صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

مقالبُ جُحا في الضّحكِ على اللّحى
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من محاسن الشبكة العنكبوتية التي اسأنا استخدامَها الى  حد بعيد ، انك تستطيع وانت جالس على أريكتك الوثيرة ان تستطلع آراء القراء في ما خطه يمينك من دون تجشم اي عناء ، ولا يكلفك الامر الا شيئا من الوقت وبضع نقرات على مفاتيح الكيبورد ومثلها على فأرة سحرية تتطور في كل يوم هي هدية بسيطة للشرق المؤمن جدا من الغرب الكافر جدا والذي يـُلعن هو وعلومُه الضالة المضلة تقربـّا الى رب العزة جل وعلا . آخر مقال تشرفت بكتابته كان تحت عنوان " شبهات عثمان … وبينات عدنان" وهو عبارة عن مقارنة بين لغتين استخدمتهما مدرستان مختلفتان في الرؤى الاعتقادية . وقد وردني الكثير من الاراء منها ما اغناني معرفيا حقا ، ومنها ما افرغ صاحبها علي كل ما في جعبته من السباب المقذع ، ومنها ما اكتفى صاحبها - الهاء تعود للآراء - بقراءة العنوان فقط ، فاكتشف انني رافضي ابن متعة وجدي هو الوزير العلقمي وانني أغمز من قناة الخليفة الثالث عثمان بن عفان . مع ان المعني من اسم "عثمان" الذي اوردته في المقال يخص الشيخ عثمان الخميس الذي تصدى بكل غيرته المعهودة للدفاع عن شرف خال المؤمنين معاوية وابن خال المؤمنين يزيد من "بدع النكرة " عدنان ابراهيم ، في مناظرة غير مباشرة تابعها الالاف عبر اليوتيوب والفيس بوك ادام الله بقاءهما وجزى مبدعَيهما خيرَ ما يجزي به المبدعين . غير ان من بين اطرف ما وصلني من ردود ، ردّاً لم يدّخر سبّا أوخناً او لفظ َ فحش الا ولطشها بي وبأبي وأمي البريئين من كتابة المقال ، وتفضّل بالحاق رده الوديع بوصلة الكترونية تفضي الى مقطع يوتيوبي مبجل رايت فيه العجب العجاب وفتح امامي من خلاله افاق البحث العلمي المحايد،  فله الفضل وله المنة على ما اسداه لي متكرما. ولاني لا اريد - انانية - ان افتح مثل هذا الافق على قارىء هذه السطور الكريم فسأبخل عليه بالوصلة الالكترونية تاركا له حرية البحث عنها، ومكتفيا فقط بشرح تفاصيل هذا الفتح العلمي المبين الذي يضع ما ورد فيه من مادة دسمة حدا فاصلا للجدل العقيم الدائر منذ القديم حول الصراع الاموي - الهاشمي . الوصلة اليوتيوبية التي اضيفت منذ اكثر من شهرين الى الشبكة تحت عنوان "رؤية عجيبة رآها عمر بن عبد العزيز في علي ومعاوية" يظهر فيها شيخان جليلان بلحيتين مختلفتين في خطوط الطول والعرض ، يتحدث ، فيما يبدو اعلاهما مقاما، عن رؤيا ذكرها بعض "اهل العلم" رآها في المنام الخليفة الاموي عَطِرِ الذكر عمر بن عبد العزيز تكشف للمؤمنين سرا خطيرا عن كرامة حظي بها معاوية بن ابي سفيان بعد موته تضاف الى سجل كراماته وهو حي ، حيث غفر الله له ما تقدم وتأخر من ذنبه ان وُجِد. وحسبَ اهلِ العلم هؤلاء ، الذين لا نعرف عنهم شيئا في خلق هذه الرؤيا ، فان معاوية وعليا "عليه السلام" دخلا على النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" بحضور الخليفتين ابي بكر وعمر بن الخطاب بما يشبه جلسة قضائية في محكمة، فخرج معاوية من القاعة قائلا : غـُفر لي وربِ الكعبة ، وخرج علي "ع" السلام قائلا : قـُضي لي وربِ الكعبة "شبيهة جدا بعبارة فزت ورب الكعبة التي اطلقها عند مقتله عليه السلام" . ويختم شيخنا الجليل كشفه العظيم هذا بالقول مبتهجا "ما في احسن من هاذي " ثم يُعطـّر عالم اليوتيوب بالقول : "كلا الطائفتين على حق ، معاوية على حق وعلي على حق ، وان قولنا بحق علي لا يبرر الطعن على معاوية". والتزاما بـ "ان من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق" ، فانني لا يسعني هنا الا ان أتقدم بجزيل شكري لاخي في الله الذي اتحفني بهذه الوصلة النادرة المرفقة بعبارات شتم بليغة، والشكر - طبعا - موصول لشيخنا الجليل الذي وضع في حديث طوله ثلاث وسبعون ثانية حدا لجدل عقيم قائم منذ نحو الف واربعمئة عام بفضل حنكته ودرايته وبحثه العلمي المستفيض . الان وقد اديت ما في عنقي من واجب الشكر لمتفضلَينِ عليّ وعلى عموم المؤمنين ، ارى ان من حقي طرح تساؤل بسيط ربما خطر او يخطر ببال الكثير ممن هداهم الله الى هذا الكشف الكبير ، ماذا لو خرج لنا غدا من ينقل لنا رؤيا عن صحابي من الصحابة رآى فيها ان ابا لؤلؤة غـُفر له قتل الخليفة الثاني في محكمة محمدية ؟ أين ستذهب جبال اللعنات الابدية التي تطارده منذ 14 قرنا ؟  ورؤيا اخرى تظهر حجر بن عدي وهو يعانق قاتله في المحكمة ، فيما يهبط نداء من السماء هاتفا اني غفرت للقاتل وقضيت للقتيل، وعندما يحتج احد الشهود بالآية القرانية " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً" فان تهمة الرفض والتشيع ستلاحقه الى قبره وربما الى ما بعد ذاك. ورؤيا اخرى تكشف لنا عن دخول الامام الحسين "ع" وهو يشبك يده اليسرى بكل حميمية بيد يزيد بن معاوية اليمنى وهما خارجان من محكمة قضت ليزيد بان يعتذر له الامام الحسين بن علي "ع" من جريمة الخروج عليه شاقـّا عصا الطاعة على الخليفة الاموي الشرعي ، وتقضي المحكمة للامام الحسين"ع" بان تـُصادر القضيبَ الذي عبثت به ثناياه في القصر الاموي . وبهذا تكون قد تحققت العدالة الانسانية والاسلامية معا ، ورؤيا اخرى تكشف لنا عفو بطل التحرير القومي صدام التكريتي عن نزلاء اكثر من اربعمئة مقبرة جماعية توزعت بدقة في اراض عراقية . وحسب هذه الرؤيا فان الرئيس بسماحته ورحابة صدره المعهودتين خاطب ما تبقى من جماجم هؤلاء الغوغاء قائلا : "عفا الله عما سلف ، اذهبوا فانتم الطلقاء " وما في احسن من هاذي كما يقول صاحبنا . اني لاعجب حقا من ان امة لديها كل هذا الكم الهائل من الرؤى والروايات السحرية ، وكل هذا العدد الهائل من المشايخ الذين قدمهم الله هدية للمسلمين في كل عصر ومصر ، وكل هذا الحشد الكبير من المصدّقين والمصفقين لهذه الروايات وهؤلاء المشايخ ، اعجب كيف تخوض مثل هذه الامة حتى ساعة كتابة هذه السطور في بحر من الجهل والتجهيل عميق . اذا كانت حلول هذه الازمات التي تعصف بنا متوفرة بهذه السهولة أي بالاحلام ، اذن لماذا نحن متفرقون طرائق قددا . ادعو الله ضارعا ان يسخر لنا من جهابذتنا من يحلم بزين العابدين بن علي وهو مغفور له عن كل ما تقدم وتاخر من ذنبه فيعود رئيسا للشعب التونسي "المتمرد" على ولات اموره الامناء . وادعو الله مخلصا ان يريَ احد مشايخنا الخلّص رؤيا تكشف لنا عن عملية مسح كامل لجرائم الرئيس السابق حسني مبارك ليعود الى الحكم من جديد طبعا بعد اعتذار الشعب المصري اليه
 بسبب اذلاله رفقة عصابته وولديه البارين وجرجرتهم المهينة للمحاكم ، كما ادعو الله منيبا ان يلهم احد اوليائنا الصالحين رؤيا تعيد الحياة لولي امر ليبيا أبي سيف القذافي ، ليعود لحكم بلده اربعة عقود اخرى، وان يكمل هذا الولي الصالح رؤياه بتثبيت ولاة امورنا في سورية البعث وسعودية الاسرة وبحرين آل خليفة وقطر العظمى وسواهم ممن منَّ الله بهم على المسلمين هداة مهديين لا ياتيهم الباطل من ايمانهم ولا شمائلهم ، وليخسأ الخاسؤون . ترى الم يانِ للذين شوهوا ويشوهون في كل يوم ما تبقى من حاسة الادراك في العقل العربي الذي أوشك ان يحال على التقاعد عن بكرة ابيه لولا رحمة النت الذي كشف الكثير من المستور، أن يفيئوا الى الحق ؟ متى سيعي هؤلاء المشايخ حجم جريمتهم في تشويه اجمل مخلوقات الله وهو العقل ؟ واذا وعى - جدلا - هؤلاء حجم جريمتهم ، هل ستتوفر لديهم شجاعة الاعتراف والاعتذار عما بدر منهم ؟ قبل قليل كنت استمع للشيخ عدنان ابراهيم وهو يعتذر عن عدم دقة معلومة قدمها في محاضرة سابقة عن اللعين يزيد وذكر فيها ان الاخير هو ابن زنا - اجلكم الله - في حديثه عن امه ميسون . ومعلوم ان هذه المعلومة ان صحت لا تضيف لسجل اللعين يزيد مثلبة وان سقمت فهي لا تنسب اليه فضلا ، فمعشار ما اقترفه بحق اهل البيت ، يكفي بان يضعه في راس قائمة المطلوبين للضمير البشري لا ينافسه احد الا ابوه المفترَض . وسترون ونرى بعد حين كيف ستقوم الدنيا ولا تقعد على "الجريمة" النكراء التي اقترفها الشيخ عدنان "بقلقلة حرف الدال" بحق الخليفة يزيد رضي الله عنه وارضاه "مد حرف الالف قليلا" . مشايخـَنا الكرام ارى ان العمر اقصر من ان يضيع في التضليل والتجهيل ، وهو يبدو لي من القِصَرِ بحيث لا يكفي احيانا للاعتراف بالذنب والاعتذار عنه . ولاتَ ساعة مندم

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/07



كتابة تعليق لموضوع : مقالبُ جُحا في الضّحكِ على اللّحى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net