صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

نظارات طبية وعقول فارغة .
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعد دماغ الإنسان من الأعضاء الأكثر غموضا والتي تتجلى فيها عظمة الخالق، ومع التقدم العلمي بات العلماء قادرين على كشف الكثير من أسراره وخفاياه.. يصف فيلسوف ساخر علاقة الدماغ بالحجم من ناحية "فنتازية" بأنه سيعد الإنسان ذكيا إذا ارتدى النظارات الطبية وقرأ الكتب وارتاد المنتديات الأدبية والثقافية ، إلا أنه في الواقع وفي بعض الأحيان ربما لا يعلم أن الدماغ يعمل بآلية أكثر تعقيد مما يتصورة هو.

يكمل هذا "المتفلسف" الشرح ويقول أن هناك ثلاثة أنواع من العقول، النوع الأول كبير الحجم وهذا النوع "المستحمر" وذلك لكبر حجم عقله وقلة فعاليته، وهو يفعل مايطلب منه بدون قيد او شرط وما أكثرهم في مجتمعاتنا.. فهؤلاء يتصورون أنفسهم مثقفين وقادة ومحللين سياسين وناشطين مدنيين وغيرها من المسميات التي أغدقوها على أنفسهم.. بل حتى أن قسما منهم ركب صهوة الدين، وصار يناقش الوجود ويفتي ويصوب ويخطىء!

النوع الثاني هم أصحاب العقول المتوسطة الحجم وهم من الناس الابرياء، الذي يخططون لكل خطوة يخطونها ويحسبون ردود الأفعال مقابل تصرفاتهم، وهم البشر العادي الذي حافظ على جيناته الوراثية جيل بعد جيل وهم الذين يطلق عليهم مصطلح البشر، وهؤلاء يعقد عليهم الأمل في أستمرار الحياة.

النوع الثالث والأخير وهم حملة العقل الصغير الذي لا يملك ذرة من التفكير ، جل ما يشغله هو كيف يقوم بالنوم والأكل واللعب واذا تطور قليلا فأنه يحرق الأطارات في الشوراع وهم من فصيلة " السفهاء" وقد جمعوا صفتين في أن واحد فصغر حجم عقولهم وتفاهتهم جعلهم يتوارثون هذه الصفات وتصبح ملازمة لهم مع أنها مكتسبة وليست وراثية في حقيقية الأمر.

في بعض الأحيان، لا يعتمد العلماء على حجم الدماغ لتحديد نسبة الذكاء، فعلم الوراثة يقول أن الحجم المتوسط هو الطبيعي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، نقاط الاشتباك العصبي التي تعمل على تحسين الاتصالات بين الخلايا العصبية والدماغ وهي التي تحسن عمله وتفكيره.

في بعض الأحيان يقوم الأنسان بأستخدام دماغه في غير ما يجيده او يفهم فيه، ويحمله فوق طاقة فيتضخم العقل الى الحد الذي يطلق عليه " مستحمر" فيفكر بأشياء ليس من أختصاصه وما أكثرهم اليوم في مجتمعاتنا ، ممن ينظرون ويضعون القوانين والفتاوى ويطلقون الاحكام الشرعية ويناقشون أهل الأختصاص من الخبراء والعلماء والأطباء في أمور ما أنزل الله بها من سلطان.

أما أصحاب العقول الصغيرة وهم الذين لا هم لهم وما أكثرهم، فهولاء قطعان تقاد من قبل أصحاب العقول الكبيرة، يوجهونهم متى وأين شاؤوا والسفاهة أصبحت صفة ملازمة لهم.

لدينا طرفي معادلة في وضعنا الراهن وهم من يتحكم بتأجيج الأوضاع أصحاب العقولة الكبيرة والصغيرة، فمابين المستحمرين والقطعان المقادة ، وضعت معادلة صعبة أما أصحاب العقول المتوسطة وفرضت عليهم أجندات مجبرين على القبول بها.. ومابين السفهاء والمستحمريين وجبت القيادة للعقل السوي فهل يحافظ على جيناته ام يكسب بالحث من هؤلاء؟!

ننتظر ونرى أطراف المعادلة وستتضح عندها لمن ستكون الغلبة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/30



كتابة تعليق لموضوع : نظارات طبية وعقول فارغة .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net