صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

مسألة الحجاب..شبهاتهم وتساؤلاتنا ـ الجزء الثاني
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أدب الإختلاف وحرية المعتقد عند بعض الأكادميين هو إلغاء الآخر وحتى التحريض عليه. خاصة مع وجود البيئة الحاضنة للفكر المنحرف والمنسلخ عن آدميته، بإعتبار أن الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره. البيئة الحاضنة تكون أحيانا الأسرة والصدقاء الذين لهم نفس التوجهات ويعانون من نفس العقد والإحباط. خصصت الأكادميين بالإشارة لأن على عاتقهم تقع مسؤولية بناء الأمم، وهذه لاتكون دون بناء المجتمع الواعي. وحتى التلميذ في المرحلة الأساسية يعرف أن الفرد الواحد هو بذرة ونواة المجتمع. إن صَلُحَ هذا الفرد الواحد، صَلًحَ المجتمع وإزدهرت الأمة، وكان لها موطأ قدم بين الأمم المتحضرة. والعكس بالعكس. هذه مقدمات ونتائج لاتحتاج إلى فلسفة سايكولوجي ولا منظر سياسي ولاباحث سوسيونوم. من نافلة القول أن بعض الأكادميين الذين يشتهرون بالتدين لايُستَثنَوْنَ من هذه الإشارة. كتبنا عن ذلك وسنكتب أن شاء الله تعالى. واقعا صدمت حينما قرأت مقالاَ لأحدهم يدعو لمحاربة الحجاب، ويدعو ويساند كل من يقف ضد الحجاب وقد قسّم المجتمعات حسب مزاجه (الأكاديميي العلمي) إلى مجتمعات يجب ان تكون خالية من الحجاب. وغدا خالية من الصلاة والصوم وبعد غد خالية من الدين. البداية تكون مع الإسلام،لأن الموديل والموجة الآن محاربة الدين الحنيف. وماعلينا إلاّ أن نتماشى مع الموديلات الحديثة وإن شوهت وجوه الشباب وجعلتهم يعبثون بلحاهم وشواربهم. وكذلك الموجة، فعلينا ركوبها ليشهد لنا عند الأمير مَن يرانا لها راكبين.

كلُّ مَن ركب موجة الباطل كبا. لأن الله هو الحق المبين وهو الحق المطلق. والله هو الذي يدافع عن دينه ولو كره السايكولوجيون والمدلسون. البداية مع الدين الحنيف وغدا مع تعاليم المسحية وبقية الأديان السماوية. يعني محاربة الله تعالى من باب الحجاب. نحن من يطالب بالدليل على إعاقة الحجاب لحركة المجتمع. والقسم الثاني هو مجتمعات لاإعتراض على الحجاب فيها. هذا شيء عُجاب لم نسمع به من قبل. متى ـ ياباشا ـ قُسِّمت المجتمعات على أساسٍ طائفي عنصري مقيت وبغيض. متى كانت المدنيّة والتحضر تعني إلغاء الآخر،وربما نفي المحجبة الى بلد الحجاب. لماذا يادكتور؟

لأن جناب الدكتور المحترم ينزعج من منظر الحجاب!!!

أتمنى أن لاينزعج أحدا مني كي لايلغِني او ينفِني من الأرض.

ذات الشيء حصل معي أيام الدراسة في الجامعة، حيث ناقشتني إحدى الزميلات المحترمات حول عضوية لبنان في الجامعة العربية، وقالت حينها ان لبنان ليس بلدا عربيا. إبتسمتُ للوهلة الأولى وحسبتها مازحة، وعندما رأيت أمارات الجد على قسمات وجهها، إستفهتها بكيف. فقالت نعم أستاز شو مابتعرف انو لبنان بلد مسيحي!!! سمعها استاذي وضحك عاليا وقال: ياستي شو علاقة الدين بالعروبة.

لبنان بلد عربي وان كان سكانه مئة في المئة مسيحيين. القومية شيء والدين شيء قالها الأستاذ وانصرف. كذلك الحجاب.. هل يكرم المرء أو يُهان بما على رأسه!!!

السؤال..

لماذا يركز هؤلاء على مسالة الحجاب حصرا، دون غيره من الأحكام. مثلاَ لايطلبون الدليل على الصلوات اليومية، ولماذا صلاة المغرب ثلاث ركعات مع أنها قريبة زمنا من صلاة العشاء الأخير التي هي اربع ركعات. القرآن الكريم لم يذكر عدد الركعات. أليس هذا أولى بالدليل من الحجاب، آية الحجاب واضحة وصريحة ومفهومة!!!

لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوا، وليسوا بصدد معرفة ذلك البتة. هذا لايعنيهم لأنهم لايريدون معرفة الحقية، وانما محاربتها. هم فقط يمتازون بالتهريج والتحريض وللأسف الشديد. إذن لماذا الحجاب تحديدا؟؟؟؟

الجواب.. هو أن الحجاب هوية وشخصية. الصلاة ربما نصليها في البيت أو المسجد ولايرانا مَن لايَرانا. الحج اشهر معلومات والصيام أيام معدودات وتنتهي على اية حال. الصيام لايبين، والحج في مكة وعرفة ومنى والمشعر الحرام. بضعة أيام وينتهي الأمر. لكن الحجاب يتحرك في كل مكان، وهذا ما لايريده هؤلاء. لايريدون مشاهدة الهوية صباح مساء فهم عبثا يجتهدون في محاولة طمسها ـ الهوية ـ. اليوم وفي هذا العصر تحديدا أصبح معيبا ومخزيا، المناداة بإلغاء الحجاب ومحاربته، لأننا نزعم أننا في رقيّ لم نشهده من قبل. الآن أيها السادة تحرضون على إلغاء الحجاب!!!

نحن في عصر الحجاب كما أننا في عصر النظافة..

مَن كان يظن أن شعوب المعمورة تولي الطهارة والنظافة هذا الاهتمام الذي نشهده اليوم.

كنت أقول لأصدقائي وضيوفي الأوربيين أن يغسلوا أيديهم قبل الأكل وبعده، لأن الشياطين تجتمع على اسطح اليدين، فكانوا لايفعلون ذلك، ويقولون نكتفي بالمسح بالمناديل الورقية( الفوطة). اليوم.. إتصل أحدهم بي وقال بأنه اشترى أنواعا لاتعد من المنظفات والمطهرات.

مَن كان يظن ذلك. لفت إنتباهي مقطعا إنتشر لمنظمة الصحة العالمية وهي توضح كيفية غسل اليدين بشكل جيد. بشكل جيد، هو نفسه عندنا، تخليل الأصابع عند الوضوء. منظمة الصحة العالمية توصي بالنظافة ـ أصلاَ هذا الفيروس هو فيروس القذارة، عافاكم الله وأجلّ شأنكم ـ، والإسلام جعلها من الإيمان. منظمة الصحة العالمية توصي بغسل اليدين جيدا عدة مرات في اليوم وعند ملامسة الاسطح. والإسلام يؤكد أن الوضوء على وضوء، نورُ على نور. ويستحب الوضوء عند الخروج من المنزل وعند الأكل وعند النوم. بل يستحب الكون على الطهارة دوما. أليس الوضوء في الإسلام هو غسل أسطح الوجوه واليدين وحتى باطنهما وتخليل الأصابع!!! ويستحب قبل الشروع بالوضوء تخليل الأسنان وإستنشاق الماء ثلاث مرات. وهذا ثابت عند الأطباء أنه مقاوم للبكتريا ومكافح للإنفلونزا وميكروبات الجهاز التنفسي. أجار الله القاريء الكريم وإن كنا نختلف تماما مع هذا القاريء الكريم المحترم. أن نختلف لايعني أننا نتمنى السوء لأحد لاسمح الله. إن إختلفنا في كل العقائد والأديان والمذاهب ـ حتى السياسية منها ـ فنحن أخوة في الخلق لأب واحد وأم واحدة، وربّ واحد، وإن نكره الناكرون لفضله ورحمته التي وسعتهم كذلك، لكنهم تمردوا عليه وقابلوا النعم بالجحود، وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

لقد كتبنا سابقا بعض الأبيات منها:

قال الوالدُ ذات يومٍ للولدْ

قُمْ يابُنيّ وَتَوَظأْ

وَإقرأْ إنْ شِئْتً دَوْماَ

ألَمْ نَشْرَحْ لكَ صَدْرَك

وعٍندَ النومِ فإقْرَأْ

ثلاثاَ،

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ

دمتم جميعا بخيرٍ وعافية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/17



كتابة تعليق لموضوع : مسألة الحجاب..شبهاتهم وتساؤلاتنا ـ الجزء الثاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net