صفحة الكاتب : مرتضى حسن ضاري

التظاهرات بين التقديس والتخوين
مرتضى حسن ضاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    لقد شهد العراق في الاسابيع الماضية تظاهرات واحتجاجات واعتصامات في عدد من المحافظات وهو حق كفله الدستور العراقي، وكان للمؤسسات الإعلامية دور كبير و مؤثر في نقل هذه التظاهرات، وقد أندلعت في بعض المناطق الكثير من اعمال الشغب والتصادمات بين المتظاهرين والقوات الامنية والذي أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى للطرفين، رغم إن الغالبية العظمى من المتظاهرين رفعوا شعار السلمية، وكان خروجهم بسبب الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة ونقص الخدمات الضرورية وإنتشار الفساد في مؤسسات الدولة، وإن خروجهم هو لإصلاح وضع البلد بصورة عامة من خلال الطرق القانونية والدستورية، وما زاد زخم التظاهرات وشرعيتها هو تأييد المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف لها، والتي وضعت خارطة طريق واضحة للخروج من الأزمة الراهنة واهمها قانون انتخابات عادل ومفوضية للانتخابات جديدة مستقلة وإجراء انتخابات مبكرة وايضا في استرجاع الاموال المسروقة ومحاسبة كبار الفاسدين أياً كانوا يشغلون من مناصب عليا، لكن ما الذي حدث حتى يقل اعداد المتظاهرين بشكل كبير وازدياد اللغط والتساؤلات لدى الناس حول مدى مصداقية المتظاهرين في إصلاح حال البلد وتطويره، وهناك عدة اسباب زادت من تعقيد الأزمة  وتشعبها ونذكرها بأيجاز:-

اولاً: التخوف من الماضي

    وهم المتضررين من حكم البعث الصدامي على مختلف مسمياتهم، و يتحفظون من هذه التظاهرات خشية ان تكون باب او منفذ لرجوع البعث للحكم من جديد و ربما تخوفهم هذا طبيعي لما عانوا من ظلم واضطهاد ومآسي في ذلك الزمن، وكذلك وجود الكثير من القيادات البعثية ودخولهم خط التظاهرات.

ثانياً: القدسية المفرطة

    إن اي انتقاد لبعض السلوكيات غير المنضبطة لأفراد وجماعات منفلتة تستغل التظاهرات وتتستر بها، مثل الرقص والحرق واغلاق الشوارع وتعطيل الدوام ،…… الخ من الافعال المختلفة، يعتبرها الغالبية العظمى من المتظاهرين والمؤيدين لها، انها افعال للضغط على القوى السياسية لتنفيذ المطالب ، ويرون انها انتقاص من جميع المتظاهرين وليس فقط من هؤلاء المنفلتين، وهذا ما اكدت عليه المرجعية الدينية العليا في تشخيص وتمييز المندسين والمخربين وطردهم من التظاهرات والحفاظ على سلميتها، وسبب هذا الامر جدل كبير بين الناس بين الشد والجذب وصولاً للشتائم وتقاذف الكلمات الخادشة.

ثالثاً : فقدان الثقة

     إن فقدان الثقة اهم الاسباب في تعقيد الأزمة، اذ اصبح المواطن لا يثق بالسياسي بحيث البعض يطلق على الذي ليس لديه كلمة وموقف ثابت بالسياسي!  كما نطلق على متعدد الاوجه المنافق، والمواطن له الحق في عدم الثقة بالسياسي كونه لسنوات طويلة يسمع الوعود دون أفعال، و مثل هذه الازمات يفضل وجود طرف محايد ثالث وسيط بين الطرفين، او يتنازل الطرف المسبب الرئيسي للأزمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى حسن ضاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/16



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات بين التقديس والتخوين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net