صفحة الكاتب : سعد العابدي

التفاوض المنقوص
سعد العابدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا شك ان المفاوضات التي طال الحديث عنها حول تقنين العلاقة بين العراق وأمريكا 
فالتفاوض بين اثنين غالب ومغلوب وقوي وضعيف ودولة عظمى وبلد من بلدان العالم ثالث .. لا أتصور انها مفاوضات تخدم العراق مع ما كل ما تتمتع به امريكا من نفوذ وهيمنة ليس العراق فقط بل وعلى العالم اجمع.
يكفي ان نرجع قليلا الى الوراء ونتذكر المفاوضات النووية مع ايران - مع قوة المفاوض الايراني وإمكانيته - والتي ما ان وافقت امريكا والاتحاد الأوربي علبها حتى سارت قبل نهاية العام الى التنصل منها وعدم الالتزام بها ..وهو ما يذكرني تماما بما حصل بين أمامنا الحسن ومعاوية .. حين تنصل معاوية من التزاماته مع الامام الحسن حين قال الا واني تصالحت مع الحسن بن علي على شروط وانا أتنصل منها واضعها تحت قدمي فكان ماكان.

اذن هذه مفاوضات لا تتعدى كونها صورية ان لم تكن جدية من قبل الطرف الامريكي فحسب
ولا ثمرة في هذه المفاوضات الا تكريس التواجد لأمريكي في العراق 
لا اطعن بوطنية المفاوض العراقي لكني ايضا لا ادري كيف نقرأ هذه المفاوضات بكل ما فيها من عيوب ونقص وتأثير أمريكي عليها.
والكل يتذكر كلمات ترامب في مقابلة له من ان العراق فيه من النفط الكثير وهم لا يستحقون هذا كله
على ان المحاور التي يمكن ان تناقش في هذه المفاوضات سيكون حتما من أهمها توفير غطاء قانوني وسياسي للوجود الأجنبي في البلاد وهو سيفرض على الحكومة قبولا إجباريا به مما يعني الضغط على الاتجاه الرافض لهذا الوجود الذي كان سببا كبيرا في المشاكل السياسية والاجتماعية للبلاد وما وجود داعش وتوجيه القنصليات الأمريكية بتدريب المجاميع الشبابية على التمرد والعصيان عنا ببعيد .
يبقى أن ما تخشاه الادارة الأمريكية والاتجاه المؤيد لها في العملية السياسية هو البعد الديني في المجتمع العراقي وثقل المرجعية الدينية في النجف وهو ما تعمل امريكا وحلفاؤها للقضاء عليه او أضعاف دوره في الحاضر وفي المستقبل. 
نحتاج في قابل الايام الى الحذر وفك شفيرة الرسائل التي تبعثها واشنطن لحلفائها في الداخل وتعول كثيرا على مشاكستهم وتنفيذ اجندتها.
فهل ياترى سيطلع الشعب على ما يجري في هذه المفاوضات ودوائرها المغلقة 
في الوقت الذي يجب ان تكون لجميع الشرفاء كلمة وضغط لأحراج امريكا والقوى السياسية العراقية للعمل على حفظ سيادة العراق وعدم إرهاق كاهل الأجيال القادمة بمواثيق وعهود قد بيعت سلفا على امريكا لقاء فتات من السلطة يتمكن منها أراذل الناس.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد العابدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/06



كتابة تعليق لموضوع : التفاوض المنقوص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net