صفحة الكاتب : سعد العابدي

سيدنا السيستاني نصرناك وما خذلناك
سعد العابدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حملت أعباء المرجعية العليا وهم العراق فما اتعبك شيء من نوازل الدنيا ومحنها ، كنت كالجبل الشامخ ما انحنيت ولا تزلزلت منك قدم.

الخطوط التي على جبينك سيدنا هي شواهد للصبر والنصر وعلامات الورع والتقوى، اعرضت عن الدنيا وزينتها اعراض جدك علي كنت على رأس القوم حملت همومهم فساويت بنفسك فقيرهم وزهدت بما في يد غنيهم ودعوتهم الى الالفة والمحبة والتسامح.

وبسقوط صنم الظلم والفساد تنفس الناس الصعداء، لكنك مع ذلك الفرج علمت المحتل قد جثم على صدر عراق المقدسات فحذرت وما هادنت له، على إن هناك من بقايا الظلم ما راقها طعم الحرية للناس وقد اعتاشوا على فتات الظالم لسنين طويلة فتركتهم لعلهم يتوبوا الى الله من فعالهم وذنوبهم.

ثم ارادت امريكا واعوانها تنصيب حاكم على العراق وتشريع دستور للبلاد لكنك قلت كلمة الفصل التي كان جميع العراقيين الشرفاء ينتظرونها " لا سلطة لقوات الأحتلال في تشريع  وسن قانون للبلاد.." فكانت أول (لا) افشلت مخططاتهم وارغمت بريمر  على التراجع فخرج شعب العراق لنصرتك في كلمتك بمسيرات في بغداد.

ومع كل يوم  يمر كنت تنصح الناس بالعمل لبناء العراق وتاسيس حكم ينعم فيه جميع العراقين بالعدالة والامن فكانت دعوتك للأنتخابات واكدت على الناس ضرورة اختيار الناصح الامين ومن يستحق أن يمثلهم عن حق واستحقاق.

ومع كل هذا كانت امريكا وغيرها تراقب وتكيد وتخطط لأفشال سعيك وسعي العراقيين أن يختاروا الحرية والاستقلال لبلدهم فكانت انهار الدم تجري فقد غذوا الطائفية وحاولوا جر  ابناء البلاد الى حرب لا نهاية لها وفشلوا حتى توجوا مكرهم وكيدهم بتفجير مرقد العسكريين عليهما السلام فكانت حكمتك لهم بالمرصاد رغم عظيم المصاب الا ان تاييد السماء بكلمتك سكنت له النفوس وأطمئنت له الارواح 
فتقشعت غيوم الفتنة وخمدت نارها.

فكان أهلك في العراق وأبناءك يلتزمون بما ترى وهم معك ازروك وناصروك في كل ما تقرر  بحكمتك. 

لكن وللأسف تسلق سلم السياسة من لم يبال بجهدك وتوجيهك فراح يطلب الدنيا ويجمع لحزبه وجماعته ونسى هموم شعبه وبلده ومرجعيته فنبهتهم وحذرتهم من عاقبة ركوب هوى المال والسلطة لكنهم ما انتهوا فاوصدت بابك بوجوههم لتعلنها لهم انك لا تستقبل أحدًا منهم حتى يصلحوا حال البلاد والعباد ويلغوا امتيازاتهم .

والمحتل يتربص بالعراق الدوائر ويكيد بشعبه ومرجعيته فخلق الفتن واوقد نارها فدعم تنظيم القاعدة واوجد داعش فقتل وسلب ونهب وبدأت المحافظات الغربية تتساقط الواحدة تلو الاخرى وانفرط عقدها حتى غدت بغداد تحت بيادق نيرانهم وتزحف لتنجيسها خنازيرهم... 

لكن الله ابى أن يذل المؤمنين فايدهم بنصر من عنده وسددهم بفتوى عالمهم ومرجعهم وسيدهم وسندهم فساندوه ونصروه وارخصوا ارواحهم للشهادة بين يديه فداءا للدين والعرض والوطن فهب الرجال والشباب يتقدمهم طلبة العلوم الدينية في ملحمة قل ان يجود الزمان بمثلها أذهلت العالم وعصفت بكل مخططات الأعداء فانكشفت الغمة وارتفعت رايات النصر  خفاقة يعم نعيمها جميع العراقيين.

ولم يغير ذلك من نفسك وحالك شي الا امنية ترددها وهي "أن ترى العراقيين اعزة " 
وانت في بيتك والعالم كله نصب عينيك تشهد كل التفاصيل وترقب كل الاحوال ما تغيب عنك صغيرة ولا كبيرة، يساندك جمع من ابناءك واحفادك ومحبيك من طلبةالعلوم الدينية الذين كانوا كخلية النحل حولك يبذلون قصارى جهدهم في جبهة الحق وأهله فهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

بك وبهم قد ميز الناس الحق من الباطل وعرفوا بك الدين حتى من غير الشيعة والمسلمين فكنت نعم الاب والمرجع والعالم والزاهد وصوت الحكمة والحق والعدل وقد تجسد فيك كل الاسلام الأصيل قولا وفعلا.

وقد غاض بعض النكرات ممن لا دين له صبرك وعزمك والتفاف المحبين والعراقيين حولك فأخذوا يبثون سمومهم الصادرة من نفوسهم الخبيثة لتفرقة الجمع وتمزيق الامة ودس السم في العسل ليخدعوا الناس بأفتراءاتهم واكاذيبهم لعلهم يفرقوا الناس عن مرجعيتهم والطعن بوكلائها وحوزتها.

ومع كل هذا سيدنا المفدى ستبقى ولله الحمد الطود الشامخ والجبل الراسخ والضمان الأكيد وصمام امان العراق والعراقيين نتلقى منك كل وقت وحين جرعات الحياة والامل التي هي أكسير الحياة لكل العراقين الذين نصروك وانتصروا بك ولم يعرف الخذلان الى قلوبهم ونفوسهم سبيلا.

فانت سيدنا كما قال جدك امير المؤمنين عليه السلام:
اولئك الأقلون عددا، الأعظمون قدرا، بهم يحفظ الله تعالى حججه حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الايمان فاستلانوا روح اليقين، واستسهلوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى، اولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه وحججه على عباده، ثم تنفس الصعداء وقال: هاه هاه شوقا الى رؤيتهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد العابدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/27



كتابة تعليق لموضوع : سيدنا السيستاني نصرناك وما خذلناك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net