صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً
يحيى غازي الاميري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هذه من أروع كلمات أمير البيان عليه السلام ، ما أحكمها من حكمة وأعمقها من فلسفة وأجلّها من عقيدة وأبلغها من مقولة .. ولا نقول أعجبها اذا عرفنا ان قائلها هو علي بن ابي طالب عليه السلام ..

فكما تُقعدنا المخاوف وتثقلنا التهديدات خوفاً على أعمارنا من أن تُقصم وأرواحنا من أن تُخرم ، فتأتي هذه الكلمة لتأخذ محلّها من تلك المخاوف والتهديدات محل الطبيب من مرضاه ..

لا تقتلع هذا المقولة تلك المخاوف ولكن توقف تماديها من جانب وتجعلها تصب في اجراءات اكثر عقلانية ، تحوّلها من اداة احباط سلبية الى آلة ينتقل بها صاحبها الى اهدافه باقل خسارة واكثر أمان ..

الحذر علاج الخوف ، بينما الانسحاب هو نتيجة الجبن والعياذ بالله .. فكلما اطمأن الإنسان بقاعدة ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ ) ، ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) ..كلما كان أكثر لياقةً في عمله وأقرب الى العدالة في تعامله مع الأشياء والظروف المحيطة به ..

ولهذه الكلمة علاجاً نفسياً مهمّاً يقرّه العلم ويوصي به الأطباء ، وهو أهمية الحالة النفسية للشخص ، فكلما كانت شخصيته اكثر انهزامية كلما كانت اكثر مجلبةً للأدواء وأقل استجابةً للعلاجات ..

اكتب هذه الكلمات في أوقات عصيبة تمرّ بها البشرية في ظل جائحة كورونا ، هذه الجائحة التي تحتاج الى تعامل اقرب الى الحذر منه الى الخوف والهلع ..

ونختم في كلمة أخرى له عليه السلام : عنه (عليه السلام) : كفى بالأجل حرزا ، إنه ليس أحد من الناس إلا ومعه حفظة من الله يحفظونه أن لا يتردى في بئر، ولا يقع عليه حائط، ولا يصيبه سبع ، فإذا جاء أجله خلوا بينه وبين أجله ..

حفظنا الله وإيّاكم من كل سوء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/02



كتابة تعليق لموضوع : كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net