صفحة الكاتب : احمد الخالصي

(كورونا ) خارج المجهر
احمد الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس كل تطورٍ يؤدي لتقدم إيجابي، هذه مغالطة ترافق كل مراحل التقدم على مختلف الأصعدة، فالإنتقال من طور لأخر لايضم في ثناياه حتمية الأحسن، فالأمر مجرد حركة ديناميكية تحتمل الحدين، أفضل وأسوء.

ولا أُريد الخوض في كورونا من الناحية السياسية والتي سأكتفي بالقول بأنه يشابه لحد ما تطور السلاح الناري (مثال لما ذكر في البداية أيضًا)، وهو ضمن السلسلة المكملة للحروب العالمية، التي عمد صانعوها منذ ذلك الوقت وللآن للتذرع بالحجج بل وفي صنعها (من عهد الاغتيالات لعهد تناول حساء الخفاش) ، لتغطية السبب الحقيقي الذي دائمًا ماكان ثنائيًا (عقائديًا ،أقتصاديًا)،
و مهما كانت البواعث في خضم إحتدام الصراع الحالي بين العرقين (الأصفر والأبيض)، فهي نتاجٌ أعتيادي للتطور التقني والتكلنوجي المستمر،
وبالعودة لإطارها كأزمة فهذا من شأنه أن يضعها في قطب معادلته، وفي هذا الصدد يقول انطونيو نيغري ( أن الأزمة ليست نظير التقدم بل هي صورة ذاته)،

لأن التقدم لايقوم على أساس جديد بقدر ماهو إعادة هيكلة الموجود برؤى حديثة، والتي تبقى دائمًا جزئية، مما يترتيب تقدم للجزء الذي شُمل وإهمال للباقي ، كما أن هذه الحركة المستمرة لما يطلق عليه بعجلة التقدم أمست تدهس الثوابت الفطرية للإنسان (الجزء المهمول) والتي تغذي تعامله الحسن مع الأخرين، عبر التحجيم المستمر له بالمنفعة الشخصية فقط، وأدلجة كل مفاصل الحياة لصالح الرأسمالية، والأهتمام بتطوير الوسائل (الآلات) وإهمال الغايات (الناس) بل وصل الأمر لتدجين الغاية من أجل الوسيلة، فتقدمت التكلنوجيا وكل مفاصل الحياة (وهذا أمر إيجابي) ولكن بمقابل ذلك فأن الأخلاق الإنسانية في إنحدار ( وهذه أزمة)، و هذا مايفسر المفارقات الحاصلة بين الدول المتقدمة وبين الدول النامية، فنجد أن الأخيرة أكثر تعاضدًا وتكافلًا من الأولى التي تحتاج دائمًا للتدخل الحكومي في ظل غياب المبادرات الشعبية العامة، بل وأمتد لما بين المدينة والقرية داخل الدولة الواحدة، أي أينما حل التقدم.

اليوم بات لزامًا علينا أن نعي أن أستمرار التقدم بجزئية الوسيلة وقد يشكل علينا البعض بأن الإنسان ناله التطور، وهذا ما لايُختلف عليه لكنه تطور لصالح التأقلم أي ليكون أهلًا لأستخدام الوسيلة ولا أُريد الخوض في الإعلانات المستمرة التي ترافق عملية التدجين هذه والتي تنصرف لعملية اقتصادية بوسائل نفسية، فلو قصدنا تطور الإنسان لذاته لما آل الى هذا الانحدار وأبتكر لنا قنبلة نووية وانشغل بتجريب كورونا، فبلا شك أنه (أي الأستمرار) هذا الوضع على ماهو عليه يجعلني أشعر بفرحة أنني قد لا أعيشُ لزمن تبلغ فيه الحرب البيولوجية مداها فأشهد هورشيما بحلة مختلفة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/01



كتابة تعليق لموضوع : (كورونا ) خارج المجهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net