صفحة الكاتب : حبيب النايف

القمة العربية ....هل تعقد في بغداد
حبيب النايف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مع اقتراب موعد  عقد القمة  العربية وتسارع الأحداث في المنطقة العربية   بعد ظهور ما يسمى بثورات الربيع العربي الذي  أفرغته من نضارته بعض الدول العربية  بدعم من أمريكا و الدول الغربية  مما أدى إلى تحركات مدعومة من اجل تغيير الأنظمة السياسية في بعض البلدان ليس على أساس إرادة شعوبها وتطلعاتها وإنما بناء على أجندات معينة يدفعها المال السياسي الذي يبذل من جهات معروفة الهدف منه تحقيق أهداف  محددة مسبقا ومرسومة بدقة وفق خطط أمريكية وغربية الغرض منها تشكيل خارطة عربية جديدة تتلاءم مع الرؤى الغربية  لها  مما رسخ الاعتقاد بان خارطة  الشرق الأوسط الجديدة التي طرحتها  أمريكا وبدعم وإسناد من الدول الغربية  قد أخذت تأتي ثمارها  حيث لاحظنا إن هناك مزاوجة بين الديمقراطية الغربية والتيارات السلفية الذي اخذ نفوذها يزداد بدعم من السعودية وقطر. .

إن مؤتمرات القمة العربية التي تعقد بشكل دوري  فإنها تعالج القضايا العربية العالقة ومدى ارتباطها بالساحة الدولية  لتكوين إجماع عربي حولها واتخاذ الموقف الموحد منها و الاتفاق على دعم وتقديم المساعدة لبعض  للبلدان العربية لغرض تجاوز الأزمات التي تمر بها انطلاقا من مبدأ التضامن العربي   .
إن الأوضاع العربية الراهنة وثورات الربيع العربي الذي رافقته وما حدث بين البلدان العربية من توتر في العلاقات فيما بينها نتيجة المواقف المتباينة  التي تتخذ لجانب هذا الطرف أو ذاك  وخاصة الدولة الخليجية كقطر والسعودية اللتان ساهمتا بكل ثقلهما  لإسقاط بعض الأنظمة العربية  ودعم إطراف معينة من اجل الوصول للسلطة ومدها بالمال وتهيئة كافة وسائل النجاح لها للفوز في الانتخابات التي تجرى في بلدانها كما حدث في تونس ومصر  لذا  فأن هذه المحاولات التي تقوم بهما قطر والسعودية قد دفعت بعض  الحركات الدينية المتطرفة من الاستيلاء على السلطة . 
لقد سعى العراق بعد التغيير للتقارب مع كافة الدول العربية وانتهاج سياسة جديدة مبنية على احترام وجهات النظر وتقديم الدعم العربي لكل الدول العربية من اجل تخطي المرحلة السابقة وما رافقها من إخفاقات لازمت السياسة العراقية في عهد المقبور صدام حسين لكن البعض  من البلدان العربية  لم يرق لها هذا التقارب مما جعلها تشجع العمليات الإرهابية وتدعم الكثير من المسلحين وتدريبهم وإرسالهم للعراق لغرض إحداث الفوضى والتأثير على نظامه الجديد واستغلال بعض أطراف العملية السياسية من اجل إثارة الخلافات والمشاكل وعرقلة عمل  الحكومة .لكن كل ذلك  قابله العراق بحسن نية وتعامل معه بعقلية منفتحة الغرض منها المحافظة على وجود العراق في محيطه العربي وبالتالي فانه سعى  إلى التواصل مع الدول العربية والتقارب معها سياسيا واقتصاديا .
إن حرص العراق على التزامه العربي وطلبه تنظيم القمة العربية في بغداد جاء من منطلق إبداء حسن النية للتقارب الذي يطالب فيه العرب كإخوة وتجاوز لخلافات التي تحدث بين فترة وأخرى  لكن الأوضاع العربية الراهنة قد غيرت الكثير من المفاهيم وأعادتنا إلى السياسات التي كانت تتبعها بعد الدول الاستعمارية لكن بحلة جديدة والتي أرادت من العرب أن يكونون شعوب تابعة  مما جعل التضامن العربي والتقارب فيما بين الشعوب العربية يخضع لموازين خاصة وعوامل خارجية أثر عليه المال السياسي لدول الخليج التي استفاقت متأخرة ودخلت ركب الحضارة مما جعلها تتدخل  بأمور كثير من الدول وتريد أن تفرض أجندة معينة عليها وتأثير على أنظمتها السياسية لتكون الأداة التي تتحرك من خلالها أمريكا والدول الغربية في المنطقة إن ما جرى في بعض البلدان العربية والبصمات الواضحة للسعودية وقطر في هذه التحركات قد ساهمت بإضعاف التقارب العربي وجعلت الخطط التي تساهم بتنفيذها هي الأقرب للتحقيق وموقف هاتين الدولتين من النظام السياسي في العراق وتحريضهما المستمر على عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي فيه قد جعل فرصة انعقاد القمة في بغداد ضعيفة إذا لم نقل منعدمة لان دور الجامعة العربية قد أصبح تابع لهاتين الدولتين ولم يتمتع بأية استقلالية . .
إن تفجير الوضع الأمني  وزيادة حجم  التفجيرات في بغداد وبعض المحافظات العراقية قد تعطي رسالة خاطئة  لبعض البلدان بان الوضع الأمني الغير مستقر يجعل العراق غير  مهيأ لعقد القمة العربية مما يجعل بعض الدول العربية وخاصة الخليجية بان  تطلب بتغيير  مكان القمة كما حدث في نقل بطولة الخليج من البصرة إلى البحرين بحجة عدم إكمال العراق لبناء المنشات الرياضية لكن في الحقيقة هناك  موقف سياسي يقف وراء هذا القرار الذي نعتقد بأنه سوف يصار إلى اتفاق خلف الكواليس بتحريض من السعودية وقطر لغرض نقلها  إلى مكان آخر والاعتقاد السائد أن تعقد في  الرياض وخاصة بعد موقف الحكومة العراقية من الأوضاع في البحرين وفيما بعد سوريا مما أثار حفيظة تلك الأنظمة لشن حملة  ضد العراق 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حبيب النايف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/27



كتابة تعليق لموضوع : القمة العربية ....هل تعقد في بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net