صفحة الكاتب : افياء الحسيني

الاعلام الملتزم وقيم الاشتغال
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عملت وسائل الاعلام الحديثة اليوم على تمكين الرغبات والتوجهات واستغلال الدوافع , فلا بد من معرفة تتحكم في قضية التوجيه الإعلامي عبر نشر الوعي المداهن واستغفال الذهن واستلاب الارادات الإنسانية , هل تقع هذه الانحرافات على عاتق الاعلام ؟ 

ماذا لو عدنا الى الزمن قليلا لنتذكر كيف كنا نتعرف على اخبار العالم ،كنا نشاهد تلفاز واحد فقط مبرمج على بضع قنوات تبث ما تريد ان يصل الينا فقط ( الاعلام الموجه) وبعض المحطات التي يصعب التقاطها ونستقي ثقافتنا من بعض كتب ورقية غير مسموح بالاطلاع على اغلبها , وتعد من الممنوعات اذن اين هي المشكلة؟ 
وسائل التواصل تعددت بشكل مخيف حتى اصبح كل شخص هو عبارة عن جهة إعلامية متكاملة حملت امضاءات إعلامية متعددة يطرح فيها أفكاره , معتقداته , ثقافته , هواياته  اذن القضية ليست في الاعلام لنحمله مسؤولية تغيير عقول الشباب فالإعلام هو اخباري لكن اين الدور التربوي؟ هل يعقل اننا فقدنا هذا الدور مع تعدد الوسائط التي تمنحها حرية الحركة اين التربويون ؟ اين مناهجهم ؟ اين مسؤولياتهم ؟ هل تم تفريغ المضامين ليكون الفراغ هو المعنى ؟ هل عجز المثقفون عن استقطاب العقل الإنساني ؟ اين ثقافة التوعية التي لابد ان تمتلك فاعلية الخطاب اليوم ؟ نحن نعلم بما يمتلك الاعلام التوعوي من قدرات تاثيرية عالية القيمة , المعروف في الاعلام ان ليس كل رسالة إعلامية او علمية ثقافية فكرية قادرة على ان تستحوذ على فكر الناس في عروض وسائل التواصل الاجتماعي , لا بد ان نشارك في تحرير العقول ان نكون واعين لدورنا جديرين باستلهام ثقافة اهل البيت عليهم السلام واذا عجزنا عن استيعاب منهجية هذه الثقافة فليس العيب فيها هي محور تربوي اطلقه أئمة اهل البيت ع نحتاج نحن الى تطوع اليات التوصيل وامتلاك عقلية تحليلية قادرة على توصيل المحتوى مع موائمة عقلية كل زمان وبحاجة الى تربية بيتية متمكنة تراقب مستويات المشاهدة والتفاعل وتعميم مسارات الاستقبال الفكري ان يعمر الحوار الجاد اليومي مع الشباب لفتح الافاق والتعرف على مستويات تفكيرهم على مستوى ادراكهم للواقع فعلى الإعلامي ان يحرر عقله أولا ليدرك مهمته كمربي يعمل على قاعدة قوية قادرة على افراز الصالح من الطالح , لا بد ان يهدي التربويون لأبنائهم غربال يغربل الصحيح ويرمي الفاسد هل منحوهم الحب والحنان والبهجة التي تغنيهم عن مشاهدة المهرجين الذين يتلاعبون في عواطفهم ويدركون مقدرة الاعلام على التوازن الفكري وعلى تغيير العقلية الشابة نحو الايجاب هذا اذا ملكنا العقلية الإعلامية الناضجة وابعدنا عن انفسنا المآرب الدنيوية واشتغلنا لله تعالى وللامة ولثقافة اهل البيت عليهم السلام وهذا مجال الاعلام الناضج .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/03



كتابة تعليق لموضوع : الاعلام الملتزم وقيم الاشتغال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net