صفحة الكاتب : صالح المحنه

تغيرت المعادلة ومازال المظلوم مهزوماً!!؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شاءت الأقدار أن تتغير المعادلة السياسية في العراق عام 2003 بفعل خارجي وبقوة أمريكية تأسس على أثرها نظام ديمقراطي جديد منح الأغلبية الشيعية المسحوقة من قبل الأنظمة السابقة المنصب التنفيذي الأول في الدولة ...منصب رئيس الوزراء وبإتفاق جميع المكونات ...ولكن في كل دورة إنتخابية تحدث صراعات ومناكفات ثم إتفاقات وإسترضاءات فتتمخض العملية عن مولود مشوّه يقود المسيرة وهو مثقل بالقيود والإلتزامات للشركاء...رئيس وزراء لكنّه ناقص....الصلاحيات والأهلية وثلاثة أرباع منصبه فارغ...ولا يتمتع بالجرأة والإستقلالية ولا بالصراحة لكي يكون واضحا أمام شعبه...فهو مشوش ومربوط ولايفعل مايقول ولايمثل الا حزبه ومصالح الشركاء ولا يعنيه مصلحة الشعب ولا الغالبية التي بإسمها إمتطى المنصب ...وهنا قد تبين لنا وبوضوح أن من كان يمثل الطائفة الشيعية ويرفع شعار المظلومية ويلقي باللوم على الأنظمة السابقة التي تعاقبت على حكم العراق وكان يعد ابناء طائفته وشعبه بالخير والرفاه أذا ما بلغ السلطة وإدارة حكم العراق ، أنهم كاذبون وفاشلون وأن لاقيمة لإدعاءاتهم وشعاراتهم ، فما هم إلا طلاب سلطة ومال وبأي ثمن ، فتراهم يختلفون ويتفقون ويساومون ويتنازلون ثم ينهزمون تحت ضغط التدخلات الخارجية والداخلية ولايستطيعون أن يتفقوا على رجل منهم ، فتنعكس هذه الهزيمة وهذا الإختلاف على أدائهم وتعاطيهم مع إحتياجات شعبهم ومتطلباته ، عشرات السنين يتباكون ويتاجرون بدماء الأبرياء وبأوجاع السجناء وآهات اليتامى والآرامل ، ولما إمتلأت بطونهم وجيوبهم وأثرت أحزابهم نكصوا على أعقابهم مهزومين أذلاء أمام مصالحهم ، وتركوا شعبهم جيلا بعد جيل يعاني الفاقة والحرمان ، حتى تراكمت الملفات ونهبت الثروات وإزدادت الأغلبية فقرا وحرمانا وتفشّت الأمية والبطالة وتردى كل شيء يمت للخدمات بصلة.حتى بلغت الأمور حدا لايُطاق مما ادى الى إنفجار إنتفاضة الشباب في تشرين 2019 تطالب بالتغيير والاصلاح ومنها تعيين رئيس وزراء كامل الأهلية والصلاحية وغير مقيد يملأ المنصب ويمارس دوره كرجل دولة لا رجل حزب أو طائفة...يعني رئيس وزراء مستقل شجاع...وهنا تسكب العبرات فسيرك البرلمان لايمر منه الشجاع ...سيرك البرلمان تأسس من مجموعة أحزاب وكتل وطوائف وقبائل وتجّار ووفق صفقات ومزادات بيع وشراء ولا مكان فيه للمخلصين ...فيه مجموعة يمشون على الحبال المشدودة والسوط بيد الشركاء والمالكين للسيرك كونهم مدرّبين جيدًا على ترويض المخلوقات المشاكسة والمضحكة والتي لاتتفق بينها .

فلا جدوى من الإنتظار ولا يمكن أن نرى رئيسا للوزراء بحجم العراق يخرج من خيمة السيرك البرلمانية... نأمل أن تُحل هذه الخيمة وتُقطّع حبالها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/06



كتابة تعليق لموضوع : تغيرت المعادلة ومازال المظلوم مهزوماً!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net