صفحة الكاتب : رضوان ناصر العسكري

خطبة الجمعة البداية ام النهاية
رضوان ناصر العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذوي النظر المحدود في الأفق السياسي، يَرَوْن ان خطبة الجمعة ليوم ٩ آب/ اغسطس ٢٠١٩ الموافق

٧ذي الحجة_١٤٤٠هجري، على لسان ممثل المرجعية الدينية في النجف الاشرف نهاية الطريق للمرجعية مع السياسيين، اما اصحاب النظرة البعيدة فيعتبرونها البداية.

تساءل ممثل المرجعية العليا في خطبته عدة تساؤلات: "نحن كشعب عراقي: هل هناك أفق ونور لحل مشاكلنا؟ لماذا دائما نحن متعبون ونعاني؟ أما آن الأوان كشعب أن نرتاح، وتُلبى أبسط حقوقنا اليومية؟ أين المشكلة ؟".

من تابع الخطبة وكان همه التربص بها، ليجمع بعض الكلمات ويترجمها حسب ما يريد هو، او بحسب رأي من كلفه بذلك، ليرجعها بصورة عكسية للنيل من المرجعية.

وهناك من أكملها حتى النهاية وفهمها على الأقل فهماً مناسباً، فوجد في مضامينها بعض الحلول الكفيلة بالنهوض للواقع العراقي، وتصحيح مسار الحكومة، لأنها أكدت على جملة من التوصيات او النصائح، لاتخاذها حلول جذرية لمشاكل البلاد، ومنها القوانين المشرعة التي تصب في مصلحة المواطن، المركونة على الرفوف، التي لم تتعامل معها الحكومة بصورة جدية.

كما ركزت على اهم مسؤوليات الحكومة، بتربية المجتمع على حب الوطن، وزرع الوطنية في نفوس الشعب، وهذه المسألة بحد ذاتها كفيلة في إصلاح جميع الأخطاء، وكفيلة بالقضاء على الفساد، ونمو الاقتصاد، لأنه متى ما شعر المواطن بوطنه، بذل مهجته فيه، وتفانى في بناءه وإعماره، وإخلاصه في عمله، لكن الوطنية لا تبنى بالكلام المعسول، بل بالأفعال، فمكافئة المخلص في عمله, والمحسن بأداء وظيفته، يكفي في استنهاض الشعب باكمله من اجل وطنه.

فيما اذا عجزت الحكومة عن ذلك، أشارة الخطبة الى استخدام المئات من العقول والكفاءات الموجودة في البلد، لتضع الحلول الحقيقية الناجعة للمشاكل الموجودة العاجزة عن حلها.

كما ركزت على مسألة مهمة جداً، وهي التجاذبات الإقليمية التي تعصف بالبلاد، وهي إشارة واضحة لا تحتاج الى تحليل، نتيجة الولاءات الخارجية لعدد كبير من السّياسيين، واطاعتهم العمياء لمخابرات تلك الدول.

تحدثت كما في كل مرة عن الفساد والفاسدين، وعن الإجراءات غير الحقيقية والجدية اتجاه تلك المسألة التي بح صوتها من اجل ذلك، لأنه اساس خراب البلد، فلا متصدي حقيقي لذلك، وكل ما يقال هو عبارة عن ادعاءات لااصل لها.

كما علقت على الزراعة ودعت الى الالتفات والتنبه لها، لأن العراق بلد زراعي كفيل في توفير سلة غذائية متكاملة للفرد العراقي، وهذا ما يزيد في تحسن الواقع الاقتصادي من جهة، وتوفير العمل للكثير من العاطلين من جهة اخرى، ما بين العامل البسيط وصاحب الاختصاص.

اما الاعلام المشوش فكانت له حصة من ذلك، ويحتاج المواطن الى الورع والتروي في نقل الاخبار وبثها داخل المجتمع، لأن الاعلام المأجور يستخدم التزييف والتدليس للحقائق التي تقتل الانسان من داخله، وتقضي على الامل الموجود عنده.

هناك من يستغل تحريف وتزييف الخطبة، ليدفعها بصورة عكسية، للحفاظ على سلامة الاحزاب الحاكمة، وتبييض صفحتها السوداء، لأجل قضم ما تبقى من خيرات البلاد، والهروب بها الى خارج البلد، وهنا يتطلب من الشارع العراقي التمييز بين ما طرحته المرجعية، وما تطرحه الاحزاب الموالية للسلطة، او بالأحرى الاحزاب الحاكمة او المشكلة للحكومة.

ان خطبة المرجعية هذه هي البداية مع الحكومة، وليست النهاية كما روج لها، وهناك نقاط كثيرة ستطرحها المرجعية في قادم الايام، تكون نقطة فاصلة بين الماضي والحاضر، لكن الامر يحتاج الى العقلاء واصحاب النظرة البعيدة، كما يحتاج الى ثورة او صحوة فكرية للمواطنين لبداية المرحلة القادمة، للتمييز بين مصالحهم ومصالح الآخرين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان ناصر العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/12



كتابة تعليق لموضوع : خطبة الجمعة البداية ام النهاية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net