صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

بين لغة المرجعية ولغة العنف في المظاهرات
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دابت المرجعية العليا في النجف الاشرف على متابعة كل دقائق الامور التي تخص العراق وما يترتب عليها من اثر وماهي اليات معالجاتها ، وانا اجزم بانها يعتصرها الالم عندما تشخص الخطا وتعطي الحلول وتحذر من الاهمال ولم يستجب لها احد فيقع ما حذرت منه المرجعية وهذا دليل وشاهد قوي للمرجعية بانها تعلم ماذا تفعل ومتى يجب ان تتحدث او تصمت وفي الصمت بلاغة .

ففي خطبها من حزيران 2015 الى حزيران 2016 تطرقت المرجعية الى الفساد والمفسدين اكثر من 62 مرة بمعدل اكثر من مرة اسبوعيا ، وللتاكيد انقل لكم نص مهم من خطبة يوم 7/8/2015م وهو :" والمتوقع من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي الاول في البلد وقد ابدى اهتمامه بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها .. المطلوب ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اعلن عنها مؤخراً بل يسعى الى ان تتخذ الحكومة قرارات مهمة واجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد من يعبث بأموال الشعب ويعمل على الغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي مُنحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنها.."

عندما قالت المرجعية بيد من حديد بمعنى انها سيكون لها دور كفتوى الجهاد الكفائي ضد داعش في دعم رئيس الوزراء الاصلاحية عندما تكون بيد من حديد أي ان المرجعية ستتصدى بما تراه مناسبا وناجحا للقوى الفاسدة مهما كان حجمها وعمالتها، ولكن للاسف ان رئيس الوزراء اكتفى بالغاء بعض المناصب التي عادت بقرار المحكمة الاتحادية ودمجت وزارتين فقط وهذه ليست حلول

وتعود المرجعية لتؤكد في خطبة 27/7/2018م على مسؤولية الحكومة وتشخص بدقة فساد الحكومة والتحذير من العواقب والتاكيد على عدالة الانتخابات وهذه ثلاثة مقاطع من الخطبة :" قامت على مرّ السنوات الماضية بما يمليه عليها موقعها المعنوي من نصح المسؤولين والمواطنين لتفادي الوصول الى الحالة المأساوية الراهنة........... واذا خفّت مظاهر المطالبة به مدّة فانها ستعود في وقت آخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير ولات حين مندم......... طالبت المرجعية الدينية بأن يكون القانون الانتخابي عادلا ً يرعى حرمة اصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها،"

كيف تكون لغة العلماء والعقلاء اكثر وضوحا من هذه اللغة ؟ كيف يكون التشخيص الدقيق للمشكلة ودعمها بيد من حديد وعدم التهاون من الاثار السلبية اوضح من هذه اللغة ؟

هاهي نتائج التراخي والتامر وصل الحال الى العنف بين الحق والباطل فاختلطت الدماء والضحايا بين المطالبات الشرعية والدسائس الخبيثة فسقط قرابة 200 شهيد من المتظاهرين وقوى الامن واكثر من الف جريح من الطرفين اضافة الى الخسائر المادية والعبث بالمال العام والخاص .

الا يكفينا ان نقف بكل اجلال واحترام للمرجعية والامتثال الى ما تذكره في بياناتها او خطبة الجمعة حتى نسير على الدرب الصحيح ؟ ماهو افضل ثمن للاصلاح الالتزام بالنصيحة الصادرة من المرجعية ام العنف الذي حدث هذه الايام ولا نعلم كيف سينتهي ؟ الن يشمت بنا اعداؤنا عندما نصل الى هذا الحال؟ الم يسقط فقير شهيد نتيجة مطالبته بحياة بسيطة يضمن غده له ولاطفاله ؟ الم تتهيأ الفرصة للخبثاء والجهلاء للعبث بالمال العام واتهام الابرياء من المتظاهرين ؟

المرجعية تؤكد وبقوة المطالبة بحقوق الشعب عبر المظاهرات وعدم توقفها حتى يتحقق المطلوب ولكن سلمية واهم احد خطوات تحقيق المطلوب هي العدالة في الانتخابات التي اشارت لها المرجعية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/11



كتابة تعليق لموضوع : بين لغة المرجعية ولغة العنف في المظاهرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net