صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدسة أنا بخير..
علي حسين الخباز

استجبت أخيراً لهذه الدعوة التي أجزم أنها لن تمر بسلام، فأكاد اقرأ الوجوه، واعرف سبب تواجد احمد ابن عمي في هذه الدعوة العائلية التي يفترض ان تكون لأبناء البيت فقط؛ كي لا تتقيد النساء في لبس العباءات في هذا الجو الساخن فعلاً.
أعتقد أن الأمر لم يكن مجرد دعوة غداء، بل سيذهب الأمر الى اشياء اخرى تزعجني، ولهذا صرت استعجل الخروج، وأنادي على ابني بين لحظة وأخرى؛ لكي نذهب، واكتشفت أخيراً أنهم أعدوا العدة لكل شيء.
صحت بهم:ـ ما الأمر؟ قالوا:ـ لا شيء..!
أجبتهم:ـ كيف لا شيء.. وكل شيء هنا يدفع للريبة والشك..؟ لماذا اشعر اني غريبة بينكم، ولا غريب بيننا سوى هذا ابن العم الذي اصبح كابوساً يهدد آدميتي.. هذا ابن العم الذي وضب أموره وجعل الجميع ضدي حتى أبي وأمي وأخوتي واخواتي.. لماذا كل ذلك من اجل احمد، من اجل ابن عم يقال انه ميسور الحال؟
وما شأني انا؟ لقد طلب يدي في اكثر من مناسبة ورفضت.. فماذا يريد؟ صرخت بغضب:ـ ابعدوا احمدكم عني وعن بيتي.. قالت أمي:ـ لا تكبري الموضوع، فنحن اجتمعنا لنطمئن عليك وعلى حياتك، ونسألك عن اوضاعك وكيف حال ابنك؟ أليس من حقنا أن نسأل عنكما؟ أليس من حقنا أن نقلق عليك وأنت ابنتنا؟ قلت:ـ الحمد لله انا بخير وعافية، وابني يكبر ويكبر وسيصبح رجلاً..
قال ابن عمي احمد:ـ ألا يسألك اين أبي؟. نظرت بوجوه اهلي المبتسمة لهذا الاحراج المقصود.. قلت:ـ نعم ابني يسألني عن كل شيء، وأنا اخبره بكل شيء، وسأخبره بكل ما يسأل، ليس لدينا ما نخجل منه.
قال ابن عمي احمد:ـ هذا الطفل مسكين يتيم بلا اب يستحق الرعاية.
اجبته:ـ نادِ عليه واخبره ان استطعت قل له انت يتيم، لترى كيف سيصرخ بوجهك: لا.. انا ابن شهيد، وافتخر اني ابن شهيد، سيقول لكم جميعا: دعونا نعيش بسلام، سيقول لكم: مستحيل ان يكون لي اب آخر غير أبي كاظم.
نعم.. هو يفتخر باسمه، ويكرر انا السلام كاظم.
قال أبي:ـ انا قلبي معك يا ابنتي، لكن عليك ان تعرفي انك امرأة أرملة في كل القياسات.. صحت باكية:ـ ابي كفوا عني ارجوكم، انا امرأة استشهد زوجها، فهي ليست ارملة بقياسات الله تعالى انها زوجة شهيد.
قالت اختي الكبيرة:ـ ان كانت زوجة ميت او شهيد.. المهم انها الآن تعيش وحيدة بلا معيل وبلا سعادة حقيقية.
قلت لها:ـ انت لك زوج وبيت وأطفال، ولك مشاكل صارخة كل يوم في حياتك، ولولا تدخل عقلاء الاهل لكنت مطلقة وأكثر من مشكلة.. لك حياتك لا شأن لي بها، لا تحاولي أن تفرضي عليّ أحمدَ في كل مرة، انا ما تدخلت يوما بحياتك، امرأة اعيش في بيت شهيد، كل شيء يحمل الود والمحبة والاحترام، وكبر في بيتي ابني (السلام) الذي يفتخر بأن يضع الالف واللام امام اسمه هذا السلام الذي هو امامك يلعب مع الاطفال، هو رجل البيت، هو أبو بيتي ومعيلي، يكفي انه يحمل انفاس (ابو السلام).
من يسعى الى تزويجي من احمد او غير احمد متجاوز على حكمة الله التي شاءت ان يكون رحيل زوجي حياة، حياة تنمو وتكبر.
قال أبي:ـ لك ابن عم يقدر هذا الوفاء وهذه العاطفة الجياشة، يحترم فيك هذا الوقار وهو ابن عمك، وليس غريبا عن هذا البيت، ولذلك سيكون ابنك في احضان أب. شعرت بالعجز تماما عن مجاراة حوار عقيم قلت:ـ اسالوه هل يرتضيه زوجا لأمه.. لا يا أبي، انا اعرف انه رجل ميسور الحال، ويستطيع ان يوفر لي ماديات حياة شرهة، لكنه سيعجز ان يبني بيتا فيه السعادة التي عمرها الشهيد كاظم في بيته.. انا لا احتاج المال يا أبي، عندي راتب زوجي، ومحبة ابيه وأمه وإخوته وأخواته وناسه كلهم يحترمون حياة ابنهم كاظم في بيتي، يدركون معنى ان اقول لهم كل صباح.. يسلم عليكم كاظم ويقول انا بخير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/11



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة أنا بخير..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net