صفحة الكاتب : جعفر صادق البصري

الإشاحة عن علاقة فايروس كورونا بالجائحة
جعفر صادق البصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين رسول ربّ العالمين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

سلام عليكم إخوتي وأخواتي الأكارم وأبعد الله عنكم البلاء والوباء وغمركم بالعطف والرحمة والشفاء.
وبعد، قبل بضعة أيّام تداول بعضهم على تطبيقات الواتس آب المنشور التالي وهذا نصّه: « لقد صنّفت منظّمة الصحّة العالمية وباء (كورونا) باسم  (جائحة)، وقد ورد اسم (جائحة) على لسان آل بيت محمّد عليهم السلام، فقد أخبرونا بأنّ أتباع الدجّال سيلوّثون الجوّ طمعاً في هلاك المسلمين، لكن التلوّث سيرتّد عليهم، وأمرونا أن نلتزم (الأحلاس) أي: البيوت، كما يسمّونه اليوم هو الحجر الصحي، فقد ورد في كتاب الغيبة للنعماني عن أبي المرهف قال: (قال أبو عبد الله عليه السلام: هلكت المحاضير، قلت: وما المحاضير؟ قال: المستعجلون، ونجا المقرّبون، وثبت الحصن على أوتادها. كونوا أحلاس بيوتكم، فأنّ الغبرة على من أثارها، وإنّهم لا يريدونكم بجائحة إلّا أتاهم الله بشاغل، إلّا من تعرّض لهم). 
الغيبة للشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني203/ب11/5.
ثمّ قال صاحب المنشور:
1- المحاضير:  عليكم بالحذر الشديد  بتعاملكم اليومي.
2 - الأحلاس: هو البقاء في المنزل.
3 - (جائحة): هو الوباء ».
انتهى كلام كاتب المنشور.
ونزولاً عند رغبة بعض الأعزّة في التعليق على هذا المنشور قمت بهذه المساهمة المتواضعة وجمعتها في الصفحات الماثلة بين أيديكم الكريمة خدمة للحقيقة والنّاس وعناية لرفع الغشاوة والالتباس.
قبل البدء في مناقشة المؤاخذات الموجودة في المنشور، لا بدّ من كلمة عامّة أشعر بأهميّتها كونها تلامس واقع الحال ولها صلة بالمقال، أقول: لم يعد من الشذوذ في هذا العصر أن ترى مقالات ومؤلّفات فاقدة للطعم والدسومة فارغة من المعنى والجدوى، هي عبارة عن غثاء فكري طبيعته تفاهة المضمون وغثاثة المحتوى.
لقد سيطر على الفضاء العام أطراف وكيانات بيدها مفاتيح العالم، تعمل في بقاع مختلفة على إقصاء القيم والأخلاق وتمييع مبادئ الأديان من الاعتبار، وتجتهد بتأييد إسباغ نظام التفاهة على حركة الوجود بدلها كما يذكر ذلك الأستاذ الكندي ألان دونو في كتابه القيّم نظام التفاهة.
بلى، انتشر هذا النظام وشاع تطبيقه وكثرت بطانته، فامتطى الرويبضة صهوة قلمه وصال وجال في الميدان، وهرع النكرة والمغرض المأجور بنشر غسيلهم المسموم وفكرهم الوخيم.
في مقابل ذلك جدّت طائفة الحقّ والعدل ومحبّو الإنسانيّة والفضائل على كشف زيف أولئك وتعريتهم، وبذلت جهوداً مضنية، كان الله سبحانه في عونهم، في سبيل توعية الأمم ووقايتها من جراثيمهم وتنبيه المجتمعات لتفادي مخاطرهم.
الحقيقة أنّ الواقع بعمومه قد لا يبشّر بفجر جديد وخير قريب، ومع ذلك فإن فيه بقايا من شعلة أمل ونبض حياة، ومهما يكن الوضع فإنّ هذا لا يعفينا من الاستمرار بالقيام بمسؤولياتنا وتنفيذ ما على عاتقنا من التزامات، والسعي لتضاعف نسبة القواعد المثقّفة والطبقة الواعية في المجتمع، فبتوفّر هؤلاء تصبح مقدرة الأمّة على تشخيص الدّاء وتجاوز المحن أهون، وفرز الجيد من الرديء والحسن من السيئ أيسر.
حسناً، ممّا تقدّم نعلم أنّ الأرض سوف لا تخلو من المصلحين والمرّبين، وأنّ هذه الشريحة ستبقى ساهرة لملاحقة ومتابعة الإصدارات التافهة والموبوءة، ولذا فإنّ الذي لا يعتمد في ورقة بحثه على الآليات الصحيحة أو لا يستند في أسس طرحه وبناء موضوعه على الموازين العلمية والقواعد المنضبطة، فإنّه سيحكم على منجزه بالإعدام مؤكداً، وسيولد مشروعه ميّتاً وتبوء خطّته بالفشل واقعاً، ولا يجد لمؤلّفه مكاناً عند المحقّقين وفي عقول الواعين، فحيثما تفتقد المصداقية عند الكاتب والدّقة تضيع المقبوليّة عند أهل الفنّ وأرباب الصنعة، ومهما يحاول البعض تمرير فكرته الممسوخة وتصوّراته المشوّهة وانطباعاته المغلوطة، سيصطدم يوماً ما بمن يقف في وجه اختلاقاته، ولا بدّ أن يهيّئ الزمان من يكشف زيفه وسقطاته.
على أنّ الكتابة في موضوع معيّن فرض كفاية كما يقال، فلِمَ يتكلّف البعض- ممّن لا خبرة له كافية في المعارف الشرعية ولا طول باع في العلوم الدينية ولا دراية وافية في الموروثات الإسلامية- الخوض في مسائل ليست من اختصاصه ولا تقع تحت إمكانياته، وبالتالي يسجّل على نفسه وثيقة إدانة، ويحمّلها تبعات شطحات قلمه ومغبّة عثرات مقاله؟!
ونصيحتي للذي يرغب في التوجّه إلى مجال الكتابة والتدوين ويعزم على خوض غمار البحث ويروم سلّ قلم التنقيب، ويجد في نفسه حقيقة الموهبة والقدرة والإمكانية، فعليه أن يعلم أنّه سيواجه أثناء مشواره قضايا عديدة وضغوطاً ثقيلة ومصاعب ليست بسيطة قد تخالف أحياناً رغباته وتتصادم مع ميوله يفترض عليه تجاوزها بإنصاف ويتطلّب منه النظر إليها بحياديّة، والانتقاء من مادتها والارتشاف من عناصرها باعتدال ووسطيّة، كما يلزمه التدقيق في المنقولات بجديّة واستقامة والتحقيق في المعطيات بصدق وأمانة، وأن يجعل هدفه النهائي هو الوصول إلى الحقيقة، وهاجسه الأساسي نفع الخليقة، وغايته العظمى الإخلاص لله تبارك وتعالى.
وما بين الهاجس والهدف والغاية عليه أن يشيّد عمله بأعلى قدر ممكن من النزاهة والموضوعية ويبني إرثه العلمي، حسب استطاعته المفترضة، بجدارة ومسؤولية بحيث يكون بريئاً من التعارض وسالماً من المعايب وخالياً من التناقض.
أقدّم هذه النصيحة لكي لا يقعون فيما وقعنا نحن فيه في مرحلة الشباب وبداية التحصيل. 
بعد هذه المقدّمة نعرّج الآن على موضوع صاحب المنشور ونتناول مناقشة نقاط الضعف في بحثه وبيان مواطن الانحدار ومكامن الثلمة فيه.
مفتتح النقاش: حين شرعت بقراءة المنشور بدا لي أنّ كاتبه وفقّه الله سبحانه وتعالى نشر موضوعه بداعي الترويج لعلوم العترة الطاهرة، وبحجّة ربط المحبّين والموالين بصورة أشدّ بالشجرة المباركة، لكنّه في الحقيقة أخفقّ فيه ونقض غزله وفسخ غرضه بيده بتطبيقات عجيبة واسقاطات غريبة ومقاربات معجونة بمغالطات وأخطاء لغوية فادحة أثناء بيان معاني الكلمات ومرادف المفردات.
وفي تقديري أنّ تسرّعه وقلّة بضاعته وممارسته، وعدم أُباليّته بشروح الأحاديث، وإهماله مراجعة المعاجم والتراث، هو من جنى عليه وأوقعه في هذه الكبوة .
ولا يخفى عليكم هو بعمله هذا أعطى مندوحة للآخرين وفسحة في توجيه سهام النقد إلى جنابه، ناهيك عن عدم تقدير أتعابه، كان بإمكانه تلافي الأخطاء فيه لو سار على جادّة الطريق وابتعد عن المطبّات والمزالق.
عموماً لقد وقع الفأس بالرأس، وقام، سامحه الله وأقال عثرته، بشرح الخبر على خلاف مراده وفهم منه عكس مقصوده وحمله على غير مطلوبه، وسأذكر هفواته على شكل نقاط مبتدئاً بالتعاريف التي ذكرها ثمّ انتقل إلى بقيّة الأمور المغلوطة:
1- فسّر (المحاضير) بمعنى عليكم الحذر الشديد في التعامل اليومي.
يظهر أن الكاتب تجاهل أو يجهل الفرق بين كلمة الحذر وكلمة المحضير أو المحضار. فلا توجد علقة ومشتركات بين الكلمتين، فمن حيث اللغة فإنّ كلمة الحذر تعني اليقظة، التنبّه، الاحتراز.
راجع: الصحاح للشيخ إسماعيل بن حمّاد الجوهري:2/626/باب الرّاء/فصل الحاء/مادة: حذر، لسان العرب للشيخ محمّد بن مكرم بن منظور:4/175/حرف الرّاء/فصل الحاء المهملة/مادة: حذر، مجمع البحرين للشيخ فخر الدّين الطريحي:3/262/كتاب الرّاء/باب ما أوّله الحاء/مادة: حذر.
وأمّا كلمة المحضار فتطلق على العدّاء، والمحضير تطلق على الفرس الكثير العَدْو، ولغة تعني: شديد العَدْو.
راجع: معجم المعاني على صفحة غوغل، بحار الأنوار للشيخ محمّد باقر المجلسي:52/138، مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي:2/321.
وفي حديث الإمام عليه السلام بيّن أنّ المقصود بهذه الكلمة أولئك المستعجلون. وبهذا البيان المعصومي للمفردة المطابق للغة نستغني به عن غيره.
وقد ذكر بعض الأفاضل محتملات لمعنى المستعجلين، منها: يراد بالمستعجلين هم  المستعجّلون قيام إمام الوقت لاستلام زمام الحكم.
ومنها: يراد بهم المستعجلون لظهور إمام العصر الحجّة بن الحسن عليهما السلام والموقّتين لظهوره المبارك.
ومنها: يراد بهم من يستعجل العمل الثوري قبل تحقّق الشروط المطلوبة وقبل الأوان المضروبة، والتي حددّها لنا المعصومون عليهم السلام وسجلّوها في نصوصهم الشريفة وتراثهم.
وبالجملة: فإنّ الاستعجال بجميع المعاني المتقدّمة مرفوض مبغوض عند أئمّتنا عليهم السلام.
قال بعض الفضلاء عن ذلك ما يلي: « الاستعجال الذي حذّرت منه روايات كثيرة يوقع الفرد في المتاهات، فقد ينصر هذا على أنّه اليماني، ويقاتل ذاك على أنّه السفياني، ويصبح في دوّامة الصراعات وطاعة الآخرين بشكل أعمى، وقد يضحّي بكلّ صدق وإخلاص، ثمّ يفهم في نهاية المطاف أنّه تمّ استغلاله، وقد يموت تحت راية يعتقد أنّها الراية الموعودة، لأنّه تشبّع بفكرة قرب الظهور خلال أيّام أو شهور معدودة ».
راجع: صفحة إيليا إمامي على التيليجرام/مقال توضيحات حول رواية الجائحة.

2- فسّر (الأحلاس) بمعنى البقاء في المنازل والبيوت.
وهذا المعنى بهذا المقدار صحيح، ولو اكتفى به لما كان لنا معه أيّ نقاش فيه، لكنّه أضاف عليه معنى عصرياً فجعل معناه الحجر الصحّي.
وهنا وقع في المخالفة حيث أضاف ما لا تساعد عليه اللغة ولا يسعفه السياق. فالحِلْس لغة تعني: « كلُّ ما وَلِيَ ظهر الدابّة يوضع تحت الرَّحْل والقَتَب والسَّرج ».
بمعنى أنّها قطعة القماش التي توضع على ظهر الدّابّة قبل أن يوضع سّرج الفرس وقتب البعير.
والحلس: « ما يبسط في البيت من حصير ونحوه يوضع تحت كريم المتاع ».
راجع: العين للشيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي:3/142/حرف الحاء/باب الحاء والسين واللام/مادة: حلس، الصحاح:3/919/باب السين/فصل الحاء/مادة: حلس، لسان العرب:6/54/حرف السين المهملة/فصل الحاء المهملة/مادة: حلس.
هذا من ناحية حقيقة الوضع اللغوي للفظة الحلس، وأمّا من ناحية المجاز فهي تعني: « لزوم البيوت وعدم مفارقتها، ففلان حلس بيته: أي: لا يبرحُه، وحلِسَ الرجل بالمكان وفيه: أي: لزمه ».
راجع: المصادر السابقة، والوافي للشيخ محمّد محسن المشتهر بالفيض الكاشاني:2/452، ومعجم أحاديث الإمام المهديّ عليه السلام للشيخ علي الكوراني:1/82.
وعلى هذا فإنّ معنى هذه العبائر الآمرة بتطبيق فحواها هو: « أي: ألزموا بيوتكم وقت الفتن والاضطرابات لزوم الأحلاس، ولا تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة ».
راجع: مجمع البحرين:1/558/باب الحاء/مادة: حلس، شرح الكافي للشيخ محمّد صالح المازندراني:12/368، عوالم العلوم للشيخ عبد الله البحراني:3/434 هامش، نَفَس الرحمن في فضائل سلمان للشيخ حسين النوري:264/ب6، مستدرك سفينة البحار:2/366.
وبمعنى آخر تعني مفردة الأحلاس: النهي عن الانتماء إلى الأحزاب السياسيّة القتاليّة والانضمام إلى الحراك الثوري والقيام بالعمل المسلّح ضدّ حكّام الجور.
وعليه فإنّ ظاهر الخبر والسياق يمنعان صرفه إلى المعنى الذي ذكره كاتب المنشور.
علماً أنّ هذه المعاني الحلسيّة لا يقتصر وجودها في منابع الحديث الإماميّة، وإنّما أخرجها أيضاً الأخوة من أهل الجمهور في مجاميعهم الحديثيّة.
راجع: المسند للشيخ أحمد بن حنبل:32/432/19662 وصحّح سنده الشيخ الأرنؤوط، صحيح سنن أبي داوود للشيخ سليمان السجستاني:3/12/كتاب الفتن/2462، السنن الواردة في الفتن للشيخ عثمان بن سعيد الداني:2/79/ب22 الأمر بلزوم البيت في الفتنة/122، الفتن للشيخ نعيم بن حمّاد:280/1044، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للشيخ محمّد القرطبي:3/1216 و1246، عقد الدرر في أخبار المهديّ المنتظر للشيخ يوسف السلمي الشافعي:130/ب4/ف1/112، المستدرك على الصحيحين للشيخ محمّد الحاكم النيسابوري:4/440 وصحّحه، وسكت عنه الشيخ الذهبي.
وكذلك فسّروها بذات المعنى الإمامي فقالوا في شرحها: « أي: أقيموا في بيوتكم ولازموها ملازمة الأحلاس للأرض ولا تبرحوها في الفتنة والهرج ».
راجع: غريب الحديث للشيخ عبد الله بن قتيبة الدينوري:1/248، النهاية في غريب الحديث والأثر للشيخ المبارك بن محمّد المعروف بابن الأثير الجزري:1/423/باب الحاء مع اللام، شرح الطيبي على مشكاة المصابيح للشيخ الحسين الطيبي:12/3417/كتاب الفتن/ف2.

3- فسّر (الجائحة) بالوباء.
وهذا المعنى لا يمكن التعويل عليه، لكونه قفزاً على اللغة والتاريخ بلا موجب وبلا مبرّر، حيث لم تستعمل كلمة الجائحة في اللغة بمعنى الوباء الفايروسي، ولم ينقل التاريخ لنا أنّ استعمال الفايروسات الجرثوميّة عُرف في تلك العصور، أعني: العصر الذي صدرت فيه الرواية عن المعصوم عليهم السلام.
ومن حيث اللغة فإنّ الجائحة تعني: المصيبة، البليّة، الداهية، الكارثة، الجدبة، القاحلة.
راجع: معجم المعاني على صفحات الغوغل.
وإذا كان صاحب المنشور لم يراجع المعاجم اللغوية ليرى أنّها لم تُفسّر بالوباء، فلا يعقل أنّه لم ير ما أوضحه محقّق كتاب غيبة النعماني في هامش صفحة:203 بأنّ المقصود بها الشدّة.
قال الجوهري: « الجائحة: وهي الشدّة تجتاح المال من سَنَة أو فتنة. يقال: جاحتهم الجائحة، واجتاحتهم، وجاح الله ماله وأجاحه، بمعنى، أي: أهلكه بالجائحة ».
الصحاح:1/360/باب الحاء/فصل الحاء/مادة: جوح. ومثله في لسان العرب:2/431/كتاب الحاء المهملة/فصل الجيم/مادة: جوح.
وعبّر عنها ابن الأثير الجزري بما يلي: « والاجتياح من الجائحة: وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وكلّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة: جائحة ».
النهاية في غريب الحديث:1/312/حرف الجيم/باب الجيم مع الواو/مادة: جوح. ومثله في مجمع البحرين:2/347/كتاب الحاء/باب ما أوّله الجيم/مادة: جوح.
وكتب الشيخ المازندراني في تعريفها: « هي الشدّة التي تجتاح المال من سَنَة أو فتنة ».
شرح أصول الكافي:7/345.
نعم، الجائحة في المصطلح الطبّي تعني الانتشار العالمي لمرض جديد يتحدّى السيطرة فيشمل العديد من الدول، ويزامن ذلك عادة بأن يصبح للمرض تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية على نطاق عالمي.
لكنّ ينبغي علينا أن نفهم أنّ المصطلحات الطبيّة شيء والتعابير الشرعيّة تكون أحياناً شيئاً آخر لا يتطابق معها. إنّ النصوص المتوفّرة في المؤلّفات المتعلّقة بملاحم آخر الزمان والشأن المهدوي قد حكت لنا عن ظهور موجة مرضيّة مخيفة أكثر شدّة ممّا نلمسه الآن من فيروس كورونا، وعبّرت عنه بالموت الأبيض وبمرض الطاعون، وكذلك ذكرت الموت الجارف، ولم تشر إلى الجائحة.
أضف إلى ذلك فإنّ ممّا يتقاطع مع تفسير الجائحة بمرض (فايروس كورونا) ما وجد في مفاهيم النبيّ وعترته صلوات الله عليهم وسلامه، فقد روي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لرجل: (لا تَحِلُّ المسألة إلّا لثلاثة، لرَجُل تَحَمّل بحَمَالة حتّى يُصيبها، ورَجُل أصابته جائحة، ورَجُل أصابته فاقة شديدة).
دعائم الإسلام للشيخ القاضي النعمان المغربي:2/63. ونحوه حديث قبيصة بن مخارق في: مسند ابن حنبل:34/206 وصحّحه، صحيح مسلم للشيخ مسلم القشيري النيسابوري:3/97-98، سنن الدارمي:1/3369/باب من تحلّ له الصدقة، سنن أبي داوود:1/37/ب27/1640.
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: وقد تبع جنازة فسمع رجلاً يضحك فقال عليه السلام : (كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، وكأنّ الذي نرى من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، قد نسينا كلّ واعظ وواعظة، ورمينا بكلّ جائحة).
نهج البلاغة:4/28/حكمة:122، البحار:78/268/ب7/27 وفيه بعد عبارة نأكل تراثهم: كأنّا مخلّدون بعدهم.
وقال الشيخ المجلسي معلّقاً: « وقال في النهاية: الجائحة هي الآفة التي تهلك الثمار والأموال، وتستأصلها وكلّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة ».
البحار:78/268. 
وروى بشر بن حذلم خطبة الإمام السجّاد عليه السلام في المدينة المنوّرة بعد رجوعه من فاجعة كربلاء، قال: وكان عليّ بن الحسين عليهما السلام داخلاً ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة، وارتفعت أصوات النّاس بالبكاء، وحنين الجواري والنساء، والنّاس من كلّ ناحية يعزّونه، فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة فأومأ بيده أن: اسكتوا، فسكنت فورتهم، فقال عليه السلام: (الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدّين، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بعد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاضعة، الكاظة الفادحة الجائحة، أيها النّاس إنّ الله- وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزية، إلى آخر ما جاء في الخطبة).
البحار:45/148/ب39/1، عوالم العلوم للبحراني/الإمام الحسين عليه السلام:448.
وما روي في دعاء للإمام موسى الكاظم عليه السلام جاء فيه: (إلهيّ، كم من عدو شحذ لي ظُبَة مُدْيَته، وأرهف لي سنان حدّه، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عنّي عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمّات الجوائح، صرفت ذلك عنّي بحولك وقوتك لا بحولي ولا بقوتي).
راجع: الأمالي للشيخ محمّد بن علي بن بابويه القمّي الملقّب بالصدوق:459/المجلس الستون/ح2.
وفي أحاديث مصادر أهل الجمهور وردت كلمة الجائحة بمثل هذه المعاني.
راجع: مسند ابن حنبل:33/234 وحسنّه، وسنن الدارمي للشيخ عبد الله الدارمي:2/252/باب الجائحة، سنن أبي داوود:2/138-139/ب24 في وضع الجائحة/3469-3472.
وعلى أيّ حال فلو تساهلنا ووافقناه بإمكان تفسيرها بالوباء، فإنّ السياق يأبى علينا قبول ذلك ويقف حجرة عثرة أمام تبنّيه، لأنّ أجواء الحديث وفضاء الحوار ومفردات التعبير كانت عن المعارضين والمتسلّطين ولا شيء غير هذا، فلاحظ.
والذي يزيدنا قناعة بما ذكرناه هو أنّ نفس مضمون الخبر أخرجه الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي وفيه بدل كلمة الجائحة كلمة المجحفة، ومعناها الداهية والبليّة. وإليكم نصّ الخبر:
عن أبي المرهف عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الغبرة على من أثارها، هلك المحاضير، قلت: جُعلت فداك وما المحاضير؟ قال: المستعجلون. أما إنّهم لن يريدوا إلّا من يعرض لهم.
ثمّ قال: يا أبا المرهب! أما إنّهم لم يريدوكم بمجحفة إلّا عرض الله عزّ وجلّ لهم بشاغل.
ثم نكت أبو جعفر عليه السلام في الأرض، ثمّ قال: يا أبا المرهف! قلت: لبيك قال: أترى قوماً حبسوا أنفسهم على الله عزّ ذكره لا يجعل الله لهم فرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجاً).
روضة الكافي:8/273-374/411.

4- ذكر أن أهل البيت عليهم السلام أخبرونا أنّ أتباع الدجّال لعنه الله ولعنهم سيلوّثون الجوّ طمعاً في هلاك المسلمين، لكن التلوّث سيرتّد عليهم.
أقول: هذه الاستفادة من الخبر موضوع البحث بوجود أتباع الدجّال غريبة، حيث إنّ لسان الخبر يتحدّث، كما أسلفنا، عن المتسلّطين الطغاة، لا عن أتباع الدجّال التي ستدخل في طاعة الدجّال وتندرج في زمرته يوم خروجه في عصر الظهور، وبالتالي فإنّ الاستفادة فاسدة، فتأمّل.

5- ادّعى الكاتب أنّهم سيلوثون الجوّ.
وهذا الادّعاء لا دليل عليه، فلا نصّ الخبر يتكلّم عن تلويث الجوّ، ولا ظاهر متنه يوحي بذلك، ولا توجد قرينة تساعد على تبنّي هذا الزعم.
لقد أراد المعصوم عليه السلام بحديثه عن (الغبرة) وفي بعض النسخ والمصادر (الفتنة) بدل الغبرة، الإشارة إلى إحْداث رتل المعارضة المسلّحة الاحتكاك مع الحكّام العتاة، وإشْعال فصيل الحراك الثوري الاشتباك مع المتسلّطين الطغاة، ويدلّ على ذلك ما حكيناه آنفاً، وكذلك عنوان الباب الذي في غيبة النعماني وغيره، الذي لم يلتفت إليه الكاتب بحسب الظاهر، فقد عنونه الشيخ النعماني هكذا: ما روي فيما أمر به الشيعة من الصبر والكفّ والانتظار للفرج، وترك الاستعجال بأمر الله وتدبيره.
ويعضد ذلك ما ذكره المجلسي في شرحه للخبر، قال مبيّناً: « أي: يعود ضرر الفتنة على من أثارها أكثر من غيره، كما أنّ بالغبار يتضرّر مثيرها أكثر من غيره ».
البحار:52/132.
وما أوضحه الفيض الكاشاني قال: « والغبرة: الغبار. والإثارة: التهيّج.
كأنّه مثل يُضرب لمن يسعى فيما يضرّه، يعني: أنّ ما يصيبهم من أعدائهم ليس إلّا بسبب مبادرتهم إلى التعرّض لهم ».
الوافي:2/429.

6- لا توجد في الخبر إشارة تشعر بأنّ سبب تلويث أتباع الدجّال للجوّ هو طمعهم في هلاك المسلمين، وإنّما وردت في عبارة أنّهم: (لا يريدونكم بجائحة إلّا أتاهم الله بشاغل، إلّا من تعرّض لهم).
وقد مرّ بنا معنى الجائحة، إذن يكون المعنى هكذا: إنّ الله عزّ وجلّ سيشغل المتسلّطين ببعض القضايا حين يعتزمون الإيقاع بالمؤمنين الصابرين والكيد بهم، وسينجّي سبحانه المؤمنين من فخاخهم.
وقوله عليه السلام: (إلّا من تعرّض لهم) يعني إذا قام الثائرون على المتحكّمين وتعرّضوا لمكافحتهم بعمل مسلّح وحراك عسكري، فإنّ الضمان الإلهيّ بإبعاد كيد الأعداء عنهم يعدّ ملغى ومجمّد المفعول.
بل العبارة توحي بعدم رضائيّة المعصوم عمّا يقومون به من تسرّع ومخالفة لوصاياه، فحقّق النظر فيما وراء السطور تجد صواب ما ذكرناه.
ويُلاحظ أنّ العبارة في خبر الكافي أكثر وضوحاً ومفادها أكثر دقّة وتفصيلاً، قال عليه السلام: (أما إنّهم لم يريدوا إلّا من تعرّض لهم).
قال المجلسي موضّحاً: « أي: خلفاء الجور والمخالفون لا يتعرّضون للقتل والأذى إلّا لمن عرض لهم وخرج عليهم، أو ترك التقيّة التي أمر الله بها »
مرآة العقول:26/280.
وعلّق بعضهم على عبارة خبر النعماني بقوله: « أنّ الله تعالى ضمن لكم الحفظ والصيانة أمام الجوائح بشرط أن لا تعرضّوا أنفسكم للأذى، ولا تدخلوا كلّ مصارعة وترموا بأنفسكم في كلّ حدث، ومن يصنع أزمة ستعود نتائجها عليه، فلا تبادروا لصنع الأزمات، أو تكونوا وقوداً لمواجهات غيركم.
ويبقى أن نشير بأنّ هذا الأمر مختلف عن موضوع الدفاع عن النفس والدّين والعرض الذي تتكلّم عنه روايات أخرى، لكن المهمّ أنّ لا تتحوّل الطائفة الإثني عشرية المنصورة إلى فكر زيديّ قائم على الاقتتال في كلّ الأحوال ».
راجع: راجع: صفحة إيليا إمامي على التيليجرام/مقال توضيحات حول رواية الجائحة.
7- الكاتب فَهم من عبارة: (إلّا أتاهم الله بشاغل) أنّ مقصودها هو أنّ التلوّث سيرتدّ على أتباع الدجّال.
لكن إذا نظرنا للفقرات وعدنا لما بينّاه أعلاه فإنّ النصّ يفيد عكس المقصود، نعيد صياغة المعنى بعبارة أخرى نقول: أنّ الربّ العظيم سيلهي هؤلاء المتسلّطين، عندما يقرّرون الوقيعة بالمؤمنين الصابرين، بأمور وقضايا تجعل اهتمامهم ينصبّ عليها، أو يبتليهم بمشاكل ومصاعب تجبر طاقاتهم بالانصراف إلى إيجاد حلول لها.
وفي خبر الكافي العبارة هكذا: (إلّا عرض اللَّه تعالى لهم بشاغل). 
قال الفيض الكاشاني وهو يعقّب على العبارة: « كلّما أرادوكم بسوء شغلهم اللَّه في أنفسهم بأمر ».
الوافي:2/43.
ومن هنا يتّضح أنّ هذا الفهم منه محض استنتاج هابط لا صلة له بالمقصود لا من قريب ولا من بعيد.
وتجدر الإشارة إلى أنّي لم أفهم ماذا يقصد كاتب المنشور بالضبط من كلمة (سيرتدّ) هل يقصد أنّ فعلهم سيرتدّ عليهم من دون إصابات في المسلمين أم يقصد أنّ الفايروس سيصيب المسلمين أوّلاً وسيعود عليهم ثانياً؟
وكيف كان، فمن المؤكد أنّه على المعنى الأوّل باطل بلا مرية وجدال، لأجل أنّه أصاب الكثير من بلاد المسلمين ومدن المؤمنين. وادعوا الله الرحيم لهم بالعافية والشفاء التامّ.
نخلص من كلّ ما تقدّم أنّ أدلّة كاتب المنشور ضعيفة ومطالبه ركيكة وإثباتاته مخدوشة، لم تصمد أمام النقد والغربلة، وباءت بالفشل في الوصول إلى نتيجة مرضية، وبالتالي فإنّ مطابقته لا نصيب لها من الصحّة.

مسك الختام كلمة موجّهة لبعض الأخوة والأخوات رعاهم الله وسدّد خطاهم وأصلح عاقبتهم من الذين ظهروا على الفضائيات أو تحدّثوا عبر البصمات الصوتية (المسجات) وشغلوا النّاس وأنفسهم بكتابات رخيصة وتنبؤات
هزيلة واستنتاجات عليلة، أقول لهم أخواني وأخواتي: ارحموا أنفسكم وارحموا النّاس من هذا التخبّط والتخليط، كفاكم التعاطي مع الأزمات والمستجدّات بهذا النمط الغير الموافق لمنهجيّة أهل العصمة والغير المرضي عند مدرسة أهل البيت بطبيعة الحال.
لقد صدّعتم عقول البسطاء ببعض الأحاديث المتهالكة وبعض الأخبار الساقطة المستندة على مصادر غير معتمدة أو مجهولة.
أتمنى منكم أن تسمعوا وتعوا وتراجعوا أنفسكم وتتداركوا أخطاءكم، فوالله العليّ العظيم يعزّ علينا أن نرى في الطائفة الراقية المُمنهجة من يسلك الطرق الملتوية، ويتّسم مسلكه بالعبثيّة، وينهل من المناهج المعوجّة ويكرع من العيون الكدرة لنصرة فكرته الشخصيّة، علينا التثبّت والتحقّق والرجوع إلى المصادر المعتمدة والمنابع الموثوقة والأشخاص الثقاة الورعين المتثبّتين من أهل العلم والاختصاص والدراية. 
أعزّائي أين أقوال أهل العصمة المتضمنّة حديث تدريه خير من ألف ترويه، واعقلوا الخبر عقل رعاية، وكونوا نقّاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت بآية، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه؟
فوا أسفاه هل القضيّة عند بعضكم أصبحت عبارة عن مشتهيات ونوازع ورغبات، يبحث فيها عن طرق للشهرة وجادّة للوجاهة، ويفتّش عن وسائل تعطي انطباعاً عند غيره أنّه من الموالين البررة المتمسّكين بحديث العترة؟
هل تشنيف الأسماع بإطراءات المديح أضحت تهمّ الموالي أكثر من وصايا قادته وتعاليم أولياء دينه؟
أحبّائي الدعوة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام لا تتمّ عن طريق المغالطات الفاضحة والأخطاء الفادحة، ولا تنهض باحتضان منهج قشريّ حشوي، ولا تتحقّق غاياتها الحقّة بواسطة استفزاز النّاس واللامسؤوليّة وإيقاعهم في حيص بيص.
أرجو أن لا تضعوا في حسبانكم أنّي أقصد بهذه الكلمات جرح الخواطر، وإنّما هي زفرة محبّ غير شامت مشفق عليكم من يوم الحساب.
هدانا الله وإيّاكم لما يحبّ ويرضى بجاه الحبيب الأمين وعترته آل يس.

جعفر البصري
26:3/2020 م.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر صادق البصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/28



كتابة تعليق لموضوع : الإشاحة عن علاقة فايروس كورونا بالجائحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net