صفحة الكاتب : مهند حبيب السماوي

 كيف تعامل سياسيو العراق مع تويتر
مهند حبيب السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منحت مواقع التواصل الاجتماعي، بمختلف منصاتها المتنوعة، السياسيين في جميع ارجاء العالم فرصة ذهبية لكي يواجهوا الجمهور وجها لوجه، فيتعرفوا على اراء الناس بهم، وردود افعالهم حول مختلف القضايا التي يطرحونها وبياناتهم التي يقومون باصدارها، فضلا عن تسويق مايقومون به والترويج له بطريقة مختلفة عن الاعلام التقليدي وادواته، وعلى نحو منسجم مع مقتضيات العصر الرقمي الجديد ومستلزماته .

ونتيجة لذلك سارع اغلب السياسيين في دول العالم لانشاء صفحاتهم وحساباتهم الشخصية والرسمية على هذه المواقع من اجل ايجاد حضور لهم في العالم الافتراضي يكون مصدرا لصوتهم وافكارهم والاراء التي يقدمونها.

ولم يختلف الحال بالنسبة للسياسيين في العراق وان كان متأخرا، حيث شهدت السنوات الخمس الاخيرة توجه واضح نحو مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك، من جانب هذه النخبة بشكل يمكن وصفه احيانا بانه تعدى حدوده الطبيعية خصوصا مع سلوكيات بعض الشخصيات والاحزاب التي قامت باستخدام مواقع التواصل بطريقة غير  قانونية حينما استعملتها في الصراع السياسي مع خصومها كما هو الحال لدى العديد من بلدان العالم التي انتقلت فيها معارك وخلافات السياسيين من ارض الواقع الى فضاء العالم الافتراضي .

وقد لا ابالغ اذا زعمت بان الشغل الشاغل لبعض السياسيين بعد تسنمهم للمنصب الجديد هو انشاء صفحة او حساب على مواقع التواصل او اعادة تفعيل حسابه وتنشيطه على نحو يتلائم مع مهمته الجديدة ومايريد اظهاره للجمهور من نشاطات يقوم بها، ثم محاولة توثيقه من الشركة كجزء من الوجاهة الرقمية ! ان صح استخدام هذه العبارة .

ان توجهات العديد من  السياسيين العراقيين فيما يتعلق بالمنصات الرقمية التي يولونها اهتمامهم كانت في البداية موجهة لمنصة الفيسبوك، فغالبيتهم كان تواجدهم يقتصر عليها خصوصا وانها " اي الفيسبوك " تضم عددا ضخما من المستخدمين العراقيين بلغ 19 مليون عراقي كما اوضح ذلك بيان مركز الاعلام الرقمي المتخصص في رصد ومتابعة وتحليل مواقع التواصل الاجتماعي .

وفي نهاية عام 2018 وبداية عام  2019 ، حدث تغيير في التوجه " الرقمي" العام للسياسيين ، حيث قام العشرات منهم بانشاء حسابات جديدة او تفعيل حسابات قديمة كانت " مهملة " على تويتر ، فكانت النتيجة هي تكثيف نشاطهم وتواجدهم على هذه المنصة المهمة التي امست فضاءا عالميا للتصريحات والتغريدات السياسية التي تتناقلها وكالات الانباء والقنوات الفضائية وحتى في مجموعات تطبيقات التراسل الفوري، التي يتم فيها توزيع صورة لتغريدة السياسي خصوصا في مجموعات الواتساب السياسية التي يتواجد فيه بكثافة غالبية السياسيين العراقيين.

وبحسب رصدي وتحليلي لسلوكيات السياسيين على منصة تويتر لعدة اشهر، فاني اعتقد بان تجربة السياسيين العراقيين مع تويتر قد اتسمت بالايجابية من حيث التوجه العام ورغبتهم في التواجد على هذه المنصة والاهتمام بها بغض النظر عن اسباب ذلك، لكن هذه التجربة كانت في الكثير من تفاصيلها تفتقر للمهنية والاحترافية والمعرفة بحيثيات التغريد وادراك اسلوب استخدام كتابة الهاشتاك فضلا عن الافتقار لكيفية تأمين الحسابات .

وقد شخّصت بالتفصيل اهم 6 اخطاء يقع فيها السياسيون اثناء استخدام منصة تويتر ، هي كما يلي : 

1/ تسليم حساباتهم الشخصية لموظفين او اشخاص مقربين لهم وهو يجهلون اسس التعامل مع تويتر وطريقة التغريد، فيجعلونهم يقعون في حرج واحيانا يتعرضون للسخرية بسبب ذلك، بينما المفروض ان يتعلم السياسي  بنفسه كيفية استخدام تويتر حتى لو كان حسابه لدى اعلامي مقرب منه كما يفعل ذلك الكثير منهم ، ولاينبغي ان يعترض احدهم بحجة انهم لايملكون الوقت الكافي لذلك، فالواقع يُخبرنا بشيء آخر ، ونحن نعلم ان الذي يرغب بالتعلم منهم فانه سيتعلم ولن يمنعه شيء خصوصا وان الكثير منهم يقضي في مجموعات الواتساب عدة ساعات في الاسبوع ! 

2/ استخدام الهاشتاك على نحو خاطئ، ويتجلى ذلك في عدة مظاهر منها استخدام عدة هاشتاكات وبشكل مبالغ فيه مع التغريدة، وكتابة هاشتاكات مطولة لاعلاقة لها بالتغريدة، واستخدام الهاشتاك بصورة عشوائية من خلال وضع # قبل كلمات معينة في التغريدة، فضلا عن عدم استخدام الهاشتاك واهماله خصوصا في المؤتمرات والاحداث المهمة كما وضّح ذلك بالتفصيل مركز الاعلام الرقمي، حيث كشف في بيان صدر عنه في 29 تموز من  العام الماضي، عن غياب واضح للطريقة الصحيحة والفعّالة لاستخدام الهاشتاكات في تغريدات حسابات غالبية الساسة في العراق على منصة تويتر .

3/ عدم قيامهم بتأمين حساباتهم ولا محاولتهم الجادة لمعرفة طرق التأمين، وبذلك يتعرضون للقرصنة والابتزاز من قبل بعض الاشخاص الذين يجدون حسابات بعض الساسة اهدافا سهلة لهم يستطيعون السيطرة عليها للحصول على الاموال او لمجرد السخرية منهم واظهارهم بشكل يدعو للتندر .

4/ عدم متابعة اخر تحديثات التطبيق واخر الخصائص والمزايا التي تقوم الشركة بتفعيلها للمستخدم كجزء من الاستجابة لمقتضيات وحاجات المستخدم الذي يطلب توفر  خصائص معينة في التطبيق .

5/ استعمال السياسي لاسم مستخدم ( يوزر نيم) لاعلاقه له باسمه، وهو نفس الاسم الذي يمنحه تويتر له حينما يبدأ بتسجيل حسابه، والذي يكون عشوائي وغير مُنتظم .

6/ تحويل تغريداتهم الى صور ونشرها في حساباتهم على منصة تويتر ، حيث ان  هذه الطريقة لاتنسجم مع اسلوب تويتر  في النشر ، ولا يلائم الهدف الاساسي الذي تعمل شبكة تويتر بمقتضاه، والمبني على اساس ايصال الفكرة باقل عدد من الكلمات، وهو ما ميّز تويتر ومنحه هذه السمة الرائعة، خصوصا ان عدد أحرف تغريدة تويتر قد ازدادت بعد ان اعلنت الشركة، في 8 نوفمبر عام 2017، عن وصولها الى 280 حرفا .

نصيحة صادقة ومجانية للسياسيين ممن يهتمون بمنصة تويتر ؛ تعلموا اسس التغريد وطرق التعامل مع تويتر وكيفية استعمال الهاشتاك وطرق تأمين الحساب لكي يكون الحساب بين ايديكم وتحت اشرافكم كي تقرأوا رد افعال الناس ووجهة نظرهم حول مايتم كتابته ومايُصرّح به، بالاضافة الى الاطلاع على رسائل الناس وشكواهم وهمومهم ومشكلاتهم .

على منصة تويتر، كما مثل غيرها من المواقع الافتراضية، يواجه السياسي الجمهور وجها لوجه بدون ان يكون بينهما حواجز او اسوار او مكتب اعلامي يجامل السياسي او مستشار يمكن ان يُخفي عن المسؤول  الحقيقة او يقوم بتشويهها وايصالها له على نحو غير صحيح. 

وللحديث بقية ... 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند حبيب السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/15



كتابة تعليق لموضوع :  كيف تعامل سياسيو العراق مع تويتر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net