صفحة الكاتب : يوسف نجم تبينه

الحرب الناعمة
يوسف نجم تبينه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أفضل طريقة لتدمير بلد معين وجعلة يعيش في فوضى هو القيام بحرب اعلامية ناعمة، عن طريقة استهداف الفئات التي لم تعيش في الفترة المظلمة من تاريخ البلد، وتسليط الضوء على جانب معين يعتقد بانه مضيء باعتقاده، لاستماله الجيل الناشئ.

خير مثال ذلك المدعو حميد عبد الله، وبرنامجيه شهادات خاصة وتلك الايام، وهذا واضح من خلال أنه يستضيف البعثيين حصرا للحديث عن التاريخ دون الاستعانة بشخصيات من المعارضة لنقل تاريخ العراق من جميع الجوانب، واغفاله لأحداث وحوادث مهمة كالانتفاضة الشعبانية ومئات العلماء الذي أعدمهم النظام.

ذلك الشخص عاش منبوذاً ومتسلق في مسلك حزب البعث حتى وصل درجة عضو فرقة، شملته رعاية الحزب آنذاك حاله حال كل الرفاق بزجه في احدى دوائر الإعلام التي كانت تحت سطوة مؤسسات الأمن والمخابرات واستغل ضعف شخصيته وقدراته الثقافية والإعلامية بالانشغال الدراسي بتسهيلات موجهة من مخابرات صدام حتى أكمل الدكتوراه التي شاعت في زمن صدام

بعد السقوط شمله الاجتثاث ولكن البعض تدخل في إعادته لوزارة التعليم العالي من قبل أصدقاءه البعثيين الذين سيطروا على الوزارة بعد السقوط، وحين افتضح أمره انتقل مع زوجته الثانية الى عمان الأردن واعتاش على بعض معونات الرفاق السابقين وزملاء المخابرات كما شملته رعاية عون الخشلوك عندما وفر له وظيفة تستر وجوده في عمان وكانت حصرا بأبناء البعث

ثم انتقلت خدماته الى أثرياء بيت الكزنسانية المعروفين بولائم لصدام ونسابتهم مع عزة الدوري فاشتغل في مؤسستهم الإعلامية جريدة المشرق وقناة المشرق الفضائية التي اشتغلت لمدة عام تقريبا ولأغراض انتخابية ثم اغلقت.

نصب نفسه بدون وجه حق مؤرخ لتاريخ العراق، في محاولة منه لتلميع صورة البعث، هذا الشخص غريب الاطوار والادوار، لا يشبه ولا يقارن حتى بمقدمي البرامج، هو بعيد كل البعد عن التزام المؤرخ والباحث بوظيفته المحايدة في تناول الامور المتعلقة بتاريخ الاشخاص الاخرين وضرورة اخضاعها للفحص الشديد والتمحيص الدقيق والاعتماد على الوثائقية المطلوبة، قبل توجيه الاتهامات وكيل الوصفات بحق الآخرين ومن دون تمسك بأخلاقية الحوار.

يحاول ان يظهر أنه يعمل لصالح العراق وتاريخه في هذا البرنامج. بسبب اسلوبه الفج والفارغ والناشف وطريقة طرحه للأسئلة ومقاطعته للضيف ومحاولة استدراجه الى ما يرغب هو سماعه او حصر الضيف في زاوية لسحب منه معلومة تصب في صالح أجندته.

لا يسمح باستعلائه الفج أن يُكمل الضيف أي قصة او موقف او أي مقولة لا تصب في صالح الجهة التي يتبع لها. اسلوب قاطع متحول من نقطة الى اخرى لا علاقة لها بالتسلسل التاريخي، نهج تصغير وتقليل من كل ما يقوله الضيف إن لم يُخدم أجنداته، تقطيع القصة وتشويه الصورة وتشويش الضيف والمشاهد معاً، فرض على الضيف على قول ما ترغب بها الجهات التي ينفذ احنداتها سماعها، إهانة عقلية الضيف والمشاهدين بطريقة قبيحة وغير مهذبة، مسح وتذويب وإزالة أي صورة إيجابية لأي شخصية عراقية على مَر النصف القرن الاخير

وان دل هذا على شيء فإنما يدل على مستوى الانحراف الاخلاقي والسقوط في مستنقع الانحطاط الذي ايصال وعي الاجيال التي لم ترى فباحة فترة البعث، ومن هنا يجب على كل وطني قادر على فضح هذه النماذج بأبسط الوسائل والادلة ان يقوم بواجبة اتجاه الوطن والدماء الشهداء الذين قارعوا البعث الكافر.

الخلاصة: هذا الدكتور لا يصلح لأن يكون حتى ضيفاً ثقيلاً على المشاهد العراقي فكيف به هو يسجل ويدون تاريخ العراق الوثائقي!،، وكتابة صفحة نزيهة وصادقة بكل محتواها وما تخللتها من إيجابيات وسلبيات للطفل والجيل العراقي القادم)، يهدف من خلالها الى مسح عقلية المشاهد بشكل تام.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف نجم تبينه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/17



كتابة تعليق لموضوع : الحرب الناعمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net