صفحة الكاتب : تركي حمود

اصلاحات البرلمان العراقي ... ووعود عرقوب ..!!!
تركي حمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد كان للمرجعية الدينية العليا  في النجف الاشرف الدور الاكبر بالضغط على السلطتين التشريعية والتنفيذية في اقرار حزمة الاصلاحات التي خرج واستشهد وجرح واعتقل من اجلها بعض من شبابنا المتظاهرين فقد حملت ومن خلال ممثلها السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة البرلمان العراقي المسؤولية الاكبر  فيما يجري لما يمتلكه من صلاحيات في اقرار القوانين واستجواب المسؤولين بل وحتى اقالة الحكومة لذلك فقد سارع البرلمانيون هذه المرة "بهمة "

بالتصويت على عدد من القرارات التي تعد ابسط حقوق الشعب و قد اقرها دستورنا

 " المفخخ "وعدوها علينا اصلاحات  ورغم ذلك تفائلنا خيرا وقلنا في قرارة انفسنا المتعبة والمثقلة بالهموم ربما يكون القادم  افضل.

  ولكن  الذي اثار استغرابنا  ودعانا للتساؤل كيف ستكون تلك الاصلاحات  على ارض الواقع خاصة وان معظمها ختم بكلمة "وعلى الفور"  وهل هي بالفعل بحجم طموحات الشعب أم إننا بتنا نرضى بالقليل أو لربما اطلقت لمجرد كسب الوقت وامتصاص غضب الشارع .

وتساؤلنا هذا لم يأتي من فراغ  لأن بعض المطالب المهمة لم تناقش اصلا ومنها الغاء مجالس المحافظات التي تعد المسبب الرئيسي لحالات الفساد وتبديد اموال المحافظات وفقدان فرص تعيين الخريجين بسبب المحسوبية والمنسوبية والتحاصص وتلكأ المشاريع ونقص الخدمات وتكالب الصراعات وبالتالي زيادة حدة التوتر والنقمة على الحكومة المركزية و البرلمان، وعليه اذا كان الاصلاح حقيقيا يجب ان يبدأ من تلك الحلقة الزائدة التي كانت أولى مطالب المتظاهرين ، فضلا عن ان كلام المرجعية العليا كان واضحا  وجليا وبخاصة عندما طالبت الرئاسات الثلاث الى اتخاذ خطوات واضحة في طريق الاصلاح الحقيقي ، لانها ادركت نهج الحكومات المتعاقبة الذي كان طوال الوقت صامتا أزاء مافيات الفساد في بعض مفاصل الدولة المهمة والتي على تماس مباشر مع حياة الشعب فبدل من ان تقدم له الخدمات  ومتطلبات الحياة البسيطة كانت السبب الرئيسي في جلب الويلات والخراب له . 

و على الرغم من مطالبات المرجعية المتكررة  حتى " بح صوتها " بتغيير نهج الحكومة ومكافحة الفساد ولكن الآذان كانت حينها صماء  واليوم بعد ماشهدته محافظاتنا من مظاهرات شبابية ووقوف المرجعية بصف مطالبهم نتمنى ان لاتكون صولة البرلمان 

" صحوة موت "  ...؟؟؟

ان البرلمان مطالب بأتخاذ خطوات اكثر جرأة لمحاربة الفساد  واسترجاع اموال الشعب "المنهوبة " وجمع كافة الملفات التي طرحها السياسيين والبرلمانيين عبر وسائل الاعلام والتي اشرت حالات الفساد،اذا كان لايمتلك ادلة الادانة الدامغة عبر لجانه المتعددة، فضلا عن الاسراع في وضع اليد على الملفات "المدفونة " في مكاتب المفتشين العموميين بعد الغائها واحالتها للقضاء ومتابعة تنفيذ حزمة الاصلاحات بجدية وحزم  لامجرد اقرارها على الورق فقط فلطالما أركنت العديد من القوانين  المهمة  على الرفوف وأضحت الاخرى حبيسة المكاتب ، كي لاتكون اصلاحاته كوعود "عرقوب"...  والله من وراء القصد...!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تركي حمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/15



كتابة تعليق لموضوع : اصلاحات البرلمان العراقي ... ووعود عرقوب ..!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net