يقول (ماك ارثر ) كل المعارك الخاسرة ممكن تلخيصها بكلمتين (فات الأوان ) لذلك تم إنشاء مراكز الأفكار كرد فعل على أزمات خطيرة عجزت الحكومات عن حلها لان الحكومات بحاجة ماسة إلى معلومات واضحة تساعدها على فهم تعقيدات محيطها وسم طريق العمل خصوصا في المجتمعات والدول غير المستقرة ورغم أنها تأسست لأول مرة عام 1884 في انكلترا من خلال جمعيه فابيان من اجل المساعدة في التغيير الاجتماعي بعد الثورة الصناعية إلا أنها نمت وتطورت في الدول المتقدمة فنجد في أمريكا فقط نحو 1500 مركز فكر في اختصاصات مختلفة بالإضافة إلى المئات منها في الاتحاد الأوربي وتعمل مراكز الأفكار إلى إيصال تحليلاتها حسب الإمكانيات المتاحة والقواعد المؤسساتية والترحيب الذي تتلقاه من أصحاب القرار في واشنطن ولندن وبروكسل إلى اللجان البرلمانية كما أنها تضع مسارات تعليمية تدريبية للنواب والطامحين للوظائف العامة وتعد بأنها احد تقنيات التأثير الأكثر مردودا وتؤسس عليها المشاريع السياسية في المستوى البعيد ومعبر مهم للذين لديهم أفكار ويحلمون بالوصول إلى السلطة والذين هم بالسلطة ويطمحون ان يدعموا ممارساتهم بالتحليل المعمق .
كان العراق يمتلك بعض مراكز البحوث التي ممكن ان تؤدي الدور المطلوب او جزءا منه في اسناد الحكومة والدولة على الخروج من الازمات الخانقة التي تتعرض لها وغياب السياسية الموحدة للقوى السياسية في العراق وهنالك من يقول ان هذه المراكز تم الغاؤها بامر من بريمر ولا يوجد من يقوم بهذا الدور في العراق حاليا سوى بيت الحكمة بالاضافة الى بعض الاجهزة الاستخبارية التي قد تعطي دراسات انية ولكون العراق بحاجة ماسة إلى منظمات قادرة على تحويل المقترحات الى سياسات عامة قابلة للتطبيق لتقديم الحلول بشيئ من البساطة والايجاز لاننا والى الان لانمتلك دراسات او رؤى واضحة عن تأثير الربيع العربي على العراق حاليا ومستقبلا او ميناء مبارك ا واغلاق مضيق هرمز او الحرب العالميه المتوقعة في سوريا او احتمالات انفصال كردستان وغيرها من المواضيع المصيرية التي تؤثر على المواطن بشكل مباشر .
الحكومة بحاجة الى وقفة سريعة لتشكيل او تفعيل هذة المراكز وتقديم الدعم السياسي والمعنوي لها وعرض نتائجها على وسائل الاعلام وعلى النخب السياسية لرسم خارطة طريق للاداء الحكومي الناجح دون التاخبط في سياسات متنافرة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat