اهم ما جاء في الخطبة الثانية للشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة 3 رجب 1441 الموافق 2020/2/28

:1: من الواضح للعيان والمحسوس بالمشاهدة والوجدان أهمّية الوعي الصحي ورعاية وتطبيق الارشادات الطبيّة في حياة الفرد والمجتمع معاً – فالصحة والعافية هُما ضرورة حياتيّة للفرد والمجتمع وحيويّته وفعّاليّته وقدراته على تحقيق الوظائف المناطة به والمهام التي ينبغي أن يقوم بها.
:2: إنَّ من الضروري إيجاد القدرة الكافية للمجتمع بتوفير الوسائل الصحيّة والطبيّة اللازمة للإنسان من أجل التطوّر والتقدّم ، وتعتمد هذه الأمور على الالتزام بالوعي الصحي والاستجابة للإرشادات الطبية وتطبيقها .
:3: ينبغي معرفة مفهوم الصحة ، والذي يعني خلو الإنسان في جسده وعقله ونفسه من الأمراض – ولكن يضاف إلى ذلك المفهوم ضرورة الحفاظ على القدرات البدنية والعقليّة والنفسيّة للتمكّن من أداء المهام والوظائف المجتمعية والحياتيّة المطلوبة.
:4: وأمام انتشار وباء وفايروس كورونا يلزم على الإنسان التركيز على الوعي الصحي المطلوب وزيادته وفق الأسس التالية:
:أوّلاً : نشر الثقافة الصحيّة المعتمدة على بيان وتوضيح المفاهيم الصحيّة السليمة والمستندة للأسس العلميّة والمعرفية المأخوذة من أهل الاختصاص بعيداً عن تأثير الأوهام والأساطير والتقاليد والعادات البالية.
:ثانياً : اعتبار الوعي الصحي والطبي من ضرورات الحياة ومهامها الأساسيّة – وتركيز الشعور بذلك وعدم اعتباره أمراً ثانويّاً وهامشيّاً .
:ثالثاً : ينبغي أخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار وبجدّية ، والعمل على ترسيخ شعور المجتمع والفرد بالمسؤوليّة عن ذلك – والتثقيف له في الأسرة والمدرسة والجامعة ، وإن كانت المسؤوليّة الرئيسيّة تقع على عاتق المؤسسات الصحيّة المعنيّة.
:رابعاً : لابُدّ من أن تتحوّل هذه المفاهيم الصحيّة والطبيّة إلى قناعات وميول وسلوكيّات مجتمعيّة – وتقع مسؤولية ذلك على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالعمل على تحويل هذه الثقافة إلى ممارسات يوميّة وقناعات وميول .
:خامساً : لا يكفي نشر الثقافة الصحية دون تغيير نمط الحياة اليومية وسلوكيّات المجتمع في مجالات الصحة والبيئة والغذاء – ومن الضروري تلافي السلوكيات الخاطئة في النظام الغذائي والصحي والبيئي - وإنَّ النظام البيئي عندنا فيه خلل كبير ، من حيث عدم الاهتمام بنظافة الشوارع والأماكن العامة والتي تؤدي إلى انتشار هذه الأوبئة .
:سادساً : يجب إدراك التداعيات والآثار السلبيّة في حال عدم توفّر الوعي الصحي وعدم الالتزام بالإرشادات الطبيّة التخصصيّة – لأنَّ هذا الوباء سيجعلنا نخسر أصحاب الكفاءات العلمية والحرفيّة والطاقات وعطاء الإنسان وبذل الوقت والجهد لرعاية المريض – فضلاً عن الخسائر الاقتصاديّة والماليّة واستنزاف الأموال في معالجة الأمراض المزمنة.
:سابعاً : تجدر الإشارة إلى أنَّ المؤسسات الطبية في بلدنا دون المستوى المطلوب ممّا يزيد المسألة تعقيداً – والمطلوب هو التقييد بالضوابط الطبيّة دون الوصول إلى الهلع والخوف من وباء كورونا.
:ثامناً: وبعد ما تناقلته وسائل الإعلام وبسرعة وفي دولة متقدّمة ولها قدرات صحية وطبية جيدة وفي دول مجاورة للعراق – يلزم المزيد من الحذر ورعاية الإجراءات الصحية الفاعلة وزيادة الوعي وعدم الاستهانة بهذا الوباء وعدم الإصغاء لمن يزعم أموراً لها تأثير في معالجته ، وهي ممّا لا أساس علمي صحيح لها.
:تاسعاً : لا موجب للشعور بالهلع من هذا الوباء، والذي قد يشلّ قدرة الإنسان على مواجهته – بل ينبغي تكثيف المجهود الوطني الواسع للوقاية منه ولمنع انتشاره.
: عاشراً: في الوقت الذي يجب فيه رعاية الجوانب الصحية الكاملة للوقاية والعلاج منه - لابُدّ من التوجّه لله تبارك وتعالى بالتضرّع والإنابة بأن يدفعَ ويرفعَ عنّا وعن جميع البشريّة هذا البلاء ، والذي جعله سبحانه آيةً بيّنةً على قدرته وسلطانه ، وأنَّ الإنسانَ مهما امتلك من قدرات وإمكانات فإنَّ أصغر المخلوقات يمكن أن يصرعه ويشل قدراته.
ونسألُ اللهَ السلامةَ في الأديان والأبدان والأوطان .

: أهمُّ ما جاءَ في الخِطبِة الثانية للمَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا اليَوم, الجُمْعَة الثالث من رجب الحرام 1441 هجري – الثامن والعشرون من شباط 2020م عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/28



كتابة تعليق لموضوع : اهم ما جاء في الخطبة الثانية للشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة 3 رجب 1441 الموافق 2020/2/28
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net