صفحة الكاتب : د . عبد علي سفيح الطائي

المرجعية والخريف العراقي
د . عبد علي سفيح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كثير من الناس يتكلم عن دور المرجعية في الثورة الاجتماعية العراقية، وكل يقرأ الاحداث بطريقته الخاصة المدفوع من اجتهاداته الشخصية ، ونحن هنا ليس بصدد النوايا لكن من واجبنا الاكاديمي والعلمي ان نحسن الظن بالجميع ونقف موقف الذي يرى الاحداث من قمة التل. خطاب المتفرج كالمتفرج على لعبة كرة القدم بين فريقين، وعادة يكون المتفرج اما متفائل لفريقه او متشائم. اما خطاب الذي في ساحة اللعب، لا هو متفائل ولا متشائم بل هدفه ان يربح اللعبة إلى آخر دقيقة من الوقت المقرر. هذا ما يحصل اليوم في العراق. هناك خطابين باتجاه المرجعية وقد يكونا متقاطعين. انا هنا سوف أعطي قراءة أخرى . قراءة باحث، لا متفرج على اللعبة ولا لاعب في ساحة التصادم.
يقول الفيلسوف( كانت)، " لكل نظرية تطبيق. نظرية بدون تطبيق تؤدي إلى فراغ، وتطبيق بدون نظرية لتؤدي إلى العمى".
الشعب العراقي استاذ في الخطاب النظري. كثير يدعون عندهم التحليل الصحيح والحلول الناجعة ومنها الفساد والديمقراطية وبناء دولة حديثة و.. كثير من الفرضيات والنظريات. إلا أن الجميع اجتمع على أن سبب الدولة المترهية وذوبانها التدريجي هو نظام الانتخابات وعيب في الدستور مما ادى الى استشراء الفساد. كانت النظرية موجودة لكن ينقصها التطبيق. التطبيق هو الشارع المنتفض اليوم. لكي تطبق النظرية بصورة جيدة تخدم الناس ولا تؤذيهم يجب أن يكون هناك من يكون حلقة الوصل بين النظرية والتطبيق. بالضبط مثل ملحن المنوطة الموسيقية يكتبها على الورق وهناك فرقة موسيقية تعزف النوطة ولكن لكي تخرج النوطة بشكل جيد يجب أن يكون هناك منظم للإيقاع بيده عصا صغيرة ينظم عزف الفرقة باجمعها على ضوء النوطة المكتوبة. المرجعية في العراق هي التي تنظم الإيقاع بين النظرية والتطبيق. وهي القادرة على الحوار وإصلاح الشارع مع النظام الحاكم دون إراقة دماء. الربيع العربي فشل لانه يفقد ضابط الإيقاع بين النظرية والتي هي المطالب وبين التطبيق وهو الشارع.
محظوظ العراق بأنه يملك مرجعية حولت الخريف العراقي إلى ربيع عراقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد علي سفيح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/25



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية والخريف العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net