صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

يا حسن يا أسد … استغفر الجواهري
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلما اردت ان امسكَ نفسيَ عن الرد على ما نُسب للجواهري من ابيات في هجاء النافق صدام  ، لم استطع الى ذلك سبيلا . على اني افترض ان اخانا "حسن اسد" هو مجرد ناقل "كفر" وبالنتيجة فهو ليس بكافر. طبعا هذا لا يبرؤه تماما من نشر خطأ فاحش نسب الى قامة شعرية انتظر العراق الف سنة لبزوغها ، وقد ينتظر الف سنة أخرى أو اكثر ليولد فيه ابو الطيب آخر أو ابو فرات آخر ، وانا لمنتظرون !!! قبل قليل فرغت من قراءة الابيات المنسوبة للجواهري في هجاء بطل الحفرة في ذروة سطوته ومجده الكاذب  ، وبالكاد واصلت القراءة الى اخر كلمة في آخر بيت ، كنت خلال ذلك اُحوقل واُعوذل مع كل خطأ عروضي او نحوي او املائي ورد في النقل . بدءاً اقول ان القصيدة برمتها  يعني "من طأطأ حتى سلام عليكم " لا تتناسب ونظم شاعر عراقي مبتدىء مطلع ولو بشكل بسيط على عروض الفراهيدي رحمه الله . ببساطة ، ضع هذه القصيدة امام اي من قصائد الجواهري العملاق حتى ترى ببصرك الحديد وباصرتك النافذة البون الشاسع بين شاعر فطحل وآخر متطفل على موائد الشعر لا يفقه من لسان العرب شيئا . انني الان اتحدث عن النص المنشور لاني لم اعثر على ما يؤكد نظم الجواهري في هذا الموضوع ما يركن اليه العقل . اعرف الجواهري من "قف بالمعرة " واعرف الجواهري من "المتنبي … فتى الفتيان " واعرف الجواهري من " أزح عن صدرك الزبدا " واعرف الجواهري من "آمنت بالحسين " واعرفه من "المقصورة " و" الرسالة المملحة" و " ارح ركابك " هذا هو الجواهري الحقيقي الذي اعرف ، او قل جزء منه ومن تراثه الثر، اما ان تروى عنه "قصيدة" من ثلاثين بيتا ، ثلثا ابياتها غير موزون فهذا ما لا يرضى به حتى الذين سمعوا عن الجواهري فقط ولم يطلعوا على ادبه الكبير . نشْرُ هذه "القصيدة" - اضعها بين قوسين لانها اسم على غير مسمى - يعود تاريخه لبضع سنوات الى وراء عندما استلمت عبر بريدي الالكتروني في بداية العقد الماضي شيئا مشابها بابيات اقل لعل عددها ينكمش الى النصف ، لكن في تلك الابيات من هنات على قصرها ما في هذه الابيات على طولها. وكل حريص على تراث العراق الادبي وتراث ابي فرات بالذات قطعا سيتردد طويلا قبل ان يبادر الى نشر ما يسىء لشاعرنا الكبير عن فصد او دون قصد، وأشهد الله انني افترض حسن النوايا في كل عراقي نشر هذه القصيدة على النت . فقد "گوگلتـُها" قبل قليل فوجدتها منتشرة كانتشار الارهاب العربي في العراق ، فساءني ذلك جدا وقلت لعلني في ما اكتبه الان افي جزءا من الدين المعلق في أعناق عشاق ادب شاعر العرب الاكبر ابي فرات "رحمه الله". لا اريد ان اتطرق الى المعاني الركيكة الواردة في القصيدة فلعل قائلا يقول ان الجواهري نظمها وهو في سن متقدمة . طبعا هذا التبرير مردود تماما لان الجواهري نظم بعد مقترح سحب الجنسية منه باقة من امهات قصائده ، ومن شاء فليلق نظرة على ديوانه الذي قدمت له وزيرة الثقافة السورية السابقة ، لست في وارد التطرق لذلك اطلاقا ، لكنني اعتب اخويا على من روج لهذه الابيات بهذه الصيغة المتنافرة . هلا استوقفك - أخي الكريم - الوزن المختل في اكثر من ثلثي "القصيدة" ، التي اقترب العديد من ابياتها الى النثر من حيث اختلال الوزن . وقد حاولت جاهدا ان اجد بعض المخارج العروضية في الابيات الخمسة الاولى ، لكني وجدت ان الفتق آخذ بالاتساع على الراتق . استثني هنا الاخطاء الاملائية الشنيعة الواردة فيها ، وقد نلتمس لتلك الاخطاء الخطايا شيئا من العذر، كون الجواهري لا يتحمل مسؤوليتها ، انما كثرة الناقلين المخلصين عنه يوقع الكثير منهم في اخطاء . اخي الكريم حسن - ونعم الاسم اسمك - هلا نظرت الى البيت قبل الاخير قبل ان تنقل القصيدة ؟ انظر فقط الى قافيته اللامية التي لا تمت لروي القصيدة باي صلة ؟ هلا القيت نظرة سريعة الى البيت الخامس من الاخير ؟ وكيف ان الجواهري وضع الف الاطلاق وهي تنوب عن الفتحة في الشعر على كلمة "الشين" التي جاءت مضافة اليه ويجب عليها وعلى اجداد اجدادها ان تكسر بالاضافة !!! ادعوك بالله عليك انظر الى هذا البيت " لكن من يرمو لك حصنــه الرذيلة والفنى " هل ترتضي ان تقرأ للجواهري العملاق مثل هذا البيت ؟ بل ماذا ستقول لمبتدىء يقرأ عليك هذا البيت المهجوم برمته؟ دع عنك كتابة "الفنا" وهي مرخمة بقطع الهمزة المتطرفة ، حيث لا يخفى عليك بانها يجب ان تكتب بالالف الممدودة الى عنان السماء ، وهذا الامر ينطبق على كلمة "الخنا" ايضا .  هذه "القصيدة" - لو صحت جدلا - فانها تنزع عن الجواهري احد اهم اسباب عبقريته الشعرية وهو انه لا يكرر القوافي حتى في مطولاته الخالدة . اما في هذه "القصيدة" وهي تعد من القصار بالنسبة لنَفَس شاعرنا فان الضمير "انا" تكرر اربع مرات توزعت في البداية والمنتصف والنهاية بالتساوي تقريبا . هل تريدني ان اعدد اكثر ؟ اظن ان الملل بدأ يدب في عروق القارىء وعلي ان اسكت عن الكلام المباح قبل ان ياتي الصباح ، فانا اوشك ان ادخل في الهزيع الاخير من الليل البهيم . واسلمْ لمتابعي كتاباتك
IRAQHAMID@GMAIL.COM     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/15



كتابة تعليق لموضوع : يا حسن يا أسد … استغفر الجواهري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حميد الحريزي ، في 2012/02/15 .

عاجل...عـــــــــــــــــــــــــــــاجل
الاخوة الاعزاء كادر موقع كتابات في الميزان
الموضوع المنشور ليس بقلمي ولا اعرف من هو كاتبه اتمنى عليكم تصحيح الخطأ فورا مع التقدير........
حميد الحريزي

تم التعديل ونشكر الاخ الشاعر حميد الحريزي على التنبيه

ادارة الموقع






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net