صفحة الكاتب : عادل القرين

صهوة الصرير ودهشة النفير
عادل القرين

 تنقسم الكتابة إلى الواقعية والخيالة، وتندرج تحت مُسميات شتى منها: الوظيفية والإبداعية والإقناعية، وجُلها يصب وينطوي تحت إطار المعرفة والثقافة..


والسؤال هُنا:
ما هي أهداف وأبعاد أي كتابة شعرية كانت أو نثرية أو تقويمية ونحوها؟
برأيي إن لم ترتكز أي كتابةٍ على خمسةٍ لا قيمة لها.. فالواقع أولها، والخيال ثانيها، والصدق مصدرها، والشمولية رابعها، والحيادية تحويها..


نعم، متى ما تجرد وانتصر الكاتب على نفسه كانت كلماته ومُرادفاته واصلة وحاصلة وناقلة للقارئ الحصيف..
فالكاتب البارع كما هو المُخرج المُبدع..
الذي يتلمس معالم لغة الجسد ونبرة الصوت للمشاهد والأمور المغفول عنها بالملامح.. إما لجانبٍ تأثيري أو لجانبٍ تساؤلي منطوٍ تحت سرعة البديهة للفطن والمُتابع الكيس..


وكيف تكون رسالة الخاتم من دون القائم ــ أي الكاتب والنص ــ والذي جسد القضية والحالة التمثيلية بالمسرح وكذا الأعمال التراجيدية والكوميدية والأعمال الصامتة..


يُثير تعجبي ممن يكتب الشيء ولا يُطبقه على ذاته، وكأن المسألة مُندرجة تحت هذا الاستفهام: ألا يكفيني أنني دللتك على الطريق؛ فيكفيني أنني أدرت المفاتيح حولها بالالتواء؟!


من الجميل أن نستحضر الإنسانية، ونستدرج الشاعرية ونضمّن الشعورية، ولكن ما حقيقة هذا على المصداقية والذاتية والمحيطية للمكان والزمان؟


من السهل اليسير جداً لكل إنسانٍ قولبة الأماني، وأرصفة المعاني ، ولكن بشرطها وشروطها..


لذا، دع عنك كلام هذا، ووصاية ذاك..
واكتب ذاتك، وقوم ثباتك بالتحدي والتأثير.. 
فالمثقف الحقيقي هو من ينزل بين الناس ويستنهض إنسانيتهم وأحاسيسهم ومشاعرهم للسمو والتحليق والعمق الوجداني.. 
إلى درجة أن الأغلب منهم يقول لك بنهاية المطاف:
(هذا اللي في بالي وأنت الذي كتبته)
سأهمس في أُذنك بدعاء المحبة وتأمله جيداً:
بالتأكيد أنك كتبت يوماً ما رسالة لخطيبتك، أو لصديقك، وساعة ما انطوى عليها الزمن، واطلعت عليها الآن استثار تعجبك من نفسك بهذا التواتر الشائع: "معقولة هذا أنا اللي كتبته"؟!


أجل، أنت الأجدر بكتابة ذاتك، متى ما قومتها بالقراءة والاطلاع والبحث للوصول إلى الحصيلة المعرفية..
فالكاتب الحقيقي والقدير وليد زمانه ومكانه، ولا تُقصر نحوك وتجاهك بالتواصل والاستشارة ورؤية التجارب، ومُتابعة السيرة والمسيرة..
وإياك أن تلتفت للأقلام المهجورة والأفواه المأجورة؛ والتي تدّعي الرغبة وتستجدي (المطبة).. فسحائب الصيف كثيرة ووفيرة بالبرق من دون المطر أو الغيث العميم..
بمعنى: إياك أن تجعل مدونة صريرك في جيوب الأدراج، وتُصبح كما هو الوعاء الذي تديره كل الملاعق، وتستطعمه جُل اللواعق.. فتدوين الحرف ظاهره لعمرك، ومآثره بحضورك وسرورك..
ألا يكفيك أنك كسبت التجربة وأعمدة الرهان؛ بإظهار اسمك لأهلك وأسرتك ومُحيطك.. والذي سيختصر المسافة عليهم بإذن الله يوماً ما..
هذا إذا وضعت المقارنة بين عمرك بأعمارهم فوق مجهر الحياة..
وإياك أن تتشدق بين الأنام بعنوان أول نصٍ أظهرك وعرّفك بالجمهور، وأنت تُخبئ الآن هفواته وشتاته داخل ضميرك الواهم وحديثك العائم، والسلام خير ختام..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/31



كتابة تعليق لموضوع : صهوة الصرير ودهشة النفير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net