بارزاني: لن نتخلى عن حقنا في “الاستقلال”، والعلاقة مع “إسرائيل” أصبحت واقعا

رأى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، تعليقا على خطة الرئيس الأمريكي للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، “أن أي مشروع سلام أفضل من مشروع حرب”، كما أكد إن الكرد لن يتخلوا أبدا في حقهم في الاستقلال وتشكيل دولة لهم، متهما أمريكا بخذلان الكرد في العراق وسوريا.

وأجاب بارزاني على سؤال خلال مقابلة مع “اندبندنت عربية”، اطلع عليها شفقنا العراق، “هل سيقيم علاقة مع تل أبيب؟ “طالما نحن ما زلنا جزءاً من العراق، إذا افتتحت إسرائيل سفارتها في بغداد فستفتتح لها قنصلية في أربيل ونرحب بها، ولكن من دون سفارة في بغداد لا يمكن أن تقوم علاقة مع إسرائيل.”

وأضاف، “نحن نعتقد أن العلاقة معها -اسرائيل- أمر طبيعي فقد أصبحت واقعاً ولا يمكن لأحد أن يرميها في البحر، وأعتقد معظم الدول العربية الآن لديها علاقات معها وهذا أمر طبيعي وأفضل”.

وتعقيبا على خطة السلام الأمريكية أو ما يعرف إعلاميا بصفقة القرن، قال بارزاني، “أي مشروع للسلام أفضل من مشروع حرب، أما طريقة تقييمها والتعاطي معها فهو شأن أهل البيت “صاحب الدار أدرى بما فيها”.

وجود القوات الأمريكية في العراق ضرورة

وحول الجدل الدائر بخصوص خروج القوات الأجنبية من العراق، حذر الزعيم الكردي من خروج قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، مؤكداً أن تنظيم داعش سيعود الى العراق بعد ستة أشهر من خروج التحالف، وبشكل أقوى.

وقال بارزاني، إن “أميركا دولة عظمى وهناك مسائل لن تحصل من دونها، شاء من شاء وأبى من أبى، في عام 2011 أنا كنت ضد خروج القوات الأميركية من العراق، وتوقعاتي بسيطرة الإرهاب على أجزاء كبيرة من البلاد صارت حقيقة، لو بقيت القوات الأميركية لما استطاع داعش أن يحقق كل هذه الانتصارات على الجيش العراقي ويهدد الإقليم من الصميم”.

وأكمل: “الآن أيضاً وبعد هذا الصراع بين أميركا وإيران المطالبة بخروج القوات الأميركية هي من منطلقات عاطفية ومزايدات. وجود قوات التحالف وبقيادة الولايات المتحدة ضروري لأمن العراق ومستقبله، والآن أيضاً إذا خرجت القوات الأميركية ستخرج كل قوات التحالف ولن تبقى ولا أي دولة وبعد 6 أشهر سيعود داعش وبشكل أقوى من قبل، لذلك لا يجب الاستهتار بمصير شعب وبلد من أجل المزايدات. ولذلك نحن وقفنا ضد التصويت. لم نصوت. وجود القوات الأميركية في الوقت الحاضر ضروري”.

“الاستقلال” حقنا الطبيعي

بارزاني أكد إن الاستقلال حق طبيعي للأمة الكردية شأنها شأن أي دولة ثانية، مستغربا أن ينكر على الكرد هذا الحق، هو حق طبيعي وكل كردي يتمنى أن يرى هذا اليوم”.

وحول استفتاء الاستقلال يقول بارزاني إنه كانت انتصارا كبيرا موضحا بالقول: “الاستفتاء حصل و93 في المئة من الشعب الكردي صوت بـ “نعم”، وكان هذا الانتصار الكبير. هذه حقيقة وقد شكلت لي شخصياً مفاجأة، إذ لم أكن أتوقع أن تصوت هذه النسبة الكبيرة من الكرد بـ “نعم” على الاستفتاء. تم وضع الحجر الأساس وسوف تحدد الظروف المرحلة المقبلة، إما هذا الجيل وإما مع الأجيال القادمة، ولكننا لن نكرر الاستفتاء”.

وأثناء حديثه عن استقلال كردستان وعدم وقوف أمريكا الى جانبهم، يؤكد بارزاني إن “الأميركيين لم يعِدونا أبداً بأنهم يؤيدون استقلال كردستان، وعندما طرحنا موضوع الاستفتاء في البداية لم يعترضوا وقالوا نحن سنتخذ موقفاً محايداً، ولكن عندما صار الاستفتاء انحازوا عملياً للنظام في بغداد ولم يكن موقفهم محايداً بعكس ما توقعنا”.

وأضاف: “لم نكن نتوقع هذا الموقف من أميركا أبداً، أخلفوا وعدهم باتخاذ موقف محايد على الرغم من أننا شرحنا لهم أن الاستفتاء ليس لإعلان الاستقلال مباشرة، ولكننا سندخل من خلاله في مفاوضات مع بغداد بإشرافكم وبإشراف الأمم المتحدة”.

وبخصوص موقف الخليج عن دعمهم للاستقلال، يقول بارزاني: “أنا ممتن جداً من موقف الدول العربية بصورة عامة، ودول الخليج بشكل خاص، موقفهم كان أشرف بكثير من مواقف دول كنا نتوقع أن تكون إيجابية أو محايدة، إضافة الى أن موقف دول الخليج كان إنسانياً ومعقولاً ومتوازناً”.

بغداد رفضت الاستماع لنصائحنا

وفي حديثه عن تجربة الإقليم بالهدوء والأمن، أكد قائلاً: “نحن عرضنا على بغداد أن تكون تجربة الإقليم تحت تصرفها لتستفيد منها في بقية مناطق العراق، أهم شيء قمنا به وساعدنا على تحقيق كل هذه الإنجازات كان المصالحة الداخلية في كردستان، ولو طبّق ذلك في بقية مناطق العراق كانت ستكون كلها مثل كردستان، ولكن بغداد رفضت الاستماع”.

وأشار الى أن “التحدي الأكبر الذي يواجه الإقليم قبل الاستفتاء وبعده وحتى اليوم هو الإرهاب، وهناك تحديات أخرى كالفوضى الموجودة في المنطقة العربية والشرق الأوسط والخلل في توازن القوى والتدخلات المستمرة والوضع الاقتصادي، كلها تحديات كبيرة لكنها لا تعيقنا“.

ولفت الى أن “المقاومة البطولية التي قامت بها قوات البيشمركة منعت داعش والحشد من اختراق النسيج الكردي، وثبت لنا أنك إن لم تكن تمتلك القوة لن يدافع عنك أحد بل أنت عليك أن تدافع عن نفسك، لولا البيشمركة لاختلف الوضع الآن”، على حد تعبيره.

وبشأن مساهمة الكرد في صياغة الدستور بعد 2003، يؤكد بارزاني قوله: “نحن ساهمنا بشكل فعّال لملء الفراغ الذي كان سيحصل بعد سقوط نظام صدام حسين، وذهبنا إلى بغداد وساهمنا في صياغة الدستور وفي إعادة تشكيل مؤسسات الدولة، ولكن للأسف لم يتم الالتزام بالدستور وتدهورت العلاقات”، مضيفاً: “الآن أستطيع أن أقول إنها أفضل من الفترة السابقة، ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، سنعمل على تجاوز العقبة”.

وفي ما يتعلق بمحافظة كركوك، يرى بارزاني، أن “كركوك يجب أن تكون نموذجاً للتعايش القومي والديني والمذهبي”، مشيراً الى أن “هناك اتفاقاً كان على حل قضية كركوك وبقية المناطق التي هي خارج إدارة الإقليم، أو ما يسمى بالمتنازع عليها، منها كركوك، خناقين، سنجار وغيرها”.

وأردف قائلاً: “بحسب المادة 140 يحصل تطبيع، إحصاء واستفتاء، سكان هذه المناطق هم يقررون إن كانوا يريدون العيش مع الحكومة الاتحادية أو مع الإقليم. وكنا وسنبقى ملتزمين برأي سكان هذه المناطق، وأيضاً الآن يبقى هذا هو الحل الأمثل، أما كركوك فهي الآن تحت الاحتلال العسكري يتحكم بها الحشد الشعبي، وهناك اضطهاد للكرد، وهذا طبعاً لا يمكن أن يستمر ولا يمكن القبول به إلى ما لا نهاية”.

وتحدث بارزاني عن فرص نجاح محمد توفيق علاوي، المكلف بتشكيل الحكومة قائلاً: “الأمر يتوقف على دوره وأدائه وتفهمه لوضع الإقليم. لا نستطيع أن نعرف ذلك الآن، نحن نحترمه، هناك وفد موجود في بغداد يتفاوض معه على مسألة تشكيل الحكومة الجديدة وهذا يتوقف على موقفه أيضاً“.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/21



كتابة تعليق لموضوع : بارزاني: لن نتخلى عن حقنا في “الاستقلال”، والعلاقة مع “إسرائيل” أصبحت واقعا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net