صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

زرعوا الفتنة الطائفية العمياء البغيضة التي ما سلمت منه أمة
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العقل والمنطق هو الذي يعمر البلاد ... 
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران /103
(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال /46
 
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم)آل عملران/105 
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)آل عمران/104
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)آل عمران /110 .
 
ما من عاقل متبصر في هذا العصر إلا ويعلم أن الإسلام هو المستهدف من خلال الأحداث المختلفة التي تسمعون عنها، سواء منها ما قرب أو بعد، وأن الإسلام هو المستهدف من خلال الشعارات التي ترتفع، ومن خلال الشعارات التي تمرر من تحتها عمليات العدوان. ومن المعلوم لكل عاقل أيضاً أن السلاح الاستراتيجي - كما يقولون - الأول الذي يستعمل بادئ ذي بدء للقضاء على الإسلام إنما هو سلاح التفرقة، إنما هو سلاح تأليب المسلمين بعضهم على بعض، وقديماً في أواخر الخلافة العثمانية ولو أن آلم حلة في زمن العثمانيين على العالم الإسلامي والعربي ولكن اليوم نقول كان خيراً من اليوم..، تعلم الدنيا كلها أن بريطانيا لعبت الدور الأول في تجربة تفتيت المسلمين، وتحويلهم إلى فئات متصارعة بين يدي الهدف الأكبر، ألا وهو القضاء على خلافة الإسلام . 
 
وأنا مضطر أن أضعكم في هذا الموقف أمام بعض الأسماء والوثائق : 
من قرأ كتاب أعمدة الحكمة السبعة للورانس، يعلم جليَّ ما أقول، ويقف على كثير من الوثائق. بريطانيا هي التي خططت قبل غيرها للعمل على تفتيت المسلمين، وسخرت لذلك ثلاثة أسافين . 
الإسفين الأول الق...: وهو إسفين غرسته بريطانيا في الهند وما حولها . 
الإسفين الثاني الب.... والب..: وقد غرسته بريطانيا في مصر وفي جهات من جنوب شرقي آسيا إيران وغيرها.وخصوصاً هذه السنين ألوان من الأحزاب الخبيثة التي تلبست بلباس الإسلام مثل التكفيريين والإرهابيين والقاعدة وغيرها من الأحزاب المدمر ويجب على العلماء الإعلام أن يتحركوا ضدهم بفتاواهم لأن حقن دماء البشر واجب . 
الإسفين الثالث الوهابية: وإنما غرسته بريطانيا في الجزيرة العربية عودوا إلى المصدر الذي ذكرته لكم، لتقفوا على الاعتراف الصريح والصارخ بهذا الأمر.
ووصلت بريطانيا إلى كثير مما ابتغت : قضي على الخلافة الجامعة والطوق الشامخ، ووضع السرطان الدائم في جسم العالم العربي والإسلامي متمثلاً في ....، ومزق العالم العربي والإسلامي بين هذه الأسافين الثلاثة التي حدثتكم عنها،لكن الإسلام لم يُقْضَ عليه وزرعوا فتنة الطائفية البغيضة العمياء التي ما سلمت منه أمة . 
واليوم بعد أن انهار المعسكر الشرقي، وتصورت الدولة الغربية الأولى في العالم أنها غدت القطب الأوحد الذي يستطيع أن يتحكم بالعالم؛ كما يشاء، خُيِّل إليها أن الوقت أصبح مناسباً لتوجيه الضربة القاضية إلى الإسلام، والوثائق كثيرة الناطقةُ بهذا الأمر الذي أقوله لكم .
ولكن ما السبيل الأول إلى ذلك؟ ما الخطوة الأولى؟ الخطوة الأولى تلك التي رسمتها بريطانيا، الخطوة الأولى أن تتلمذ هذه الدولة الكبرى التي تعد نفسها اليوم القطب الأوحد في العالم على بريطانيا، وأن تتلقى منها الدرس الأمثل لتفريق المسلمين ولتحويلهم إلى فئات لا مختلفة فقط؛ بل متصارعة أيضاً .
في ظل هذا الواقع يجري العمل صباح مساء، وبكل الوسائل، لا أقول للقضاء على الوحدة الإسلامية، وإنما أقول للقضاء على البقية الباقية من الوحدة الإسلامية. اليوم ينفخ نيران العمل على القضاء على الإسلام في الوهابية وفي الوسائل الأخرى التي حدثتكم عنها . 
وقد ذكرت أكثر من مرة أن هنالك وثيقة صدرت من المجلس القومي الأمريكي عام 1991م ينص على ضرورة القضاء على الإسلام، ويضع الوسائل الكفيلة بذلك، أولها: تأليب المسلمين بعضهم على بعض، الوسيلة الثانية: استثارة أسباب التناقص ولو كانت وهمية في العقائد والمبادئ الإسلامية. والوسيلة الثالثة: تحويل العمالة العربية الإسلامية في الخليج إلى عمالة آسيوية . 
هذا شيء مقروء وشيء معروف، إذن أريد أن أقول لنفسي ولكل مسلم حذار من السلاح الأول الفتاك الذي يستعمل اليوم كما استعمل بالأمس للقضاء على وحدة هذه الأمة الإسلامية، واستثارة الفكر الوهابي ـ ولابدَّ أن أذكر الأشياء بأسمائها ـ واحد من أخطر هذه الأسلحة اليوم .
ولابدَّ أن أقول لكم: ليس المبتغى من وراء ذلك الانتصار لمذهب إسلامي ضد مذهب إسلامي، ليس المبتغى من وراء ذلك الانتصار للوهابية على غيرها، فلو تم ذلك لخسرت الدول الأوربية، أو لخسرت أمريكا الهدف الذي تبتغيه، هم أيضاً مسلمون. وليس الهدف أن تنتصر الفئات الأخرى على الوهابية، كذا. لا، الهدف أن يقضي الإسلام نفسه على نفسه، الهدف أن يحرق الإسلام ذاته، الهدف أن يتألب المسلمون بعضهم على بعض فيمحى الإسلام بواسطة المسلمين أنفسهم، هذا هو الهدف .
وهذا الأمر يجعلني أنبهكم إلى أن الطابور المسخر لتحقيق هذه التفرقة في العالم الإسلامي مكون مما يلي : 
قلة قليلة جداً من المرتزقة والرؤوس العميلة المفكرة التي تتقاضى أموالاً لا تأكلها النيران هي التي تخطط، وهي التي ترسم . 
ومن كثرة ..كأثرة من الرؤوس ذوي العقول الفجة، من الرؤوس ذوي العقول الجاهلة، سمعت بالدين ولم تدرك منه شيئاً، اهتاجت عواطفها الإسلامية، ولم تفسَّر أمام عاطفتها حقائق الدين بواسطة العلم أبداً، فجعلوا من أنفسهم جنوداً لتلك القلة العميلة التي تعلم ماذا تصنع، ومن الذي تخدم . 
هذا هو الطابور، ومن هذين العنصرين يتألف . 
ولعلكم إن أصغيتم السمع جيداً تلاحظون أو تسمعون كيف أن هذه الموجة عادت مرة أخرى إلى الظهور، عادت مرة أخرى إلى الاحتكاك، أنظر فأجد منشورات إن عن طريق الإنترنيت، أو الوسائل الأخرى، تنشر، ما مضمونها؟ هياج وهجوم من مسلمين على مسلمين وجرح المسلمين السنة بالمسلمين الشيعة والعكس، هياج من مسلمين ينتحلون الوهابية التي غرستها بريطانيا في الجزيرة العربية، يتهجمون على الآخرين، وينعتونهم بالكفر، ويخرجونهم من الملة، إلى آخر ذلك، أملاً في أن يستثير هذا الهياج الآخرين أيضاً، فيهتاجوا ويقوموا، ومن ثمَّ يقوم الصراع، ثم يتحول الصراع إلى أكثر من ذلك بين المسلمين أنفسهم.ومن ثم يتهيأ المناخ للخطوة الثانية، وللقضاء على البقية الباقية، من قوى الإسلام والمسلمين .ويجب أن نكون حذرين من هؤلاء النفر كما أمرنا الله لقوله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران /118 . 
يجب أن أنبه نفسي وأنبهكم إلى هذه الحقيقة، ذلك لأننا مع الأسف لا نملك اليوم إلا سلاحاً واحداً، لم يبقَ في يدنا إلا سلاح واحد ألا وهو البقية الباقية من وحدة الشعور الإسلامي، أما القوى المادية فقد تبددت .
وأنتم تعلمون واقع أكثر الدول العربية والإسلامية، وأنتم تعلمون واقع أكثر من أكثر حكام الدول العربية والإسلامية، من حيث الاستسلام، ومن حيث السير وراء ما يراد لهم، لم يبقَ لنا أمل أيها الأخوة بالاعتماد على القوى المادية، وإنما اعتمادنا لا يزال قائماً على الإسلام ذاته، أي على القوة الجاذبة التي توحد المسلمين في الإسلام، تلك هي آمالنا الباقية المتمثلة في البقية الباقية من الوحدة الإسلامية التي تشعرون - ولله الحمد - بشبكتها الممتدة من أقصى الشرق الإسلامي إلى غربة، ومن أقصى شماله إلى جنوبه، هذه البقية الباقية الجزئية البسيطة هي التي تخوف الغرب اليوم، تخوف الغرب الأمريكي اليوم، ومن ثُمَّ تُجَنَّدُ وسائل الأمس لتمزيق المسلمين اليوم .
بلدتنا هذه ولله الحمد هي أكثر البلاد العربية الإسلامية بعداً عن هذه الفقاقيع التي تهدد الوحدة الإسلامية بالتمزق والتشرذم، ولعل مردّ ذلك إلى شيئين اثنين: وعي إسلامي تتميز به هذه البلدة، وإخلاص يسري في أفئدة المسلمين في هذه البلدة. ولكن مع ذلك ينبغي أن تعلموا أن هذه البلدة مستهدفة لهذا السبب، مستهدفة، ربما بحثتم فوجدتم عششاً تحاول أن تستثير عوامل الشقاق وأسباب الخلاف فيما بين المسلمين، بعضهم مع بعض، من أجل القضاء على هذه المزية التي يمتاز الإسلام بها في بلدتنا هذه، أيها الأخوة، فكونوا على حذر من ذلك ..
كيف تكونون على حذر من ذلك؟ أعيدكم إلى وعيكم الإسلامي؟ كلكم يقرأ كتاب الله بتدبر، ألا تلاحظون الآيات الكثيرة التي يهيب بنا بيان الله عز وجل فيها إلى الاتحاد، إلى نبذ الفرقة والشقاق، إلى الابتعاد عن التنازع، إلى الاعتصام بحبل الله، إلى عدم التفرق، كلكم يقرأ، كلكم يقرأ قول الله عز وجل آية مشهورة كثيراً ما نجدها مرسومة على الجدران في البيوت وفي أماكن أخرى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران ..
وكلكم يقرأ قول الله عز وجل : (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال .. و كلكم يقرأ قول الله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران . 
وكلكم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبهنا إلى أن المسلمين إذا كانوا تحت مظلة كلمة سواء؛ وجاء من يريد أن يفرق أمرهم؛ فعليهم أن يضربوا .... أياً كان، وكائناً من كان، كل هذا لماذا؟ 
لينبهنا رسول الإسلام، ولينبهنا قبل ذلك كلام الله عز وجل إلى أن السلاح الأول الذي شرف الله عز وجل به عباده المسلمين إنما هو وحدتهم، إنما هو اعتصامهم بحبل الله .
حسناً، إذا عرفنا هذا، فكيف يمكن لمسلم وعى هذا الكلام أن ينقاد لمن يريد أن يفرق؟ رب قائل يقول: ولكن هؤلاء الذين يفرقون؛ باسم الإسلام يفرقون. أقول: نعم، والق..... التي غرستها بريطانيا في الهند، باسم الإسلام يفرقون، والب... والب...التي تنتشر اليوم في أمريكا والتي يصطاد إليها المسلمون في أمريكا، باسم الإسلام يفرقون، والوهابية التي غرستها بريطانيا في الجزيرة العربية، باسم الإسلام يفرقون . 
ولكن أحقٌ هذا الذي يستعملونه؟ 
الإسلام ممَّ يتكون أيها الأخوة؟ يتكون من مبادئ متفق عليها، يتكون بعد ذلك من سلوكات وشرائع متفق عليها، ثم يلي بعد ذلك أمور هي محل اجتهاد وخلاف، يدعونا الإسلام إلى أن نحكِّم سلم الأولويات في هذا القضاء، المبادئ الواحدة المتفق عليها لا تُمَس، الأحكامُ السلوكية المتفق عليها لا تُمَس، اليوم الأسلحة التي تستعمل لتفريق المسلمين بعضهم عن بعض، ما هي؟ أسلحة القضايا الجزئية الاجتهادية: هذه بدعة لا تفعلها، إذن أنت كافر إن فعلتها، والتصوف بدعة ما ينبغي أن تمارسوا هذا التصوف إذن أنت كافر إن جنحت إلى هذا السلوك. هذه هي الوسائل التي يتم بها تفريق المسلمين المسلم المخلص لربه الواعي لإسلامه لا ينقاد إلى هذا الأمر سواء سلك هذا السبيل أو هذا السبيل. الأمور الجزئية الاجتهادية نطويها، هكذا يقول لنا الله، هكذا يهيب بنا الإسلام، ريثما نجتاز هذا المنعطف، الذي يخيل إلى أمريكا فيه أن الوقت قد حان لتوجيه الضربة القاضية إلى الإسلام، الأمور المتفق عليها في عقائدنا معروفة، والأمور المتفق عليها في سلوكاتنا الإسلامية معروفة، وهذه الأمور هي سر جمع الباري عز وجل للمسلمين تحت مظلة كلمة سواء .
كيف يتم تفريق المسلمين اليوم؟ يتم تفريق المسلمين اليوم باستثارة أمور اجتهادية، كانت اجتهادية بالأمس، ولكن المسلمين لم يقاتل بعضهم بعضاً بسببها، بل مدَّت جسور التعاون والتآخي والأعذار فيما بينهم. أما اليوم فهذه الأسباب الاجتهادية ذاتها تُمْتَشَقُ لتصبح سكاكين، ولتصبح أسلحة لتمزيق الوحدة الإسلامية. نعم، نحن نقول: إسلامنا جامع، ولا يكون مفرقاً، وعندما نجد أن الأمة قد تفرقت باسم الإسلام فلنعلم أنه ليس الإسلام الذي أب تعث الله به رسله وأنبياءه وختم به بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .
بالأمس وقع في يدي منشور، نُشِرَ وَوِزِّعَ في أنحاء من الخليج وغيرها من دول لمنطقة ، مضمونه كله ثورة لاهبة، ضد من؟ لا ضد العدو المشترك الذي يخطط لتمزيقنا، ضد المسلمين، ضد جماعات إسلامية، إن نسائية أو غير نسائية، يقومون بما أمر الله بدافع من الحرقة على دين الله، بدافع من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، كم وكم هدى الله عز وجل على أيديهم ضالين وتائهين، كم وكم جمع الله سبحانه وتعالى عن طريق دعوتهم شاردين وضائعين وملحدين ربما، هؤلاء الذين تتجه إليهم أسلحة العدوان، من الذي يجهل أنهم جنود هذا الطابور الذي حدثتكم عنه أيها الأخوة. والإرهابيين والقاعدة المرتدين يقضون علينا من الداخل وفي عقر بلداننا باسم الإسلام ؟ أي إسلام هدا والكل يعرف في السبعينيات أسس القاعدة لضرب الروس في أفغانستان وكان على رأسهم صياد النساء في لوس إنجلوس المدعو إسامة بن لدن وكان أفسد الخلق وعلى كل حال تاريخه ليس ببعيد وكل من درس هنا في تلك الأعوام يتذكر هذا المفسد .  
هذا الكلام الذي قلته أريد أن أنتهي منه إلى حصيلة: كونوا رقباء في أحيائكم وفي مدنكم وحيثما وجدتم على دين الله سبحانه وتعالى، لا يتسربنّ واحدٌ من أفراد هذا الطابور إلى وحدتكم الإسلامية ليمزقها، إياكم وإياهم. وأنا أعلم أن هنالك من يحاول، وهنالك من يفعل الوسائل المختلفة إن في الظلام أو في الضياء، إن في السر أو العلانية، لعله يصل إلى ما ابتغي منه، لعله يبيض وجهه أما الذين أمروه وأمام الذين دفعوه :  
ولكني أقول بعد هذا كله: المستعان هو الله، والاتكال على الله، وإني لأسأل الله عز وجل أن يجعل من أسرار شامنا هذه التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة، أن يجعل من ذلك حصناً يقي هذه الأمة أسباب الفرقة وأسباب الشقاق، وأسأله سبحانه وتعالى أن يهب كلاً منا جذوة من نعمة الإخلاص لذاته العلية، ونعمة الإخلاص سر من أسرار الله يودعه الله في قلب من أحب من عباده. فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الذين أحببتهم حتى تهبنا هذه الجذوة .وهنا نحن على أبواب عام هجري جديد يجب أن نكمل اعتصامنا بالله وأن نتحد ونكون صف واحد ضد هذه الطائفية وهذه الأحزاب والفرق المجندة علينا وبأخوتنا وتعاوننا بعض لبعض وبالصبر والأخلاق نتمكن أن نصمد ونبني أوطاننا ونعمرها ونعيد مجدها كما كانت في صدر الإسلام والعصر الذهبي ويداً بيد للتعاون والبناء ويجب أن يعلم المواطن أن العطل الرسمية هي تكلف الدولة يومياً مئات من ملاين الدولارات وكل خسارة للوطن والمواطنين ونتمكن أن نستفيد من بدل هذه العطل بجمع أموالها وإنشاء معامل لتسد الأيدي العاملة وينعش الاقتصاد ويدر موارد على الوطن والمواطنين.. وكل عام وانتم بخير بمناسبة بداية رأس السنة الهجرية وعظم الله أجورنا بمصاب آل البيت والعنة على يزيد وأعوانه الذين بدلوا أفراحنا أحزاناً والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
المحب المربي
behbahani@t-online.de

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/04



كتابة تعليق لموضوع : زرعوا الفتنة الطائفية العمياء البغيضة التي ما سلمت منه أمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net