أموالنا بين فكي البرلمان .. يجب انتزاعها
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وبعد صبر قاتل وممض .. وبعد معاناة دامية ومكابدة مرة .. وبعد اصطبار قاسٍ ومفجع ٍ ومر, وبعد يأسٍ منهكٍ وثقيل , وبعد مسلسل دامٍ من التضحية والشهادة والقهر والعذاب والتعذيب والسجون والمعتقلات والتنكيل والتهجير والتشريد ومئات المقابر الجماعية وبعد هذا وذاك , شاءت إرادة الله أن ينقذ هذا الشعب الصابر المقهور المعذب من مخالب وأنياب أسوء نظام عشائري دكتاتوري همجي وارعن , فقد عشنا تحت كوابيس مدلهمة ومظلمة وكاد اليأس المرير أن يطفئ كل شموع الأمل وقناديل الترقب ولكن إرادة الله أقوى وارحم من أي إرادة , وإرادة الشعب أمضى وأعتي من كل دكتاتوري موغل بالدماء .. وأخيرا انقشع أسوء حكم في هذا العصر وحدث التغيير المرتقب وغرق الشعب في بحر الانتعاش والأفراح والسرور والحبور ... والكل كان يتوقع أن يشرق على العالم عراق جديد سيكون طاقة مشعة للحرية الحقة , والديمقراطية المثلى , وتنتشر رايات العدالة والمساواة والمباهج , ومع مرور الأيام ولحد هذه اللحظة فقد افترسنا اليأس والتناحر والتمزق والضياع وتكشفت النفوس على حقيقتها إذ اتضح بان الثوار قد أصبحوا تجارا , وان الأماني قد أصبحت آلاماً , وان الازدهار قد أضحى اندحارا , وان الطموحات قد أمست تمنيات كئيبة, وقد افترش العراق طوفان متلاطم من المخازي والماسي والاحباطات والانشطارات والمزايدات والتبجحات التي تولدت نتيجة الصراع على الكراسي , وعلى المغانم والامتيازات , فأصبح عراقنا المضطهد مسرحا فسيحا للصوص والمزورين وللسماسرة والعاهرات إذ سادت لغة الكسب على لغة الشعب , وتعالت لغة المصالح والمطامع على لغة الإيثار والتضحية والبناء . وان كل هذه التراكمات الثقيلة والمرة جاءت بسبب الثلاثي المشؤم الفساد والطائفية والمحاصصة والتي جاءت إلينا , وبذرت بذور التفرقة والتمزق والتناحر بسبب التناقض الفادح والفاحش بين كل الأحزاب المتصارعة والمكونات المتناقضة والتي جعلت مأربها ومصالحها فوق مصلحة الشعب وصيانة الوطن .
إن الشعب المنهوك المنتهك يعيش مسلسل العذاب والتعذيب والإرهاب والترهيب وقد افترش بساط القهر والجوع والتذمر بعد أن كان يتوقع بان شمسا منيرة ستشرق وستزيل جحافل الظلام والإبهام والإيهام , وكان ينتظر من قيادته الجديدة أن تحقق كل طموحاته المشروعة وأهدافه الكبيرة , لذلك فقد انطلق عن بكرة أبيه مبتهجا بالتغيير فقد التحم التحاما صادقا وأكيدا باركان الحكم الجديد واستمر لسنوات يدافع وبكل إخلاص وولاء ويتسابق في ميادين التضحية والعطاء والتنمية والبناء ويشدو ويزغرد للحكم الجديد, فهذا الشعب لا يبخس حقا لكل قائد وثائر يعتصم بعروة الوطن ويتمسك بإرادة الجماهير , فشعبنا يقظ ومرهف الإحساس ويقرا الأحداث قبل حدوثها , ويمنح ثقته وبيعته بكل صدق ونقاء .. ولكن مع توالي السنين والأعوام لم يحقق البرلمان انجازا يمكن أن يتباهى ويفتخر به الشعب , ولم ينجز أعضاءه مجتمعين انجازا مثمرا يحقق معطيات ايجابية للفقراء والمساكين والمقهورين , فقد قصر لسان الشعب عن أي مدح وثناء لممثليهم لانهم يقررون ويؤسسون لانفسهم ولامتيازاتهم وقد ضاعت المقاييس في كل عمل وشأن , وتفاقمت التراكمات والسلبيات التي أوجعت الشعب ومزقته في بحر من التناحر والمزايدة والاقتتال .
فهاهو شعبنا يقف حائرا مندهشا أمام هذا التراكم المتراكم من الأخطاء والخطايا التي ما كان يتصورها أو يتوقع حدوثها وأخرها وليس أخيرها التصويت على السيارات المصفحة , فقد كان الشعب العراقي يريد أن يتباهى ويفاخر بالبرلمان وممثليه وبالانجازات الكبرى , , وكان يتمنى أن يظل البرلمان المنتخب مثارا للزهو والافتخار ومنارا للعدالة و للحرية والديمقراطية والنأي عن الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وكل الأمراض الاجتماعية .
إن من يرصد نهم وطمع وجشع البرلمان فانه بكل التأكيد يؤكد بان أموالنا وخيراتنا بين فكي البرلمان فيجب انتزاعها ومهما كان الثمن , فمواقفهم -البرلمانيون - المفضوحة على قدر مصالحهم القذرة والمشبوهة , وان الذي نلاحظه بوضوح أن بعض الكتاب والصحفيين والذين هم يسرحون ويمرحون في أروقة الدولة والبرلمان والحكومة نجدهم أسوء من السيئين , ونراهم يحملون عدة أوجه , ويتكلمون بعدة السن اتساقا مع مآربهم ونزواتهم ومنافعهم الشخصية .
إن الذي يفجعنا جميعا ويدمي قلوبنا إذ نرى أن اموال وخيرات عراقنا الصابر قد أصبحت(( بين فكي البرلمان )) فهنالك زمر في مراكز متقدمة في السلطة يسيئون ويلحقون أفدح الأضرار بالعراق وخيراته , ويتفننون بالتحايل والخداع وتضليل الرأي العام . وإنهم مكشوفون ويعرفهم أعلى موقع بالسلطة إلى أدنى شخص عادي في المجتمع ولكن لا يتجرا أي احد من فضحهم وتعريتهم وطردهم شر طردة وباندفاع جارف وصارم من رحاب البرلمان الذي ما يزال يعشعش فيه الكثير من عناصر الشر والمخادعين وأرباب السوابق والكثير من المدانين والمكشوفين للرأي العام بصورة أكيدة ومؤكدة .
والآن تساقطت كل الأقنعة , وتهاوت كل اللبوسات المستعارة , وانكشفت الأمور والنفوس على حقيقتها , وتصاعدت الصرخات, ورفعت الشعارات , وفضحت الصيحات الثائرة كل البراقع التي يتستر بها البرلمان على سلبياته الكثيرة والكبيرة , وقد عرينا الأداء السيئ لأكثر أعضاءه وكتبنا عشرات المقالات والبيانات. وإننا بانتظار تضامن الشرفاء معنا لنصرخ بفم واحد موحد ( يسقط البرلمان ..نريد حل البرلمان .. نريد إعادة الانتخابات .. إننا نريد من دولة رئيس الوزراء ومن العلماء الأعلام والمراجع العظام ومن كل الشرفاء أن يضعوا الأمور في نصابها وان يساندونا من اجل انتزاع أموالنا من أفواه أعضاء البرلمان لكي تتحقق العدالة الاجتماعية و الجماهيرية الملحة كي نفتخر بها , ونتسابق للدفاع عنها , ونطمئن لمستقبلنا بظلالها .
والذي أريد تأكيده بأنني جاهرت ومنذ أكثر من عام بحل البرلمان الذي اثبت بالملموس فشله المريع , واندحاره الشنيع , وانصرافه عما يريد الشعب , وتحقيقه لكل ما هو يريده وينشده لنفسه .. وكأن العراق قد أصبح ضيعة لأعضائه والانكى والأمر يا دولة رئيس الوزراء ويا علمائنا ويا سادتنا ويا مشايخنا ويا مثقفينا ويا .. ويا .. أن هذا البرلمان مازال تشغله مصالحه عن مصلحة الشعب , فما يزال سادرا في دروب الابتزاز بطرق ملتوية وخبيثة لا تمت لمعاناة الشعب بأي صلة أو لمحة , وانه غارق في إشباع نزواته الذاتية ورغباته الشخصية , وليجرف هذا الشعب البائس الطوفان فالبرلمان يسعى ويشرع لذاته , ولمصالح رواده , أما نحن البؤساء فلنا الله والشعب والتاريخ .. كما إنني أكدت في عدة مقالات ولقاءات فضائية سابقة بان هذا البرلمان كأخيه البرلمان المندثر ينتهلون من بئر واحد هو بئر المطامح والمصالح اللامشروعة , وهذه حقيقة لا يتجادل بها اثنان , ويا ليت للبرلمانين أذانا سامعة ونفوس منشدة لما يريده وينشده هذا الشعب من حقوق مشروعة , ولكنهم منغمسين في الترف والرفاهية والبطر والسفر والاغتراف من المميزات الأسطورية والرواتب الخرافية التي مازالت تؤجج نيران المرارة والألم في نفس كل مواطن غيور في هذا الوطن المدحور من أعضاء برلمانه الذين لن يتركوا لهذا الشعب حقا ولم يحققوا مكسبا ولم ينجزوا انجازا ملفتا للنظر, ولم يظهروا الحرص على توفير الخدمات والانجازات لهذه الجماهير المسحوقة فمصيبتنا قد أصبحت متأتية من البرلمان واعضائه الذين هم في واد والشعب في واد لدرجة قد أصبح شعبنا لا يثق بهذا البرلمان الذي لاتهمه أوجاع ومنهكات الناس بل سعى وما زال يسعى وسيظل ساعيا من اجل رغباته وطموحاته وهذه هي حقيقته لذا فلا يتوقع أن احد أبناء الشعب يكيل له المدح ويقتنع بأدائه وهذه سبة له فمتى يستفيق ويرفع اليد عن شراء السيارات المصفحة والتي تكلف ميزانية الدولة المليارات من الدنانير وما ندري ماذا تخبئ الأيام اقصر أم طال المقام فإلى الله المشتكى وهو المستعان واللعنة الدائمة على البرلمان
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat