احفظ اسمك بالصيني 
ابراهيم الصميدعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في زحمة الفزع العالمي عن مرض كورونا  تلقيت اتصالًا من الصين يعرض علي العمل معهم  كاستشاري محاماة   لغرض دخولهم في السوق العراقية ، بعد ايام  أبلغت ان مبعوثا مهما منهم سيحضر للعراق ، ولانهم يتعاملون بكل حرفية مع كورونا  كان عليهم احتجاز  هذا المبعوث ( نصف صيني ) أسبوعين قبل السفر للتأكد من عدم حمله  الفايروس ، وقام هو نفسه أيضا بحجز نفسه تحت الرقابة الصحية أسبوعين   في دولة  ثالثة قبل ان يدخل العراق ، وكأجراء احترازي مني فقد عقد اللقاء  بيينا بعد أسبوعين من دخوله للعراق  ،  الان افتح عينك وتخيل بقصة القصة :

-‏易卜拉欣·阿尔萨米达布 هذا هو اسمي بالصيني  الذي اعطي للمبعوث لكي يدونه في اوراقه ومخاطباته ، من الجيد ان تعرف اسمك بالصيني ، لكن من الأهم ان تعرف ان المبعوث يمثل اوليا مجموعة من الشركات الصينية العملاقة الصناعية والإنشائية يتجاوز رأسمالها الاقتصاد العراقي مجتمعا بأرقام كبيرة جدا .

- ماذا يريد الصينيون من العراق ، كان سؤالي الأول ، وبدون لف ودوران كانت الإجابة مذهلة جدا ، سنبدأ فورًا بمشاريع  صناعية بقيمة عشرين مليار دولار ( ضعف الاتفاقية العراقية الحكومية  مع الصين   )  يبدأ الإنتاج في اولها ان سارت الامور طبيعية خلال ستة اشهر فقط من تاريخ المباشرة !!

- واين ستجدون الأسواق لهذه المنتجات ؟  نفس اسواقنا التي نجهزها من الصين الان  والتي  نغطي بها ٦٠٪؜ من حاجة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و٤٠٪؜ من حاجة اوربا  ، سنقوم فقط بنقل الصناعة  ( اتحفظ الان على ذكر هذه الصناعات ) لان المواد الأولية والعمالة في السوق العراقي أرخص من الصين ونوفر الى النصف أيضا كلف النقل والتأمين  ..

- هل تريدون اي شيئ من الحكومة العراقية وماذا عن الاتفاقية ، وماذا تعطون للعراق ؟ لا نريد اي شيئ اكثر من الموافقات الرسمية وتسهيل عملنا ، أما الاتفاقية فهي مجرد ( إطار )  نعتقد نحن وحكومة الصين أنكم  اردتم ان تكون مادة صحفية وليس واقع عملي ، ولن نكلفكم اي التزام مما ورد في الاتفاقية !!! ( يا سلام ) أما ماذا تستفيدون فانكم ستكونون  جزء من مشروع الحزام والطريق وسوف تتخلصون من الاعتماد على النفط ، وقطعا بكل الحسابات لن  تقل فائدتكم عن الصين في هذه المشاريع ، وهي ستكون فاتحة لمشاريع استدعاء الكثير من الشركات التي درست السوق العراقي جيدا وقررت الاستيطان فيه .

- ماذا عن ايران ، اميركا ، السعودية ، الكويت ، هل تعتقد انهم سوف يسمحون للعراق بهذه  الفرصة ؟ كل ذلك مدروس والجميع شريك في هذه المشاريع التي ستكمل خطوط ربط بحري وبري وسككي ستنفذها الحكومة الصينية ، ونحن نضمن الا يعترض احد ، فقط ارفعوا عنا الروتين ودعونا نعمل بصمت  .

- وماذا بعد ؟  تستعد اكبر الشركات العقارية في الصين لإنقاذ العراق من ازمة السكن ، أعطاني مثلًا مشروع سكاي فيلا ، تصور ان تمتلك فيلا في الطابق العشرين تصل اليها سيارتك بضغطة زر على مصعد السيارات  وفيها مسبح وحديقة وبكلفة ١٨٠ الف دولار تسدد بعشرين او ثلاثين سنة مقابل ان تشتري البنوك الحكومية والأهلية دين المواطن ( المشتري ) وبفائدة جيدة  تجعل  البنوك تحقق أرباحا  هائلة في بناء الدولة وليس سرقتها عن طريق مزاد بيع العملة .

بعد اجتماع مطول ، قال محدثي احفظ اسمك بالصيني واستعد للسفر الى الصين فلن توقف  كورنا عجلة الحياة .

هامش : انتقدت  السيد عادل عبدالمهدي كثيرا ( اعتقد ان اهم مشاكله هي أفلات القرار الأمني والعسكري حتى ضاع القائد العام  خلف بنادق القناصين ) لكني لا اشك أبدا انه كان سيكون من الأفضل الذين  سوف يسهلون انتقال هذه الاستثمارات الضخمة للعراق .
 

الموضوع السابق رسالة الإسلام المحمديّ العلويّ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat