تونس في التسلل بعد قطع العلاقات مع سوريا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أقدمت الحكومة المنتخبة وحكومة ما بعد الثورة على اجراء يتعارض ومقتضيات المنطق السياسي والحكمة التي من المفروض أن تتعامل بها الديبلوماسية التونسية بحيث ان مكانة تونس بعد ثورتها أصبحت مرموقة وشعبها محترم من كل شعوب العالم فكيف تاتي خطوة الحكومة التونسية الخارجة عن المألوف وعن السياق العام الذي يجب أن تسير فيه بلادنا فهل ان سوريا تؤوي هاربين من النظام السابق أو ناهبي أموال الشعب التونسي أو اتخذت السلطات السورية موقفا ما تهين فيه تونس وشعبها حتى تبرر الحكومة ما أقدمت عليه شيىء من هذا لم يحصل على الاطلاق وانما الأمر أن هناك ثورة شعبية في سوريا  والشعب السوري هو المسؤول اولا واخيرا عن مسار ثورته كما حصل في كل من تونس ومصر دون تدخل اجنبي ولكن الدوائر الاستعمارية وقوى الردة والرجعيات العربية تخشى من تنامي مثل هذه الثورات لانها ستقضي على مصالحها وتحقق للشعوب مطالبها في الحرية والكرامة والعدالة لذا فانها جندت كل قواها السياسية والمالية والاعلامية لاجهاض هذه الثورات والالتفاف عليها وتوجيهها وجهة ترضى عنها هذه الدوائر المشبوهة غربيا وعربيا .

وان ما اقدمت عليه الحكومة التونسية عمل معزول عن كل سياقاته المعقولة ويتعارض مع مصالح شعبنا في تونس بحيث ان هذا العمل لم تقدم علية كبرى الدول الولايات المتحدة الامريكية ولا كبريات الدول العربية الرجعية الخادمة المطيعة للمشروع الامريكي والصهيوني في المنطقة فلماذا تقدم عليه تونس وهي في بداية الطريق الديمقراطي فهل ان مصالح تونس تقضي بمعاداة سوريا في الوقت الراهن والتضحية بجاليتنا هناك والتي قوامها 3500 فردا هل يضافون الى المليون عاطل عن العمل في تونس واحتمال عودتهم واردة في كل وقت الا ان الشعب السوري قادر على التمييز بين المواقف الحكومية وموقف الشعب التونسي الشقيق لاخيه الشعب السوري ولا نتصور منهم ردة فعل سلبية تجاه التونسيين هناك ولكن لماذا تضع الحكومةهؤلاء في وضع مزري الم تفكر فيهم قبل الاقدام على هذه الخطوة .

ثم اننا نستغرب من هذه الحكومة التي تولت السلطة منذ اكثر من شهر ولم تتمكن من ايجاد حل لاي من الملفات الداخلية المفتوحة امامها مثل مسالة الامن وامن الحدود البرية والبحرية وعمليات التهريب الخطيرة ليس للسلع فقط بل حتى السلاح يهرب الى داخل تونس فمثل هذا الامر والصمت عليه يعني ان هناك مخططات رهيبة تحاك لهذا الشعب دون ان يدري .

كما انها لم تحاسب قتلة ابنائنا من شهداء الثورة اذ الكثير منهم لا يزالون يمسكون بزمام الامور وفيهم من تمت ترقيته وهو يصول ويجول كان لم يقع شيىء في البلد ولا قتلى ولا هم يحزنون كما انها لم تحاسب الفاسدين والمرتشين ومازالوا في مواقعهم يواصلون نفس السياسة القديمة كما انها لم تحل مشاكل البطالة ولم تعمل بشكل جدي على جلب المطلوبين للعدالة من عصابة النهب والسرقة والاجرام من ازلام النظام السابق ونتساءل لماذا لم تقطع تونس العلاقات مع السعودية التي تاوي المخلوع او قطر التي تاوي صخر الماطري.

ان الحكومة التونسية بهذا العمل الموتور تثير شعبها ضدها وتؤكد مدى التبعية في اتخاذ القرارات للاجنبي سواء كان قطر كنظام رجعي عربي معروف بعلاقاته المشبوهة بالصهاينة او انها املاءات غربية فاننا كشعب لانقبلها على انفسنا ولذلك ندعو الحكومة الى التراجع عن هذه الخطوة التي ليس لها ما يبررها اطلاقا.

لماذا لم تستدعي الرئاسة او الخارجية التونسية الخبير التونسي في بعثة الجامعة العربية السيد فتحي بلحاج والغريب في الامر ان يتلازم المؤتمر الصحفي الذي عقده في تونس مع الاعلان عن هذه الخطوة غير المسؤولة للديبلوماسية التونسية التي ستتاثر بها سلبيا باعتبار ان حكومة ما بعد الثورة اقدمت عليها بناء على ضغوط خارجية واضحة تماما وبالتالي فا ن مكانة تونس وسمعتها في الميزان

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/08



كتابة تعليق لموضوع : تونس في التسلل بعد قطع العلاقات مع سوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net