صفحة الكاتب : الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

الاوسمة العلوية لسفير الامامة الحسينية 
الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الامام الحسين عليه السلام: الى اهل الكوفة ((اني باعث اليكم اخي، وابن عمي، وثقتي من اهلي مسلم ابن عقيل)) (الارشاد الشيخ المفيد ج2 صفحة 39.)
تحاكي هذه الاوسمة، التي منحها الامام الحسين (عليه السلام)، لمسلم اوسمة، منحتها السماء، ورسول الله (صلى الله تعالى عليه واله)، امير المؤمنين عليه السلام:
الوسام الأول:
وسام البعثة: وهو من مقامات الأنبياء عليهم السلام
قال تعالى ((فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين)) البقرة (213)
وهو مقام سيد الأنبياء صل الله تعالى عليه واله:( (هوالذي بعث في الاميين رسولاً منهم))الجمعة (٢ )وبعث الرجل بمعنى ارسله بمهمة، توجيهية معينة، وعلي ابن ابي طالب (عليه السلام)، كثيراً ما بعثه النبي (صل الله تعالى عليه واله) بمهام معينة عسكرية تارة وعلمية أخرى وسياسية او اقتصادية وهكذا.
  ومسلم عليه السلام، ايضا بعث رسولا من قبل الامام الحسين (عليه السلام)، بمهمةدينية، و سياسية، واجتماعية، الى اهل الكوفة، وهذا الرسول يتطلب ان يكون على مواصفات، وكمالات معينة حتى يستطيع أداء دور هذه المهمة، فعلى ذلك ذكرالامام الحسين علية السلام، صفات هذا المبعوث، وكمالات هذا الرسول بثلاثة اوسمة، ومقامات:
الاول:
 قال اخي، ومقام الاخوة: هو مقام علوي حين قال النبي (صل الله تعالى عليه واله) ((انت اخي في الدنيا وأخي في الاخر))(أسد الغابة /ج/٤/ص١٠٩)، وكذلك مسلم (عليه السلام)، ولكن أي اخوة هذه  التي يتحدث عنها النبي (صلى تعالى عليه واله) لعلي (صلوات الله عليهم)
وهذه الاخوة التي حدث الامام الحسين عليه السلام، لمسلم (سلام الله عليه)

الاخوة الدينية:
     (انما المؤمنون اخوة)( الحجرات/١٠) والدين هو: مجموع القوانين، التي ترتب علاقة الانسان، وتنظمها مع الله (عز وجل) ومع أخيه الانسان، ومع باقي الخلق من ملائكة، وحيوان، وشجرة، وحجر، وغيرها.
وهذا الدين العظيم لبه، وحقيقة، هو الولاية لأهل البيت عليهم السلام
عن الباقر (عليه السلام) بني الإسلام على خمس أشياء
((الصلاة، الزكاة، الحج، الصوم، والولاية))(الكافي ،ج/٢،ص١٨)
قال زرارة وقلت: أي شيء من ذلك أفضل فقال: (الولاية أفضل لأنها مفتاحهن).
وهذا الوسام الذي منح لمسلم (عليه السلام) يعني؛ بان مسلم متدين، وهو على مستوى عال، وشامل في الدين، والدين يستلزم المعرفة.
  قال امير المؤمنين: ((اول الدين معرفته))( نهج البلاغة ،ص ٣٩(صبحي الصالح ) وهنا يتضح ان مسلم عليه السلام، كان عارفاً ، عالماً، وذلك لقانون السبب، والمسبب.
  الامام الحسين يقول: اخي لأنه متدين، ومتدين لأنه عارف، ولا يمكن ان يكون انسان متدين، وهو ليس بعارف، وليس بعالم.
الوسام الثاني:
الامام الحسين يقول: ابن عمي
علي عليه السلام: ايضاً ابن عم رسول الله (صل الله عليه واله وسلم)
فقد روى المحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج2 ص 219
وروى الخوارزمي في المناقب ص82 عن امير المؤمنين:
((دخلت على النبي صل الله عليه واله وسلم، وهو مريض، وضع راسه في حجر رجل، أحسن ما رأيت من الخلق، والنبي صل الله عليه واله، نائم، فلما دخلت عليه فقال الرجل: ادن الى ابن عمك، فانت أحق به مني، فدنوت منه فقام الرجل، وقعدت مكانه ووضعت راس النبي صلى الله تعالى عليه وله، في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة ثم استيقظ النبي صلى الله تعالى عليه واله، فقال اين الرجل الذي كان راسي في حجره، فقلت: لما دخلت عليك دعاني، ثم قال: ادن الى ابن عمك، فانت أحق به مني، ثم قام فجلست مكانه، فقال النبي:(صلى الله تعالى عليه واله) هل تدري من الرجل؟ فقلت: لا
فقال النبي: (صل الله تعالى عليه واله)، ذلك جبرائيل، كان يحدثني حتى غفت عيني
ونمت، ورأسي في حجره.
 ورابط، الدم رابط النسب، مما أكد عليه القران، وأحاديث بيت العصمة (صلوات الله عليهم)
حيث يقول القران في قوله عز وجل (يا بن ام لا تأخذ بلحيتي)9 طه 94
(واتينا عيسى ابن مريم البينات) البقرة 253
(ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها) التحريم 12
واية المباهلة (تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم)(ال عمران،٦٩) وايضاً حينما نقرأ في الزيارات المتنوعة للائمة صلوات الله عليهم، نجد هذا المقطع يتكرر كثيراً، (السلام عليك يبن رسول الله السلام عليك يأبن امير المؤمنين، السلام عليك يبن فاطمة سيدة نساء العالمين)
فاذاً النسب: له وجه احترام وذلك لأن الدم واسطة، في نقل المواصفات والاخلاق من الإباء، الى الأبناء

الوسام الثالث:
((وثقتي من اهل بيتي))، الثقة بمعنى من يقوم بالشيء بأمانة  وعلي عليه السلام، كان الثقة الأمين المبلغ عن رسول (الله صل الله عليه واله)، الأوامر والنواهي، وهذا ما تؤكده اية براءة،
حين ما قال جبرائيل للنبي ((لن يؤدي عنك الى انت او رجل منك)) (السيوطي في الدر المنثور ج/  ،ص 209)
ومسلم (عليه السلام)، كان ثقة الحسين (عليه السلام) في تبليغ اهل الكوفة، أوامر الامام (عليه السلام) وهذا يوضح ما تمتع به مسلم (عليه السلام)
من امانة حيث يحدثنا التاريخ انه لم يقتل عبيد الله ابن زياد
 لأنه لم يكن مأمورا من الامام الحسين بقتله؛ ولأنه قال سلام الله عليه ((الايمان قيد الفتك))(تاريخ الخطيب البغدادي ،ج/١٢،ص١٢٤) بمعنى أن الإنسان منع من الغدر وقتل من أعطي الامان 
ومسلم ذلك الثقة الامين، في نقل ما حمل، ونحن بعد معرفتنا هذه الاوسمة الاربعة؛ لمسلم(عليه السلام ) ما علينه فعله مع هذا الثقة الجليل والسفير العظيم 
أولا:
علينه تعظيمه، وتكريمه، وما ذلك الا في أربع متعلقات للتعظيم:
أولا: التعظيم الفكري:
لهذا البطل الجليل، حين التدبر في كلماته، ومواقفه، وافعاله (سلام الله عليه)
وما قيل: في حقه على لسان  المعصومين (عليهم السلام) والمؤرخين والمفكرين 
ثانياً: التعظيم القلبي لمسلم:
الميل، والحب لهذا القائد، وهذا ما يؤكده حديث النبي (صلى الله تعالى عليه واله)، حين ما سأله امير المؤمنين (عليه السلام)
((قال الإمام علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً)؟
قال: (أي والله إنّي لأحبّه حُبَّين، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإن ولده مقتول – ويقصد بذلك مسلم – في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون).
ثمّ بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: (إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي) ( الامالي للشيخ الصدوق ص191)
وهذا يعني ان الدمع، والبكاء، والحسرة على مسلم (عليه السلام) مستحبة؛ بل هي اسوة،  برسول الله ( صلى الله تعالى عليه واله) و قد امرنا بالتاسي به حينما يقول الباري جل وعلا في محكم كتابه:  (ولكم في رسول الله اسوة حسنة) (الأحزاب 21)

ثالثاً: التعظيم القولي:
حين ما أقف أقول: السلام عليك، واذكره، واسمي أحد اولادي، او أحد اقاربي باسمه، سلام الله عليه، وابين للناس مقامه، و مواقفه، وابين للناس شهادته، وكيف دافع عن الإسلام
رابعاً: التعظيم العملي:
في عقد المجالس وزيارته، او العمل بسلوكه،  ومكارم اخلاقه،
والاقتداء بسيرته في الدفاع عن الدين، بل وعمل كل فعل، يقرب ويوطد هذا العلاقة بيننا، وبين هذا القائد الشهيد، العظيم، اسال الله ان  نكون من السائرين بسيرته، والمخصوصين بشفاعته،


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/01



كتابة تعليق لموضوع : الاوسمة العلوية لسفير الامامة الحسينية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net