صفحة الكاتب : كمال الموسوي

لازال جرحك في رأسي يا علي
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ليلة ما مثل هذه الليلة حملت أمتعتي وخرجت باحثًا عنك يا "علي" لم اترك نجما في السماء الا وسألته عنك ولم اترك قمرا ولا نسيما طيبا الا وسألته عنك، فقيل لي لا تتعب نفسك بالبحث عن رجل قضي أمره على يد أشقى الأشقاء في ليلة الصيام..! راجعت نفسي لأبحث عنك في داخلي فأنا أؤمن كثيرا ان الأرواح الطاهرة لا تموت ولا يمكن ان يقضى عليها بضربة واحدة ولا بألف ضربة حتى، فقررت ان ابحث عنك بعد تفكير عميق في ازقتنا الضيقة بين دموع الأيتام وعبرات الأرامل والراقدون على ارصفة العوز.. توجهت لتلك الأزقة وأنا اتذكر جيدا كيف كنت اراك على مسبحة ابي وهو يعد ( خرزها) واحدة بعد الأخرى بأصابعه المتعبة من شدة الضيم ، ومع كل خرزة يقول يا "علي"..

تذكرت انك تعيش على لسان امي حين تعد لنا الطعام ونحن صغارًا وتبسمل بيا علي..، حتى انا حينما كنت طفلا كانت امي تعلمني كيف أقول يا علي ان مررت بضائقة ما ، او كيف ازور علي وارتمي بين ذراعي ضريحه المذهب وأنادي يا علي..

مرت كل هذه الذكريات في خاطري وأنا متجه الى ازقتنا الضيقة حيث دموع الأيتام وهيام النساء والطاعنين بالسن ، حاولت ان اجلس في احدى مفارق الطرقات لأتابع ما سيفعل هؤلاء المتعلقون حد الموت بك يا علي..

 

 

في مثل هذه الليلة حتى السماء حزينة وتصرخ يا علي" لم يعد كل شيء كما كان بعدك ، كما لم يكن قبلك..! حتى المنابر تحولت بفعل ذلك الشقي اللعين الى مراتع لعقد الصفقات والهلوسة وإيهام الناس باشياء بعيدة كل البعد عن الدين، وأصبحت الحياة شقشقة غليضة وشقاء من الولادة الى الموت..!

 

حاولت هذه الليلة ان اجرب ما كنت تقوم به انت طيلة الستون عام، لكنني عجزت جدا يا علي.. عجزت ولم أقوى على ما كنت تقوم به، فالكرم شجاعة والتضحية شجاعة ومتابعة الأرامل والأيتام شجاعة قصوى مثلي لا يتمكن عليها، وليس له القدرة الكافية لحمل صفائح السمن والخبز والعسل على أكتافه ليوزعها على العاجزين عن توفيرها وهو جائع حد القرصين اللذان لا طمع له بهما غير الاكتفاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/13



كتابة تعليق لموضوع : لازال جرحك في رأسي يا علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net