صفحة الكاتب : عباس البخاتي

الدراما العراقية إرهابٌ من نوعٍ آخَرْ
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرة هي التحديات التي تواجه الانسان خصوصا من عقدَ العزم على خوض غمارها.
يأتي مفهوم الابداع في طليعة التوصيفات التي تجعل الانسان على استعداد دائم لتهيئة الاسباب المؤهلة لنيل هذا اللقب الكبير ولهذا يجب عليه توطين نفسه ليكونَ على قدر التحدي.
ليس من السهل ان يقال عن زيد مبدع، إذا ما عرفنا إن الإبداع نتاجا لتفاعل عدٌة عوامل عقليّة وبيئيّة واجتماعيّة و شخصيّة، وينتج هذا التفاعل بحلول جديدة تمّ ابتكارها للمواقف العمليّة أو النظريّة في مجال معين.
اعتاد الفهم العام للمزاج العراقي على ربط مفردة الابداع بما عليه اهل الادب والشعر وسائر المجالات، إلا أن مساحة الفن والتمثيل اخذت الحيز الاوسع من دلالات هذا التوصيف حتى صار من البديهي ان يبادر الذهن البسيط لاستحضار صورة الفنان والممثل عند تداول هكذا مفردة.
يتحمل مستوى الإدراك المعرفي لطبيعة المجتمع، مسؤولية كبيرة في إلصاق بعض الالفاظ على شريحة واسعة من ارباب المهن والحرف بغض النظر عن مدى اهليتهم لحملها، كون بعضها ينحصر تقييمه في اهل الاختصاص حتى صار حكرا لهم دون غيرهم واصبح تناول اي منها من خارج الوسط المعتاد خروجا عن سياقات التخصص وتمردا على المألوف، حتى وان كان ذلك العمل يمس اهم ركائز المجتمع القيمية ويستهين بالذوق العام، ويتناول شريحة كبيرة من شرائح المجتمع بالانتقاص وجعلهم مادة لاضحاك الاخرين.
الذاكرة العراقية وبصورة مفاجئة خرجت من حالة الكبت المطبق بحيث اختزنت في زواياها مشاهد النسر وعيون المدينة وشخصية رجب بائع الباقلاء، مرورا بعالم الست وهيبة وغيرها التي يحاول القائمين عليها باظهار شخصيات تحسب على وسط معين، لا تجيد غير لغة الهزل وتتصف بالغباء وتمتهن الإجرام وتتصرف باللامبالاة وهذا واضح من خلال الأدوار المؤداة في هذه الاعمال والتسميات التي تطلق على شخوصها.

حيال هذا الواقع صار مألوفا لدى المتلقي انه لا مجال للتفكير بمشاهدة اعمال، تعكس الوجه الاخر لتلك الشريحة التي أريد لها ان تكون كما هي وكأن المنتج ينوي ترسيخ فكرة يخاطب بها الرأي العام ان هؤلاء هذه طبيعتهم وهذا مزاج تفكيرهم وانهم ممن يصعب عليهم التصدي لمجالاة الحياة الاخرى، كالطب والهندسة والسياسة بل ان شخصية "المطيرجي وزامل شقاوة ووهيب الشرطي وحجية فتنة" هي انعكاس لواقعهم الحقيقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الدراما العراقية إرهابٌ من نوعٍ آخَرْ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net