صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

التعليم وموقف المراجع في العراق
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتبر التدريس الديني هو اساس التعليم في العراق ,حيث تعلم جميع الاطفال عند الكتاتيب , اما غير المسلمين كانوا يتعلمون في الكنسية او المندي او البيع اليهودية. حين احتلت الدولة العثمانية العراق قام الوالي العثماني خلال حكم آل الجليلي في الموصل ( 1726-1824) بالاهتمام بالتعليم واعتمدت المدارس بداية المتعلمين عند الكتاتيب.

واول مدرسة ظهرت للآباء الكرمليين عام 1721 ,والكلدانية عام 1843 ،والاتحاد الإسرائيلي 1865. لأبناء الاديان السماوية ..بعدها قام مدحت باشا بافتتاح أربع مدارس في العراق وهي المدرسة الرشدية المدنية ، والمدرسة الرشدية العسكرية ، والمدرسة الإعدادية العسكرية ، ومدرسة الفنون والصنائع ، واعتمدت هذه المدارس اللغة التركية وكانت جميع هذه المدارس في العاصمة والموصل والمنطقة الشمالية الغربية , ولم يتم فتح أي مدرسة في الوسط والجنوب .

وادخلت مناهج دراسية جديدة مثل دروس الجغرافية والتاريخ والحساب والخط واللغات الأجنبية ،واول مدرسة تم تأسيسها عام 1869 هي المدرسة الرشدية العسكرية ، التي تم فيها قبول الطلبة الذين أنهوا تعليمهم في الكتاتيب، وكانت مدرسة الرشدية تخريج ضباط عراقيين للجيش والشرطة.

نتيجة لنجاح التجربة ، تم فتح مدرسة في مدينة كركوك فتحت مدرسة رشدية عسكرية عام 1870، واصبح التعليم خاضعا للحكومة التركية , وتم ارسال بعض الطلبة بانتقاء الى الكلية العسكرية في استانبول ,وبلغ عددهم في المدارس التركية خمسة وعشرين طالباً عراقيا . ولم يحظ أي طالب من اهالي الجنوب فرصة دراسية وتاخر افتتاح المدارس في الجنوب والبصرة . واقتصر التعليم على المدن المذكورة كونها

تحظى برعاية واهتمام الوجهاء والولاة، وافتتحت اول كلية في بغداد هي كلية العراق الإسلامية "كلية الأعظمية" في عام 1911 ، نظمت حفلة حضرها أكابر البلدة ورجالها من عسكريين وملكيين ومدنيين" . اما اول مدرسة تأسست في البصرة كانت في عهد سليمان فيضي اسمها "تذكار الحرية" عام 1908،ثم تبرع مجموعة تجار في بغداد امثال جعفر أبو التمن ورؤوف القطان ومهدي الخياط وعلي البازركان إلى تأسيس (مدرسة الترقي) .... ساطع الحُصري ودوره في التعليم .

هناك اتهام للمرجعية الشيعية في النجف انهم اصدروا فتوى بتحريم تسجيل ابناء الشيعة في المدارس الحكومية . وكتب عنهم الحاقدون انهم لا يعترفون بالتعلم ويحاربون العلم , فما سبب الفتوى بمنع تسجيل ابناء الشيعة بالمدارس ..؟

ولد ساطع الحصري عام 1879 سوري وأحد رموز القومية العربية وقتذاك . أسس وزارة المعارف السورية عام 1919 (ووضع المناهج التربوية في سورية والعراق) كان مستشاراً لدى جامعة الدول العربية. تأثر اخر حياته بالفكر السلفي ..

بعد ثورة العشرين اتجهت النية لبناء دولة العراق , فتم اختياره لوضع مناهج التدريس في العراق , اعترض المراجع الشيعة عليه واصدروا فتوى بتحريم دخول ابناء الشيعة الى المدارس الحكومية (لذا يعتبرهم البعض انهم رجعيون يقفون ضد العلم ) بينما حقيقة الامر ان المناهج التي وضعها كانت تربي الاطفال على المنهج السلفي التكفيري وتهمش تاريخ اهل البيت (ع) بامتياز , فلما صدرت الفتوى , تم مراجعة بعض النصوص , ولم يوافق مراجع الشيعة , وتم تغييرها مرة ثانية . فوافق المراجع على مضض رغم ان تاريخ المدارس الابتدائية والمتوسطة تتحدث عن بطولات معاوية وشخصيته بصفحتين , وتتحدث عن الامام علي(ع) اربعة اسطر فقط .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/07



كتابة تعليق لموضوع : التعليم وموقف المراجع في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net