صفحة الكاتب : علي العرداوي

كلمة عيار 9 ملم.
علي العرداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القتل تحت يافطة الخلافة، كيف نعيش بسلام؟ والامير قد حدد الاتجاهات، وارغمنا على اختيار اتجاه واحد، فهو قد حذف اتجاهين؟ وهما الشرق والغرب، فهو يكره الشرق لأنه يرى به شروق شمس الحرية، وحذف الغرب ايضا، فهو يذكره بنهايته، وأن أفول دولته الميتة قد حان، بقي اتجاهين فأنا إن ذهبت بهذا الإتجاه وخالفته، سأكون كافر ملعون، وإن ذهبت معه، اخبرني انه سيعطيعني سيفا لأقطع به رقاب الناس، وأنا لا أحب ذلك.

في عالم الأسلحة، يعتبر حجم 9 ملم عتادا قاتلا، ان تم توجيه الطلقة، الى منطقة قاتلة في الجسم، مثل الرأس او القلب او بعض المناطق الحساسة الاخرى، و في بعض الاحيان لا تسبب هذه الطلقات، سوى جروح او خدوش، وسرعان ما تلتئم وتتشافى هذه الجروح، وننساها بكل بساطة، لكن هناك طلقات من نوع مختلف، ولها مدى بعيد، هذه الطلقات تصيب العقول وتغير الافكار، نحو عالم من الظلام والجهل، له عنوان واحد فقط وهو القتل، انه الخطاب الطائفي، الذي يزرع التفرقة البغيضة بإسم الدين.

يعتبر الخطاب الطائفي، من اخطر التحديات التي تواجه، الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، فهي تقيض النسيج الإجتماعي، ان من يعتمد الخطاب الطائفي، في الدفاع عن مكوّن خاص به، فهو دليل على فشله وعجزه وضعفه في تحقيق اي منجز يذكر الناس به وبأفضليته، شعبنا الواعي فهم الامر جيدا، ولم تعد تنطلي عليه هكذا خزعبلات، فكل حديث او خطاب طائفي، فهو قنبلة موقوتة، لحرق البلد وتمزيقه بحجة الدفاع عن مكوّن معين، العراق شعب واحد، ومن يحب بلده يدافع عن جميع اطيافه، ليبني وطنه بروح الاخوة والانسانية.

عند صعوبة الاصغاء، في ذروة الفوضى والضوضاء، عندما تجد الكلمات، تخرج من افواه الرجال، وكأن لهم انياب ملؤها الدم، تريد ان تنهش قلب الوطن، وقد ملأ الحقد قلوبهم، وسط كل هذا الفوران الطائفي، تجد روح الإيثار، بخطاب وطني معتدل، وكأنه نسيم عليل، او كأنه ماء يعيد الحياة، لوطن قتلته ومزقته كلمة مسمومة، فالخطاب الوطني وسط هذه الفوضى، يعتبر خسارة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فكيف تجمع شمل وطن مزقته مخالب الطائفية، على عكس الخطاب الطائفي، الذي يعتبر مغنم ومكسب سهل، لكل سياسي فاشل او رجل دين متعصب، فمن يبني يتحمل صعوبات ومعوقات، اكثر ممن يهدم، ومن يركب موجة الطائفية فهو يستثمر التفرقة البغيضة، لمصلحته الشخصية ليكسب الجمهور المنخدع بسهولة.

يتضح لنا ان الخطاب الوطني، هو شعور بالمسؤولية، وصدق واخلاص من المسؤول منقطع النظير، اتجاه وطنه وشعبه، فمن يتبنى الحكمة والكلمة الصادقة، يعتبر بلسما لجراح وطنه وشعبه، فهو يكسب الإحترام والتقدير، وان خسر المناصب، وبصراحه وجدنا اغلب الكتل في العراق، تتبنى الخطاب الطائفي، لتكسب بعض المنافع السياسية، على حساب الوطن والشعب، على العكس من التيار الواضح، الذي يتبنى مصلحة الوطن والشعب، ويدافع عن الوحدة الوطنية، ويضحي بالمناصب، لأجل مصلحة شعبه، ويستخدم المعارضة البناءة الهادفة، بلا ضجيج او تهديد او وعيد، بصراحة تلك حكمة من تيار سياسي يحب وطنه، في زمن سرقة الشعوب والاوطان. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العرداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/28



كتابة تعليق لموضوع : كلمة عيار 9 ملم.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net