صفحة الكاتب : علاء تكليف العوادي

مرة أخرى تنتصر إرادة المرجعية
علاء تكليف العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد ان جثى الفاسدون على صدر العراق وشعبه عقد ونصف من الزمن حيث استشرى فسادهم حتى لم يبقوا للشعب من قوت يعتاشونه إلى أن ازدادت البطالة واخذ الفرد العراقي يخضع لليأس من تحقيق مستقبل واعد وارجاع حقه المسلوب من أولئك الفاسدين الذي لم يجدوا لسرقاتهم رادعا إلا المرجعية العليا التي اتخذت منبر الجمعة سلاحاً لها لتحارب الفساد والمفسدين لكنها إلى زمن ليس بالقليل لم تجد من يستمع لصوتها من جميع الاطراف حتى قالت بح صوتي وهددت ان لم تكفوا سرقاتكم وتعطوا الشعب حقه فستكون للشعب كلمة لم تجدوا قبلها لكم من نصير ولم يكترثوا لكلامها بل اتجهوا إلى اتخاذ اسلوب التسقيط لمقام المرجعية الدينية التي تحضى بمكانة عالية عند الجماهير ولكن المرجعية لم تكترث بخططهم واستمرت باستنهاض الغيارى في المطالبة بالحقوق التي قالت: "أن الحقوق تؤخذ، الحقوق لا تعطى" بإشارة منها الى الاستنهاض لطلبها وعدم السكوت وكانت لتلك النداءات ثمارها حيث استجابت الجماهير لصوت المرجعية التي بقيت تتكلم لعلل ضمير الغيارى ان يستفيق وينهض وتكللت تلك الصرخات بنجاحها حيث خرج أبناء الشعب العراقي في جميع مدن العراق في مطلع تشرين الأول(أكتوبر) إلى ساحات التظاهر مطالبين بالتغير ودحر الفاسدين لكن ذلك الحراك لم يخلوا من تسلق المتسلقين الذي يتسلقون كل موجة ليحققوا مأربهم فتحركت اجندات الدول الخارجية والذيول التي يحركها الخارج كالدمى بتمويل امريكي وخليجي قذر مما عمدت اذرعهم في العراق الى تغير مسار التظاهرات والاحتجاجات السلمية المطالبة بالحقوق لحرف حقيقة تلك المطالب من مطالب حقة الى تخريب وحرق وقتل للمتظاهرين والقوى الامنية على حد سواء بل تطورت حركة التخريب المدعومة من الخارج الى حرق المؤسسات العامة التي هي ملك للشعب وليس ملك للحكومة التي يراد تغيرها بل تعد الامر الى حرق الممتلكات الخاصة كالدور والمحال التجارية ولم يسلم من حركة التخريب المدعومة من الخارج الممول لها الى التعدي حتى الى حرمة الشهداء والمجاهدين ورجال الدين والشرفاء وكل هذا انما يراد منه تغير بوصلة الاحتجاجات والذهاب بالعراق الى المجهول. 
ولكن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف منذ اول الامر ادركت خطورة ما يحصل، حيث صرحت بخطبتها التي تلت الاحتجاجات إذ قالت: "نأمل أن يغلب العقلُ والمنطقُ ومصلحة البلد عند من هم في مواقع  المسؤولية وبيدهم القرار ليتداركوا الأمور قبل فوات الأوان. كما نأمل أن يعي الجميع التداعيات الخطيرة لإستخدام العنف والعنف المضاد في الحركة الاحتجاجية الجارية فيتفادون ذلك في كلّ الأحوال"، لكن لم تكن هناك اذن صاغية للخطابات بل تجاهلوا مرة أخرى مطالب المرجعية وازداد العنف وخلت الساحة للمخربين الممولين من الخارج لتعثوا بالأرض فساد من غير قدرة للجهات المسؤولة على حماية المتظاهرين والقوى الامنية واستمرت بالتغافل الذي ادى الى بروز تقرير خجول لم يحمل من المصداقية ادنا مقوماته اذ برأت ساحة القتلة ولم يكن لفشل الحكومة نهاية حتى انبرى وزير دفاعها بان يصف بدون خجل وجود طرف ثالث يحمل اسلحة لم تمتلكها حتى الدولة التي يقود وزارة الدفاع فيها، وهكذا استمرت المماطلة من قوى سياسية عمى عينها الفساد عن رؤية الحقيقة الى ازدياد دوام العنف في بغداد والديوانية وميسان حتى راح ضحيتها العشرات من الشهداء وتسببت بالمئات من الجرحى، كل ذنبهم انهم خرجوا مطالبين بالحقوق ولم تنتهي حركة ما يطلق عليها (الجوكر الأمريكي) بتماديه الغاشم وتعديه على ارواح الابرياء والممتلكات الخاصة والعامة حتى احرقت الناصرية الصامدة والنجف الاشرف بنار الاقتتال والحرق من قبل تلك الجهات الممولة من قوى الشر وكما اشرنا سابقاً فان المرجعية التي حذرت سابقاً لم تكن غافلة عن تحرك تلك الجهات الغربية وهو ما أكدته بخطبتها يوم الجمعة الماضية 29/11/2019 حيث قالت: "إنّ الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك". فبهذا الخطاب الذي صدحت به المرجعية العليا وبينت حقيقة ما يراد للعراق من شر مبيت.
وبخطابها للجماهير المنتفضة اذ قالت: "وعلى المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها".     
هنا كانت الرصاصة القاتلة لمشروع تدمير العراق وحرف بوصلة الاحتجاجات المحقة وتشويهها.
وكانت صوت تنبيه وتحذير لتعيد لشعبنا وعشائرنا ومثقفونا مجد نهضتهم ضد كل المطامع التي ارادت وتريد بهم وببلدهم الدمار فحيت روح النهضة بهم كما هي في ثورة العشرين وكما هي يوم اطلقت المرجعية العليا صوت الفتوى الذي هدت مخطط الاعداء على رؤوسهم فكان لعشائرنا الغيورة في العراق الوقفة المشرفة لأفشال المخططات مرة أخرى. 
وما كان من تحرك لتلك العشائر في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وذي قار من تصدي لتلك المجاميع وتوفيت الفرصة عليهم لشاهد لنقول وبكل ثقة، مرة أخرى تنتصر إرادة المرجعية بسلحها الجماهيري الذي أخذ على عاتقه أن يكون سيوف مشرعة بيدها فها هم مرة أخرى يصدقون القول.
فالسلام مني لمرجعيتنا العليا
السلام مني لعشائرنا الغيورة 
فسلام مني لعرقنا عراق المقدسات


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء تكليف العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/02



كتابة تعليق لموضوع : مرة أخرى تنتصر إرادة المرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net