صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

كيف نشأ الإجرام وكيف سينتهي
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 🔺️ كيف نشأ الإجرام ؟ وكيف بدأت الجريمة ؟ إذا كان الله قد نفخ في آدم من روحه ، فمن أين جاء الانحراف في الفطرة ، ومن أين دخل العنف إلى الإنسان فامتلأ بالشر ؟
ثلاث اجابات تتفرع منهما الكثير من الأقول.

🔺️ الأول : أن الله عندما قرر خلق الإنسان بعد أن مهد له كل شيء ( الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ) . خلقه من تراب ، هذا التراب امر الله اقوى ملك لديه ممن تتوفر فيه مهارات هائلة ألا وهو (الشيطان) . حيث أمره الله ان يجمع التراب ثم يصنعهُ بالصورة التي امره بها .هنا يُقال أن الشيطان عندما بدأ بخلط التراب بالماء بصق في هذه الخليط فكان الطين نتاج ماء الجنة وبصقة الشيطان. فكانت هذه البصقة سببا في زرع عوامل الشر لدى الانسان منذ خلقه، ولذلك نراه تمرد منذ اليوم الأول الذي عطس فيه ولم يمتثل لأمر ربه فأكل من شجرة معرفة الخير والشر.طبعا هذا الراي لا اتبناه فهو من الإسرائيليات ولكنه موجود شائع في كتب القوم.

🔺️ الثاني : أن الله جعل الإنسان حرا مختارا غير مجبر على افعاله وجعل فيه الخير والشر واعطاه عقل ليُفرق بينهما. فاختار البعض ان يفعلوا الخير والبعض الاخر شرٌ مطلق. (1) ولم يترك الله الإنسان وحيدا بل ارسل له من يُعينهُ على معرفة الخير والشر ، الأنبياء.

🔺️ الثالث : هناك إجماع من قبل الأديان ، بأن آدم إنما خلقه الله على الفطرة السليمة ، ولكن الشجرة التي أكل منها آدم كانت هي السبب : شجرة معرفة الخير والشر كما في التوراة : (واوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها). (2) والقرآن أيضا أشار إلى ذلك بقوله تعالى : تعالى : (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) (3)

🔺️ ويكاد موضوع الشجرة يتكرر نفسه في الكتب الأخرى : الأرياني ستيانس ، الكنزا ربا ، الأفستا ، والرشت ، وحتى في الأساطير اليونانية ، والبابلية ، والمصرية والأفريقية ، والهندية كما نرى ذلك على الجداريات.(4)

🔺️ من هاتين الشجرتين انبثق طريقان . طريق الخير وطريق الشر. وتكاد تنحصر مآس الدنيا وما يحصل في الآخر بهاتين الشجرتين شجرة الخير وشجرة الشر وهما في رؤى أخرى تُمثلان: الجنة والنار ، إبراهيم ونمرود، موسى وفرعون ،عيسى وقيصر ، محمد وأبو سفيان ، علي ومعاوية ، الحسين ويزيد ،المهدي والسفياني … الخ . ولكل من هذين الطريقين أتباع وأعوان.

🔺️ هاتان الشجرتان سمتهما التوراة ، شجرة الخير وشجرة الشر ، وعبّر عنهما القرآن بأنهما: (شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين) و : (شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) (5).

🔺️ وكما أن الإسلام كان الخاتمة في سلسلة الأديان ، فكذلك انحصر الخير والشر في شخصيتين هما : المهدي والسفياني . المهدي يُمثل الخير المطلق ، والسفياني يُمثل الشر المطلق. ولكن في النهاية فإن الغلبة للخير، لأن للباطل جولة ، وللحق دولة.

🔺️ ومما يجب الالتفات إليه أن هذه الشجرة (شجرة الشيطان). او شجرة الشر اصبح لها دولة ترعاها وقاعدة كبيرة خطيرة تُمثل هذا الخط (الدجال) بكل حضارته وادواته في (إسرائيل) حيث اتخذت هذه الدولة اللقيطة هذه الشجرة عنوانا ورمزا لها يتعهدها أكبر رأس فيها فيزرعها بيده تخليدا واعتزازا بها، ومن هذه القاعدة التي تقع بالقرب من مهبط الوحي ستكون نهاية الصراع الأبدي بين الخير والشر.

🔺️ المصادر :
1- لقوله تعالى : (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا). أو قوله : (إنا هديناه النجدين).
2- كما في التوراة سفر التكوين . الإصحاح الثاني ، الفقرة 17 .
3 – سورة البقرة آية 35 .
4- وهي الشجرة التي ظهرت في ملحمة كلكامش حيث يأمر كلكامش صديقه انكيدو ان يذهب ويبحث له عن نبتة او شجرة الخلود. وهو نفس التصور الذي افرغته التوراة على نصوصها حيث تصفها بأنها : (شجرة الخلود) وكذلك ذكرها القرآن بهذه الصيغة : ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ). سورة طه آية : 120.
5 -سورة إبراهيم الآية 24 ـ 25 .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/20



كتابة تعليق لموضوع : كيف نشأ الإجرام وكيف سينتهي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net