صفحة الكاتب : رحيم الشاهر

فساد الكلمة
رحيم الشاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عانت الكلمة هي الأخرى00من الفساد الجائر - منذ فجر التاريخ وحتى اليوم- ممن تعسف في استخدامها ، ممن حرّفها 00 ممن أوّلها خطأ00 ممن فسرها خطأ ، ممن ركب موجتها الأولى وعاف الموجة الثانية ، ممن كذب بها ، ممن تستر بها ، ممن خذل ميثاقها ، ممن أبدلها بأخرى مستهلكة ، أو ميتة ، ممن همشها وحرمها من نور الظهور في واجهات الإعلام ، وظل يركّز على أخرى منطفئة 00ممن قالها وحرفها على رأي قول الإمام علي ع: "كلمة حق يراد بها باطل"، فيكون عليه السلام أول من شخص فساد الكلمة 00ممن جحد بها على قوله تعالى : " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين"/14 النمل 00ممن حولها إلى بضاعة نفاق ، او رياء 00 ممن حجب أنوار العقل عنها 00 ممن سلبها ملابس الذوق الأنيقة 00 ممن عاملها معاملة العبيد وهي ام الأحرار 00ممن مازح فيها وهي تبكي وتتألم 00 ممن بكى بها وهي في ذروة زهوها 00 ممن حولها الى مصيدة قذرة في الماء العكر 00 ممن قتل بها 00 ممن جرح بها على قول البيت الشعري:

جراحات السنان لها التئامُ
 

 

ولا يلتامُ ماجرح اللسانُ
 

  ممن شتم بها من لايستحق الشتم 00 ممن مدح الوضيع، وتجافى عن مدح الرفيع 00وممن ساوى بين حقها وباطلها 00وممن لم ينشرها متألقة بين محاسن الكلمات( النصوص الأخرى) ، بل اختارها لتضيع بين الضحالات 00 الفساد في الكلمات لايقل خطورة عن الفساد في السياسة 00 نتج عنه مئات الأقلام المغيبة 00 ونتج عنه تسويق بضاعة المزيفين على حساب بضاعة الأصلاء 00نتج عنه هذا الانحطاط ألاجتراري الذي يمارس بحق الكلمة ، وبحق المبدعين المهمشين على واجهة المشهد العربي ، فصنع منا امة محطمة بين الأمم 00فأنت اليوم ترى صحفا ومجلاتٍ تجاوز عمرها (الخمسة عقود) 00 لكنها كما شبت على الضحالة شابت عليها 00 فهي تخصص أعلى مقاعد النشر  للمزيفين الفارغين ، والمسيئين الى قيمة الكلمة ، ولا ادري على من يضحكون ؟ والى متى يظلون يكذبون؟00 فنتج لنا من النصوص المنشورة مايضحك الصبيان ، وتشيب له رؤوس الولدان 00 من ضحالة القول وانحطاط الكلمة 00 فأصبحنا نمارس الصنمية الأدبية بدون شعور ، ونتناول غذاء الطلاسم والسفسفة ، (واللتلتة) ، الذي ينتج لنا فيما نقرأ أورام الجسد ، وتجاعيد الوجوه، وترهل الكروش 00واصبحت بعضا من الصحف عبارة عن مخازن للغذاء الفاسد الذي لاينتج منه سوى تدمير الذائقة ، وضعف الذاكرة المثقفة 00 وأصبح النقد المحابي ، والجوائز الكاذبة ، والمحافل الناعقة   و00 الخ أصبحت هذه أدوات فاعلة في ممارسة فساد الكلمة 00 أنت تعجب اليوم عندما ترى صحيفة تدعي الاحترام ، وهي تنشر نصا عبقريا محاطا بمزبلة من نصوص الضحالة والتردي ، فهي  هنا تخلط الأوراق وتمرر على المتلقي اكبر صفقة لفساد الكلمة، كما تمرر اكبر مؤامرة على الإبداع 00ان فساد الكلمة ينتج لنا : فساد الرأي ، والموقف ، والقصيدة ، والمقالة ، والقصة ، والرواية ، والمشهد، والمحفل ، والصحيفة00 ولكي  لايكون كلامي سوداويا ، فإني لاانفي وجود صحف جعلت بوابتها شعارا لمكافحة فساد الكلمة00

 

 

2/11/ 2019م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الشاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/03



كتابة تعليق لموضوع : فساد الكلمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net