صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

أزمة الأوكسجين 
حيدر الحد راوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ بوادر الأزمة وارتفاع أعداد المصابين بفايروس كورونا أطلق الأوكسجين إنذاراً تلو الإنذار ، معلناً أنه سوف لن يفي بالغرض فقد قارب على النفاد ، كونه العلاج الأوحد في العراق للمصابين بالفايروس ستكون له حكاية خاصة إن لم تكن هناك اجراءات حازمة. 
تزايد أعداد المصابين بشكل سريع مع قلة الأوكسجين في المستشفيات التي بدورها لم تكن مستعدة ولا معدة  لمواجهة هذه الجائحة الجامحة تسبب في خلق أزمة جديدة اضافة الى الأزمات المعلقة السابقة والتي لم تحل بعد. 
منظومات أوكسجين حكومية قديمة ومرقعة لا تسد حاجة المصابين بالربو وأمراض الحساسية والمشاكل التنفسية الأخرى توضع في مواجهة جائحة أعجزت العالم المتقدم علمياً وتكنلوجياً .
الحكومة كعادتها لن ترى لها أفعال على الأرض ، سوى بعض الوعود ( سوف .. ، سنقوم .. ، سنشكل ... ، سنعمل على ... ) ، في حين إن المرضى يختنقون على أسرتهم في المستشفيات تحت أنظار ذويهم والكوادر الطبية المجاهدة ، تلك الكوادر التي تبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاف المرضى المصابين.
كثيرة هي الدول التي تباكت على غرب العراق قبل اجتياح داعش وبعدها ولازالت تتباكى كذباً وزوراً بمسميات مختلفة ، إنسانية ، حرية ، ظلم ، صفوية ، فارسية ، نفسهم اليوم يقفون موقف المتفرج وربما يشعرون بالسعادة ، لأن الأزمة ليست في غرب العراق ، بل في الجنوب.           
الجمهورية الاسلامية الايرانية أول الدول المبادرة لدعم للعراق استجابت قبل ان تستجيب الحكومة العراقية لطلبات الاستغاثة وشرعت بإرسال صهاريج الاوكسجين .
الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم تنكر العراقيين لها وهتافهم الشهير ضدها ((ايران بره بره)) تعود لتسجل موقفا انسانية قل نظيره كما وقفت مع العراق ضد داعش الخسة والنذالة حيث لم تبخل بأولادها وأموالها تعود لتقف مع العراقيين من جديد رغم نكران الجميل. 
الكويت التي تبرعت للصين بمئات الملايين من الدولارات لم تتبرع للعراق بقنينة اوكسجين واحدة ، السعودية التي تتبرع بملايين الدولارات لم ترسل للعراق نصف قنينة اوكسجين بل ترسل المزيد من الارهابيين ، الاردن لم يكتف بنهب اموال العراق وجعله ملاذا امنا للإرهابيين والهاربين من البلد لم ترسل لتر واحد اوكسجين ، تركيا بؤرة الدواعش والارهابين لم ترسل ربع لتر اوكسجين ، سوريا مشغولة بحربها الداخلية والا فإنها لن تقصر . 
العرب لم يسعفوا العراق ولو بشق تمرة ، امريكا مدعية حقوق الانسان لم تساهم ولو  بكمامة واحدة وشغلها الشاغل ملاحقة الحشد الشعبي . 
الحكومة العراقية لم تفعل شيئا سوى الوعود والكلمات البراقة ولم تحرك بعرة بعير.
مد يد العون للعراق لا ولن يأتي الا من جهة الشرق .. ايران .. التي لا يحبذ ذكر اسمها الكثيرون رغم وقوفها مع بلدنا في كل مرة.
العراق يرحب بكل المساعدات ومن أي جهة كانت الا ان هذه المساعدات لم تأت الا من جهة ايران .
العراق كدولة أو كشعب يمكنه ان يصدر الأوكسجين الى كل دول العالم ، لكن .. الفساد والجشع والأيادي الخفية (الطرف الثالث!) كل ذاك خلق من الأوكسجين أزمة خانقة للعراقيين ، لدرجة اليأس من الحكومة والنظر لما في أيادي دول العالم ، لتحصد الجمهورية الاسلامية الايرانية قصب السبق بالتصدق علينا !. 

حيدر الحدراوي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/30



كتابة تعليق لموضوع : أزمة الأوكسجين 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net