* منذ خمس سنوات بدأت حملة شرسة ضد السيد علاء الموسوي الهندي بعد توليه رئاسة ديوان الوقف الشيعي .
كشخص مراقب .. أو تلميذ يحترم أستاذه .. أو قارئ لكتبه .. أو مستمع لمحاضراته كنت أتابع تفاصيل هذه الهجمات بكل دقائقها .
ومن سخرية القدر أن بعض من شاركوا في هذه الهجمات .. كانوا _ بشحمهم ولحمهم _ يقولون في أول أيام توليه ( ليش هذا السيد الجليل يقبل يستلم منصب بهاي البيئة الفاسدة ) ثم انتهى بهم الحال الى نصرة البيئة الفاسدة وليس لنصرة الموسوي !!
سنوات وأنا أكتب وأدافع غير متردد أني على حق .. وأنه مظلوم فيما يتهم به .. وتجدون كل ماكتبته عن هذا الموضوع في قائمة المقالات .
ألم يجعل الله لنا عينين ؟ ولساناً وشفتين .. لنرى الحق ونتكلم به ؟
إذا كنت أرى كاظم الصيادي وسليم الحسني وجمال المحمداوي وأمثالهم .. يضعون يدهم بيد الشيطان .. ويلمعون صورة السراق .. ويقضمون مال الله قضم الإبل نبتة الربيع .. فهل أصدقهم بعد ذلك وأكذب الادلة القانونية .. والحجج والبراهين التي يرفع للموسوي كل يوم علما ؟
أراه كل يوم ينتصر في معركة قانونية .. من ممتلكات يستردها من حسين الشامي .. والأخير يصرخ بأعضاء حزب الدعوة ( كيف سمحتم للهندي على حين غفلة ) وكان صراخه خوفاً على ماهو أعظم ( جامعة الإمام الصادق ) .
الى مسجد الرحمن .. الذي ماكان غيره يستطيع انتزاعه لولا رحمة الرحمن .
الى جامعة الإمام الكاظم .. التي دخلها وهي ترزح تحت الفساد وخرج منها وهي ذات قيمة أكاديمية يشهد لها .
الى والى والى .. كل ذلك والصديق يلوم .. والعدو يهاجم .. والكل يقول ( مالك والرجل ) .
كنت أكرر ما كتبته في مقال ( متى ينتصر النزيه في هذا البلد ) بأن الناس لو بقيت تتفرج على النزيه يخوض معركة الاصلاح لوحده .. وماكنة الدعايات الظالمة تنهش سمعته .. ونحن متفرجون محايدون .. فمتى ينتصر النزيه في هذا البلد ؟ .
وأخيراً .. خلع الهندي عباءة المسؤولية .. ونأمل أن يبقى بعض عطره فيها .
وختم مسيرته مع الوقف برسالة بعثها الى المرجع الأعلى السيد السيستاني ( الذي عينه واختاره بنفسه .. بنفسه .. بنفسه )
فإذا كنتم ترضون بالسيستاني حكماً .. فانظروا بماذا أجابه .. وكيف شكر سعيه .. أشاد بتلك بجهوده .. وتحمله للضغط النفسي من دوم أن تأخذه في الله لومة لائم .
إنها مراجعة يجب أن نقوم بها مع أنفسنا .. مراجعة مختومة بختم السيستاني ..
أبعد الله التقاعد .. فما أبعده عن ثابت القدم غير قاعد .. وأنت أيها الأستاذ بحق .. أولى من يقال له ( ألا ليت الشباب يعود ) ليس يوماً واحداً .. بل لسنوات .. حتى ينتصر النزيه ويدحر الفاسدين .. فكشر الله سعيك وأجزل مثوبتك .. على ما خدمت أعتاب آل محمد صلوات الله عليهم .
هؤلاء رجال السيستاني .. الهندي والصافي والكربلائي وغيرهم .. رغم كل ما يكابدونه من ألسن الجاهلين والمغرضين .. لم ينتظروا من أبيهم سطراً واحداً يزكيهم .. لأن تزكيته قد وقعت منذ أول توليهم للمسؤولية .. فإذا كان المجتمع يتجاهل التزكية الأولى .. فما نفع الثانية مع قوم لاذاكرة لهم ؟!!
ومع ذلك .. كان للموسوي وقع خاص .. لشدة ما تحمله وكثرة ما ظلموه .. فكان لابد أن يحفزنا المرجع الأعلى للمراجعة .. ولندرس قراراتنا في الوقوف مع من .. ومتى وكيف ؟
إنها مراجعة مختومة .. بختم السيستاني .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat