى للحيوان فضلا عن الأنسان.
ماهي الفائدة من التاريخ ودراسته فهذا أوساهير ينقل قوة أوروبا إلى اليابان , ذلك الطالب الياباني الذي بعثته حكومته إلى ألمانيا لدراسة أصول الميكانيكا العلمية، كان يحلم بصناعة محرك صغير، وركز جهوده في صناعة نموذج يمكّنه من وضع يده على سر الصناعة , وجد نفسه أمام لغز المحرك لا يستطيع إليه سبيلا، فقرأ يوما عن محركات إيطالية الصنع، فاشترى براتبه محركا ووضعه في حجرته وهو يقول: (هذا سر قوة أوروبا) , بذل جهداً كبيراً في تفكيك المحرك ورسم قطعه لإعادة تجميعه حتى نجح في تشغيله مرة أخرى بعد ثلاثة أيام من السهر المتواصل وتناول وجبة واحدة يوميا، ثم انتقل إلى مرحلة صناعة القطع بنفسه، فالتحق بمصنع لصهر الحديد، وارتدى ملابس العمال بدلا من الطلاب، وهو يقول:( في سبيل اليابان يهون كل شيء), ولما علم الحاكم الياباني بأمره، أرسل له من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهبي، واشترى بها أدوات كاملة لمصنع محركات، وبعدما شحنها إلى نجازاكي، أراد الحاكم أن يقابله، فقال: لا أقابله حتى أنشئ مصنعا كاملا للمحركات مضت تسعة أعوام، حمل بعدها عشرة محركات مكتوب عليها “صنع في اليابان” إلى قصر الحاكم، فلما أدار المحركات، قال الحاكم الياباني: (هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية خالصة، هكذا نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان).
مافائدة تاريخنا وتاريخ الشعوب ان كنا لا نستلهم منه العبرة والفائدة فلما نخصص دراسات وجامعات وتتخرج كل سنة الاف الطلبة ودراسات عليا وكفاءات ونخب تفترش الارصفة بدل زجها في تخليص العراق مما هو فيه من طمس لكل شيء ومعلم يثبت عراقيته وثقافته واصالته , كلها تتسائل جميع العراقيين باستثناء المسؤولين , متى تحل مشاكلنا ؟ لماذا نعاني ؟ متى نرتاح ونحصل على ابسط حقوقنا؟ لماذا عقول الكثير من العراقيين معطلة ؟ ماهي مشاكلنا هل من مجيب؟
نعم هذه تساؤلات عموم العراقيين بمختلف شرائحهم , ويأتي تاكيده من قبل منبر المرجعية في كربلاء المقدسة عما يجري في البلد وهي مشروعة , وتضع الجميع على المحك بدءا من القاعدة الجماهيرية التي أتت بمن في السلطة , الى اعلى منصب في الدولة , الحقوق والعدالة مسلوبة فئة تلعب بالدفاتر – الدولارات – ولا تعرف كيف تصرفها على حياتها ورفاهيتها حتى اخذوا يناطحون ملك سليمان عبر قصورهم او سياراتهم التي لو صرفت على الفقراء لسدت حاجاتهم الضرورية , فئات لاتجد مايسد رمقها , واخرى تعيش الكفاف ,وأخرى ما بين الضيق والديون ليقضي يومها او اسبوعها او شهرها , اين المساواة ؟ ولا نقول العدالة لأنكم بعيدين عنها .
سنوات والفساد ينخر المؤسسات , حتى تأسست مافيات لأحزاب منها من تدعي الاصلاح وكذلك شخصيات , وحتى على مستوى المحافظات فان البيت الفلاني مسؤول عن العمل الفلاني خاص به , ولكل بيوتات معروفة في المحافظات لديها منفذ وعمل تسيطر عليه , حتى باتت غارقة بالمليارات ولا تتكلم بالملاين -لأنه امر مخجل- والحكومة تعرف وشخصياتها لها حصص تصل اليها لا تنقص وقد تزيد؟!
من يتحمل مايجري في العراق ومن يجيب عن هذه التساؤلات ويقدم الحلول الواقعية ضمن مسارها الصحيح , واعتقد جميع المتساءلين لايرغبون بالوعود التي صدعت رؤسنا لسنوات , بل حلول واقعية مباشرة ولا يخترقها الفاسدين ليكونوا الخصم والحكم؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/11



كتابة تعليق لموضوع : تساؤلات هل من مجيب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net