صفحة الكاتب : زياد السلطاني

من السور العظيم إلى واشنطن ... كرونا باقي ويتمدد...
زياد السلطاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما إن أخذ العام المنصرم يلفظ أنفاسه الآخيرة، حتى بدأت أزمة جديدة تلوح في الأفق، أزمة لم يعهدها العالم الحديث من قبل، هي ليست حرب حارة او أخرى باردة، فايروس وبائي، بالعدوى انتقالي، يختار ضحاياه بعناية فهو لا يفرق بالتقوى بين عربيا او أعجمي، مسيحي او يهودي، محلد او مؤمن، الكل عنده سواء.

 

أخذ الوباء يفتك بأصحاب السور العظيم، تجاوزهم أجمعين فأنتقل إلى القارة العجوز مرورًا بالشرق الأدنى كما يحلو للدول التي تدعي التطور ان تصفه، صال وجال في مشارق الأرض ومغاربها، اكتظت المستشفيات، أغلقت كافة الأماكن التي دائمًا ما تتسم بالتجمعات.

 

صار السعال تهمه و العطاس أزمة، فلا عاصم اليوم بين النفس وما يفنيها غير الذي نفخ الروح فيها، صار في العزله النجاة وفي الالتقاء هلاك، خلت الطرقات، شحت الأسواق، بارت السلع، انتشر الهلع.

 

سبحانك إلهي وكأنك تنذرنا، وكأنك تحذرنا، فلا عاصم اليوم عن قضاؤك، ولا مفر من ابتلاؤك، فايروس لا يرى حتى بالعين المسلحة، قد فعل ما نره اليوم، فما بالنا يوم ينفخ بالصور، يوم لا ينفع مالًا ولا بنون الا من اتاك بقلبٍ سليم.

 

من كان يتوقع ماحدث بين ليلية وضحاها، حتى اكثر المتشائمين، هل توقع ان تنعدم الحركة في باريس، ان يعزف الناس عن التجوال في برلين او ان تكون الحركة في بروكسل مقيدة، هل يعقل ان تنام مدريد قبل حلول الغروب.

 

وفي غمار كل هذا، انبرى اهلنا في العراق، كالفارس الشجاع وقت الهيجاء، فكان سند وظهير لاخيه العراقي، ذلك يوزع المساعدات، والآخر يطعم، كلهم عطاء، آخذ العالم اجمع يتعلم من اهل العراق الكرم، وصار تحدي الفيروس تحدي للكرم والشجاعة، كيف لا وأهل العراق هم أيقونة للكرم.

 

كثرت حملات التكافل الاجتماعية، فكان وقت المحنة وقت أهل العراق، بوركتم وبوركت سواعدكم بما كسبته أيدكم أيها الإبطال، فما هذه الأزمة الا إختبار جديد لكم، اختبار جديد لكرمكم، فكما تعودتم العطاء ها هو اليوم يتحول رسميًا أيقونة لكم .

 

اليوم أجزم ان ما نزل على نبينا وحبيبنا من الله هو لكم على وجه الخصوص، مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زياد السلطاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/15



كتابة تعليق لموضوع : من السور العظيم إلى واشنطن ... كرونا باقي ويتمدد...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net